مواجهة ساخنة شهدها اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسى "الناتو" حيث أجمع المشاركين على إدانة الممارسات التركية فى المنطقة، متهمين إياها بإشعال التوترات بعدما بدأ وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو المواجهة بتوجيه انتقادات حادة لنظيره التركي.
الهجوم الذى شنه "بومبيو" يعكس بما لا يدع مجالا للشك أن العلاقات الأمريكية ـ التركية، فى طريقها للمزيد من التوتر، حتى فى ظل اقتراب تولى الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن.
وانتقد بومبيو تركيا علنا خلال اجتماع عبر الفيديو كونفرنس، لحلف شمال الأطلسى يوم الثلاثاء، واتهم أنقرة بإشعال التوترات مع زملائها الحلفاء فى البحر الأبيض المتوسط، ومنح الكرملين هدية من خلال شراء نظام مضاد للطائرات روسى الصنع.
وبحسب تقرير نشرته مجلة بولتيكو الأمريكية، رد وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو، متهمًا بومبيو بالاتصال بالحلفاء الأوروبيين وحثهم على التحالف مع تركيا، والوقوف بشكل أعمى مع اليونان فى النزاعات الإقليمية ورفض بيع البضائع، أسلحة باتريوت المضادة للطائرات صنعت فى الولايات المتحدة فى أنقرة.
وجاء الاشتباك عبر الفيديو، الذى أكدته العديد من وفود الحلفاء، فى الوقت الذى حضر فيه بومبيو ما كان على الأرجح الاجتماع الأخير بالنسبة له نيابة عن الرئيس دونالد ترامب - وهو اجتماع كان يهدف فى المقام الأول إلى التركيز على تقرير جديد حول كيفية تكيف حلف الناتو مع أزمات المنطقة فى العقد القادم.
وتكهن بعض الدبلوماسيين بأن بومبيو كان يستغل اجتماعه الأخير لاشعال التوترات التى قد تجعل الحياة صعبة على الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب جو بايدن.
وتم إعداد التقرير الجديد، الذى كتبته مجموعة من الخبراء الدبلوماسيين، بعد أن اشتكى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون العام الماضى من صراعات بين الحلفاء، بما فى ذلك تركيا، زاعمًا أن التحالف "ميت عقليًا". وحث التقرير الحلفاء على "الالتزام بقواعد السلوك" و"النظر فى إنشاء مركز امتياز للمرونة الديمقراطية مكرس لتقديم الدعم لكل حليف".
ودعم العديد من الحلفاء بومبيو فى إدانة تركيا، بما فى ذلك وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، الذى ندد بسلوك أنقرة وقال أن التماسك داخل التحالف سيكون مستحيلًا إذا قلدت تركيا التدخل الروسى العدوانى، وبحلول نهاية الاجتماع، كان من الواضح أن تركيا كانت معزولة بين أعضاء الحلف الثلاثين.
وفى نفس السياق، رفض حلفاء آخرون دعوة متجددة من تشاووش أوغلو لحلف شمال الأطلسى للعب دور فى الحرب الأهلية فى ليبيا، واتهموا تركيا باشعال الصراع بإرسال أسلحة ومرتزقة لدعم حكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس.
وكانت تركيا على خلاف مع الحلفاء الآخرين لسنوات، لم يتدخل أردوغان فى ليبيا فحسب، بل فى سوريا أيضًا كما ساعدت تركيا أذربيجان على الانتصار فى صراعها المستمر منذ ثلاثة عقود مع أرمينيا على ناجورنو كاراباخ، مع سيطرة باكو على مساحات شاسعة من الأراضي.
وفى مؤتمر صحفى، تجنب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج سؤالًا حول الجدال الساخن بين بومبيو وأوغلو، وأشار بدلًا من ذلك إلى أن "آلية عدم تضارب" الناتو ساعدت فى تخفيف حدة الصراع بين أثينا وأنقرة، حيث قال: "لقد رأينا أن آلية تفادى التضارب ساعدت فى تقليل مخاطر الحوادث والحوادث" بين الجيشين اليونانى والتركي. لكنه أضاف: "إنه لا يحل المشكلة الأساسية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة