توجهت أنظار العالم إلى بريطانيا، أمس الأحد، التى واجهت بشكل مفاجئ عزلا مع اتخاذ العديد من الدول قرارات بحظر السفر معها فى ظل تفشى سلالة جديدة متحورة من فيروس كورونا بها، والتى يقول العلماء أنها أكثر انتشارا بنسبة 70% وإن لم يعرف بعد مدى شدة فتكها.
وباتت بريطانيا معزولة عن معظم أوروبا فى غضون ساعات قليلة، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز، بعدما قطع أقرب حلفائها روابط النقل معها بسبب المخاوف من تحور فيروس كورونا، مما أثار حالة من الارتباك للعائلات والشركات قبل أيام فقط من خروجها من فلك الاتحاد الأوروبي.
وحظرت ألمانيا كل رحلات الركاب من بريطانيا إليها بدءا من منتصف ليل الاثنين، وحذرت الشرطة الفيدرالية فى البلاد المواطنين من السفر إلى بريطانيا إلا فى حالة الضرورة القصوى فقط.
وإلى جانب ألمانيا، أعلنت كل من فرنسا وإيطاليا وسويسرا والبرتغال وهولندا والنمسا وبلغاريا والدنمارك وفنلندا ورومانيا والسويد وكرواتيا وهولندا وقف كل الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا. وقالت النرويج أن ستعلق فورا ولمدة 48 ساعة على الأقل الرحلات من بريطانيا.
بينما فرضت جمهورية التشيك إجراءات أكثر صرامة للحجر الصحى للأشخاص القادمين من بريطانيا. وأوقفت دول البلطيق الثلاث استونيا ولاتفيا وليتوانيا كل رحلات الركاب من بريطانيا، وسمحت ليتوانيا بمغادرة الرحلات إلى المملكة المتحدة، فى حين أوقفتها كل من لاتفيا واستونيا.
من جانبها، قالت حكومة إيرلندا يوم الأحد أنه ستفرض حظرا 48 ساعة على الرحلات من بريطانيا إليها، مع استمرار عمل العبارات.
وأعلنت تركيا والمغرب انهما ستعلقان السفر الجوى من بريطانيا، فيما أوقفت السعودية الرحلات الجوية لمدة أسبوع، وأوقفت كندا الرحلات من بريطانيا لمدة 72 ساعة.
وأعلنت هونج كونج حظر كل الرحلات الجوية من بريانيا منذ منتصف ليل الاثنين بالتوقيت المحلى، لتصبح أول مدينة فى أسيا تعلن مثل هذا القرار.
وأمر وزير الصحة الإيرانى، بوقف الرحلات من بريطانيا لمدة أسبوعين، وحظرت إسرائيل دخول المواطنيين الأجانب القادمين من بريطانيا والدانمارك وجنوب أفريقيا، بينما أضافت الكويت بريطانيا لقائمة الدول عالية المخاطر وقامت بحظر الرحلات الجوية.
وفى أمريكا الجنوبية، قال رئيس السلفادور على تويتر، إن أى شخص كان فى بريطانيا أو جنوب أفريقيا فى الأيام الـ 30 الماضية لن يسمح له بدخول البلاد. وأوقفت كولومبيا الرحلات الجوية من بريطانيا بدءا من الاثنتين، فيما فرضت شيلى حجرا صحيا لمدة أسبوعين على كل من زار بريطانيا فى الأسبوعين الأخيرين.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الولايات المتحدة تشعر كذلك بالقلق حيال السلالة الجديدة بعد إعلان بريطانى يوم السبت عن فرض عمليات إغلاق جديدة.
واعتبرت أن قيود السفر، بعد تحديد السلالة الجديدة فى وقت سابق من هذا الأسبوع، تشكل نكسات جديدة فى جهود مكافحة فيروس كورونا على الرغم من بدء التطعيمات فى الأيام الأخيرة، قال المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض ومكافحتها يوم الأحد، إنه تم الإبلاغ عن حالات قليلة من السلالة الجديدة فى الدنمارك وهولندا وربما فى بلجيكا.
ويعقد رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون اجتماع أزمة اليوم، الاثنين، لبحث التعامل مع الأمر، كما يعقد اجتماع طارئ لكبار المسئولين من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى لتنسيق استجابة الكتلة للسلالة الجديدة، وبحث خيار فرض حظر على المسافرين من بريطانيا حتى السادس من يناير المقبل.
وفى نفس السياق، قال أبرز خبراء الأوبئة فى ألمانيا كريستان بدروستن، إنه يتوقع أن تكون السلالة الجديدة من فيروس كورونا المتشفى فى بريطانيا قد وصلت ألمانيا بالفعل، إلا أنه قلقا بشأن تحور الفيروس فى الوقت الراهن.
وقال أن البيانات العليمة حول التحور الجديد N501Y لا تزال غير واضحة. وقال أن ما يقال أنها أكثر انتشارا بنسبة 70% يظل تقدير على الأرجح، والذى يحتاج إلى التأكيد عليه من قبل العلماء البريطانيين خلال هذا الأسبوع.
وقال أن السؤال الآن هو: هل هذا الفيروس ظهر بسبب موجة جديدة قادمة فى منطقة جنوب شرق إنجلترا، اما أن هذا الفيروس مسئول عن خلق هذه الموجة فى المقام الأاول.
من جانبه، قال وزير الصحة الفرنسى أوليفر فيران أنه من الممكن أن تكون السلالة الجديدة من فيروس كورونا منتشرة فى فرنسا، على الرغم من أن الاختبارات الأخيرة لم ترصدها فى البلاد. وأضاف أنه من الممكن تماما أن يكون الفيروس منتشر فى فرنسا.
وأعرب مستشار وزير الصحة الإيطالى ڤالتر ريتشاردى عن غضبه من تكتم بريطانيا على السلالة الجديدة من فيروس كورونا رغم علمها بذلك منذ سبتمبر الماضى، ما سيدفع بلاده إلى إغلاق صارم للغاية.
ونقلت قناة ( روسيا اليوم) الإخبارية عن ريتشاردى قوله إن "السلالة الجديدة لا تعد قاتلة لكنها تنتشر بسرعة أعلى بنسبة 70-80%"، مشيرا إلى أنه وفقا للبيانات البريطانية فإن الفيروس لديه 3 طفرات لاختراق الغشاء المخاطى للأنف بشكل أفضل.
وقال مستشار وزير الصحة الإيطالى، إنه فى ظل هذه الظروف سيكون من الصعب إعادة فتح المدارس فى 7 يناير المقبل، لا سيما فى ظل خطر حدوث زيادة جديدة فى الإصابات خلال فترة الأعياد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة