تحتفى دولة الإمارات وأبناؤها حول العالم باليوم الوطنى الـ49، وإن كانت احتفالات رمزية التزاما بالاشتراطات الصحية الخاصة بفيروس كورونا المستجد كوفيد19، فقد احتفلت سفارة دولة الإمارات بالقاهرة، بإقامة حفل عشاء صغير بحضور أعضاء البعثة وملحقياتها، وبحضور المستشار ضياء حمادة مدير القطاع العربى بوزارة الخارجية، وفق بيان صحفى عن السفارة.
وعبر الحضور عن سعادتهم بهذه المناسبة الرفيعة والعزيزة على قلوب الجميع، وبهذه المناسبة قالت المستشارة مريم الكعبى القائم بأعمال السفير الإماراتى، "تحتفل دولة الإمارات بالذكرى 49 لتأسيس الإمارات العربية المتحدة، حيث امتدت رحلة دولتنا الواثقة نحو التقدم والتنمية، عبر هذه السنوات المضيئة والحافلة بالأحداث والمهام الكبيرة والإنجازات التى رسم ملامحها الأولى وأرسى دعائمها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" وإخوانه الآباء المؤسسون، وسار على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".
وأشارت الكعبى إلى أن دولة الإمارات تفتخر باستضافة إكسبو الدولى 2020 دبى، حيث ستتزامن استضافته فى أكتوبر من العام المقبل والذى سيستمر لمدة ستة أشهر مع احتفالات دولة الإمارات بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس الاتحاد. ما سيسمح لجميع المشاركين بتجاوز تبعات كوفيد-19، ويتيح فرصة استثنائية للتركيز على الرغبة المشتركة فى صياغة فكر جديد لإيجاد الحلول لمجموعة من أكثر التحديات إلحاحًا.
وفى خضم الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 التى ضربت العالم، تم تأجيل انعقاد إكسبو 2020 دبى، إذ تظل صحة وسلامة جميع المشاركين على رأس أولويات الدولة، ولا سيما بسبب تأثر دول العالم إلى حد كبير بتفشى الفيروس، حيث أعربت عن حاجتها إلى تأجيل افتتاح إكسبو 2020 دبى لمدة عام لتمكينها من التغلب على هذا التحدى، وقد أيدت دولة الإمارات هذا الاقتراح فى اجتماع اللجنة التوجيهية بروح من التضامن والوحدة.
وأضافت:" أن هذه المناسبة الغالية على قلوبنا لتذكرنا بالنجاحات والعديد من الإنجازات، التى تحققت خلال مسيرة الـ 49 عامًا تحت راية واحدة وروح واحدة، أن هذا اليوم لدولة الإمارات هو مناسبة وطنية هامة، نقول فيها شكرًا من أسعد شعب إلى قيادة الوطن، ونجدد من خلالها تأكيدنا على المضى قدمًا على نهج الآباء المؤسسين لتعزيز وترسيخ مؤسسات الاتحاد، وحماية مكتسباته، وإبراز الولاء والانتماء للوطن، وإعلاء القيم، والتمسك بالهوية الوطنية، وتطوير آليات الأداء المؤسسى والعمل المنهجى وفق أسس علمية واستراتيجيات محددة، وصولًا إلى التميز والريادة والإبداع فى تحقيق المزيد من الإنجازات النوعية فى شتى المجالات".
وأكدت الكعبى:"لقد شهد العام 2020 إنجازات فى مجالات عدة على المستوى الوطنى كما على المستويين الإقليمى والدولى، فخلاله دخلت دولة الإمارات بشكل رسمى السباق العالمى لاستكشاف الفضاء الخارجى، عبر إرسال أول مسبار عربى وإسلامى إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم "مسبار الأمل"، وبذلك تكون دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وانطلق المسبار فى مهمته بتاريخ 20 يوليو 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول العام 2021، تزامنًا مع ذكرى مرور خمسين عامًا على قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة، واستطاعت دولة الإمارات فى هذا العام - الذى شهد أكبر أزمة تواجهها البشرية منذ عقود بسبب جائحة فيروس كوفيد-19 المستجد - أن ترسخ نهجها الإنسانى والذى يُعدّ ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية، ولا سيما فى تعاونها الدولى وتضامنها مع المجتمعات المحتاجة".
واستكملت، الكعبى، قائلة: "قدمت دولة الإمارات فى إطار عملها الدؤوب والمستمر فى دعم الجهود العالمية الرامية إلى الحد من انتشار كوفيد-19 المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية إلى 120 دولة حول العالم، واستفاد منها أكثر من 1.6 مليون من العاملين فى القطاع الصحى لدعم جهودهم فى احتواء الوباء، ولم يقتصر الدور الإنسانى للمساعدات الإماراتية على إرسال المساعدات للدول المحتاجة، بل قامت بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة وخاصة منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمى للمساعدة فى إيصال المستلزمات الطبية والغذائية لبعض الدول، والمساعدة فيتعزيز قدرة تلك المنظمات فى الوصول إلى كافة الدول المتضررة فى بقاع الأرض كافة".
وفى هذا الصدد، أصبحت دولة الإمارات الشريان الرئيس للعمليات اللوجستية للمنظمات الدولية حيث تتواجد مخازنها الاستراتيجية فى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية فى دبى والتى تعد المستجيب الأول للأزمات العالمية وخاصة المساعدات المرتبطة بجهود مواجهة الفيروس.
وتحرص دولة الإمارات على أن تكون مركزًا لوجستيًا لتوزيع لقاح كوفيد-19 عالميًا فى إطار جهودها لمساعدة العالم لمواجهة فيروس كورونا وتمهيد الطريق لتعافى الاقتصاد العالمي.
إطلاق "عين الصقر"
وضمن الاحتفاء باليوم الوطنى، تم اليوم - وبالتزامن مع اليوم الوطنى الـ49 للدولة - إطلاق القمر الاصطناعى "عين الصقر" بنجاح إلى الفضاء من المحطة الفرنسية "غيانا" الواقعة على الساحل الشمالى لأمريكا الجنوبية الخاضعة للسيادة الفرنسية، بواسطة الصاروخ "سويوز" الروسى، وذلك فى تمام الساعة 5:33 صباحًا بتوقيت الإمارات "01:33 صباحًا بتوقيت غرينتش". وفق وكالة الأنباء الإماراتية.
استغرقت أول ثلاث مراحل من الإطلاق مدة 8 دقائق و48 ثانية وتم تنفيذ المراحل الثلاث الأولى بواسطة المحركات المشتعلة بالوقود، والمرحلة الرابعة تمت عن طريق وحدة الارتفاع والتوجيه العلوى (FREGAT) لتوجيه القمر إلى مداره المنخفض المتزامن مع الشمس وتم انفصال القمر عن الصاروخ بعد 58 دقيقة من الإطلاق.
وقد مر القمر الاصطناعى "عين الصقر" بعدة مراحل حتى الوصول إلى مرحلة الإطلاق، حيث استغرق تصنيعه 5 سنوات.
ونفذ المشروع فريق إماراتى يضم خبرات وكفاءات وطنية عالية من القوات المسلحة فى مجال إدارة المشاريع الضخمة وهندسة الأنظمة العسكرية والفضائية، وتم دمج خبراء وفنيين مواطنين وأجانب فى مجال التصنيع الفضائى مع نخبة من المهندسين الإماراتيين الشباب.
وباشر فريق المشروع العمل مع المصنعين فى تصميم وتطوير وصناعة النظام ومتابعة جدول أعمال المشروع خلال تواجدهم فى المنشآت الفرنسية فى مدينتى تولوز وكان، وبدًا بمرحلة تصميم القمر عن طريق تطوير التكنولوجيا المتوفرة وتحليل الأداء الشامل للمنظومة المصممة، ومن ثم تصنيع أجهزة وأجزاء القمر بالموصفات المطلوبة والتأكد من جاهزيتها لتركيبها ودمجها لبناء القمر الاصطناعى النهائى، ووصولًا إلى إخضاع القمر المتكامل لاختبارات شديدة وشاملة لتأهيله للبيئة الفضائية القاسية والتأكد من تحمله عملية الإطلاق وضمان عمل وصحة جميع أنظمة القمر الاصطناعي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة