نحن اليوم، على موعد مع ظاهرة ربما لا تتكرر كثيرًا، والذى لا يعلمه الكثيرون أنها ترتبط بيوم ميلاد يسوع المسيح، وهى ليلة الانقلاب الشتوى، حيث يحدث الانقلاب الشتوى للشمس فى شهر ديسمبر، ويميل القطب الجنوبى للأرض نحو الشمس، التى تكون فى هذا الوقت فوق مدار الجدى مباشرة عند خط عرض 23.44 درجة جنوبا.
هذا اليوم يعد ذروه فصل الشتاء (الانقلاب الشتوى) فى نصف الكرة الشمالى وذروة فصل الصيف (الانقلاب الصيفى) فى نصف الكرة الجنوبى، حيث تبلغ الشمس أدنى ارتفاع لها فى السماء وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال، ويكون ظل الإنسان على الأرض أطول ما يمكن ويكون نهار ذلك اليوم هو أقصر نهار فى السنة وليل هذا اليوم هو أطول ليل فى السنة.
وبحسب موقع "الانباء تكلا" أحد المصادر المسيحية، يحتفل الأقباط بعيد الميلاد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطى، وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الرومانى الذى سمى بعد ذلك بالميلادى، ولقد تحدد عيد ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر وذلك فى مجمع نيقية عام 325 م، حيث يكون عيد ميلاد المسيح فى أطول ليلة وأقصر نهار (فلكيا) والتى يبدأ بعدها الليل القصير والنهار فى الزيادة، إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل فى النقصان والنهار (النور) فى الزيادة، هذا ما قاله القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "ينبغى أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وأنى أنا أنقص" (إنجيل يوحنا 30:3).
ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان (المولود قبل الميلاد الجسدى للسيد المسيح بستة شهور) فى 25 يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليل يبدأ بعدها النهار فى النقصان والليل فى الزيادة، وقال القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح، بحسب الإيمان المسيحى: "ينبغى أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وأنى أنا أنقص" (إنجيل يوحنا 30:3)، ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان (المولود قبل الميلاد الجسدى للسيد المسيح بستة شهور) فى 25 يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليل يبدأ بعدها النهار فى النقصان والليل فى الزيادة.
لكن فى عام 1582م، أيام البابا جريجورى بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس فى موضعه أى أنه لا يقع فى أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام، أى يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع فى أطول ليل وأقصر نهار، وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ فى حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس) إذ كانت السنة فى التقويم اليوليانى تحسب على أنها 365 يوما و6 ساعات.
ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوما و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أى أقل من طول السنة السابق حسابها (حسب التقويم اليوليانى) بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالى عشرة أيام، فأمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليوليانى) حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الجريجورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة