في مثل هذا اليوم 21 ديسمبر تم عرض مسرحية "بيت الدمية"، للكاتب هنريك إبسن على المسرح الملكى فى كوبنهاجن، وذلك عام 1879م، والمسرحية واحدة من أهم النصوص فى القرن التاسع عشر، وتكمن أهمية النص المسرحى فى الموقف الحاسم الذى اتخذته تجاه أعراف الزواج فى القرن التاسع عشر، حيث أثارت جدلًا واسعًا آنذلك، فالعمل ينتهى بترك البطلة "نورا" زوجها وأبناءها بحثًا عن ذاتها.
و"بيت الدمية" مسرحية نثرية من ثلاثة فصول وتدور المسرحية حول "نورا هيملت" وهى امرأة عادية، زوجة لرجل مرموق وأم لثلاثة أطفال، وكانت حياتها عادية للغاية، فهى زوجة لطيفة جميلة مطيعة لزوجها الذى ربما يحبها وربما لا، ولكنه بالتأكيد يعتبرها إحدى أغلى ممتلكاته.
و"نورا" امرأة سعيدة بحياتها – أو هكذا تظن- لأن علاقتها الهادئة بزوجها لم تمر بأى اختبار حقيقى، ولكن حين جاء وقت الاختبار انكشف زيف هذا الحب الذى يزعم زوجها دومًا بأنه يكنه لها، فهي "غاليته، وطفلته، وعصفوره المغرد" ما دامت لم تخالف أوامره ولم تتخط الحدود التى وضعها لها، وهكذا ينكشف لنورا بالنهاية أن حب زوجها، تورفالد هيلمر، مرهون بكون نورا تلك "الدمية الجميلة" التى يحركها كيف يشاء حتى استطاعت هى فك تلك القيود وإعادة النظر فى علاقتها بزوجها، بل وفى حياتها برمتها.
وشعر وكيل "إبسن" أن النهاية الأصلية لن تتناسب مع المسرح الألمانى، لذلك اضطر إلى كتابة نهاية بديلة لتحظى المسرحية بالقبول فى ألمانيا، في هذه النهاية، تذهب نورا لأطفالها بعد أن تتشاجر مع تورفالد، فتنهار بعد رؤيتهم، ثم يسدل الستار، وقال إبسن فى وقت لاحق أن هذه النهاية عار على المسرحية الأصلية ويسميها "الغضب البربرى"، ولكن معظم إصدارات المسرحية في الوقت الحالي تستخدم النهاية الأصلية كما هو الحال مع إصدارات الأفلام منها.
بيت الدمية
فى عام 2006، الذكرى المئوية لوفاة إبسن، أدرجت منظمة اليونسكو مخطوط مسرحية بيت الدمية فى سجل ذاكرة العالم فى عام 2001، تقديرًا لقيمتها التاريخية، وأدرجتها مكتبة بوكلوبن العالمية فى قائمتها لأفضل 100 عمل أدبى على مر العصور.
وهنريك يوهان إبسن (ولد فى 20 مارس 1828 - وتوفى فى 23 مايو 1906) كاتب مسرحي نرويجي كبير، كان من أهم العاملين على ظهور الدراما الواقعية المعاصرة، وقد لقب "هنريك ابسن" بأبو المسرح الحديث، وقد انتهج المنعطف الواقعي في أعماله فقد تطرق ابسن إلى قضايا واقعيه وخطيرة يعانى منها المجتمع الأوربي، كما تناول قضايا إنسانيه خالدة تشغل الإنسان عبر العصور، مثل قضية ماهية الحقيقة والفارق بين الحقيقة والواقع أو الصراع بين الواقع والمثال وقضية النفاق الاجتماعي، وغيرها من القضايا التي تثيرها أعمال إبسن المسرحية والتي ليس بالضرورة أن تضع لها حلولاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة