سيطرت حالة من الهلع فى الأسواق العالمية المختلفة خلال تعاملات اليوم الاثنين، متأثرة بأنباء انتشار سلالة جديدة لفيروس كورونا فى المملكة المتحدة، فبالبنسبة لأسواق المال سيطر اللون الأحمر على تعاملات البورصات المحلية والعربية، متأثرة بالمخاوف العالمية من انتشار فيروس كورونا المستجد، وظهور سلالة جديدة من الفيروس فى بريطانيا، أكثر انتشارًا وفتكًا.
وقادت بورصة دبى الخسائر بتراجع بنسبة 3.84%، واقتفت أثرها بورصة أبوظبى بهبوط بنسبة 0.79% وخسائر سوقية 11.2 مليار درهم، وتراجع المؤشر العام لبورصة الكويت بنفس النسبة، كما تراجعت بورصة قطر بنسبة 0.44% وسط هبوط جماعى للقطاعات، ونزل مؤشر بورصة مسقط للجلسة الثانية على التوالى، وانخفضت بورصة البحرين بنسبة 0.32%.
كما تراجعت بورصة السعودية بنسبة تقترب من 2% بضغوط هبوط معظم الأسهم، فيما أوقفت إدارة البورصة المصرية التداولات نصف ساعة خلال جلسة أمس بعد تراجع مؤشر إيجى إكس 100 بنسبة 5%، وهبط أكثر من 145 سهم بنسبة 5% خلال الجلسة، وسط خسائر سوقية تجاوزت 26 مليار جنيه.
أما البورصات العالمية، شهدت نفس الأداء، إذ تراجعت بورصة طوكيو بعدما انخفض مؤشرها نيكى بنسبة 0.18% ليغلق عند مستوى 2617.42 نقطة، ليتراجع أدنى من ذروة 29 عامًا ونصف العام.
أرجعت رانيا يعقوب رئيس مجلس إدارة شركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، أسباب الهبوط الكبير للبورصات العربية والمحلية، إلى المخاوف العالمية من سرعة انتشار فيروس كورونا المستجد، وظهور سلالة جديدة من الفيروس فى بريطانيا، أسرع انتشارًا وأكثر فتكًا، وهو ما دفع بعض الدول لتعليق السفر من وإلى بريطانيا، وكذلك إعلان السعودية وقف الطيران الدولى إليها لمدة أسبوع قابلة للتمديد، وتسببت هذه الأخبار فى تراجع أغلب العقود الآجلة لمعظم الأسواق العالمية، ولجوء المستثمرين مرة أخرى إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب، الذى ارتفع أمس ليقترب من مستويات 1900 دولارًا للأوقية، كما واصلت العملات الرقمية ارتفاعها لمستويات قياسية.
وتوقعت "يعقوب"، أن تؤدى الأخبار السابقة إلى تعرض أسواق الأسهم إلى تذبذبات عالية جدًا، مع ظهور موجات بيعية عنيفة، كما توقعت أن تعاود أسعار النفط الهبوط مرة أخرى بفعل انخفاض الطلب العالمى وتأثر القطاع الصناعي.
فسرت رانيا يعقوب، أسباب تباين أداء مؤشرات البورصة المصرية، قائلة أن دعم المؤسسات المحلية للأسهم القيادية بالمؤشر الرئيسى، ساهم فى تخفيف حدة التراجع، وهو أمر اعتادنا عليه طوال عام 2020 حيث تتدخل المؤسسات المحلية فى أوقات الأزمات وحالات الهلع والبيع المكثف للشراء فى الأسهم القيادية، فى المقابل تراجع مؤشر إيجى إكس 70 بنسبة تقترب من 7% نتيجة غياب المؤسسات عن دعم أسهم المؤشر، وتحقيق بعض أسهم المؤشر مستويات قياسية خلال الفترة الماضية مما دفع معظم المستثمرين بها إلى الاتجاه لعمليات جنى الأرباح.
ونصحت رانيا يعقوب، المستثمرين بسوق المال بالبيع فى الارتدادات والاحتفاظ بالسيولة، وعدم التسرع فى الدخول أو فتح أى مراكز شرائية حاليًا؛ لأن التذبذبات ستكون عنيفة.
وفى أسواق الذهب تراجعت أسعار الذهب اليوم بقيمة 10 جنيهات عقب ارتفاع صباح اليوم بقيمة 6 جنيهات، ليسجل جرام الذهب عيار 21 وهو الأكثر مبيعا ورواجا فى مصر 817 جنيها للجرام، وذلك على خلفية هبوط سعر اونصة الذهب عالميًا إلى 1870 دولارا مقارنة ب 1902 دولار بقيمة هبوط 32 دولارا بسبب اتجاه المستثمرين لجنى الأرباح.
وشهد الذهب صباح اليوم ارتفاعا بقيمة 6 جنيهات فى سوق الصاغة بمصر، وذلك عقب ارتفاع سعر أوقية الذهب عالميًا إلى 1902 دولار لتكسر الأوقية نقطة المقاومة (1900) دولار، لكن اتجاه المستثمرين لجنى الأرباح عالميًا تسبب فى هبوط سعر الأونصة إلى 1870 دولار وهو ما انعكس على أسعار الذهب اليوم فى مصر لتنزل إلى 817 جنيها.
وكان الذهب حقق ارتفاعًا كبيرًا هذا الشهر، ومكاسب بالجملة على المستوى العالمى، وكذلك المحلى فى مصر، فى ظل أجواء متوترة عالميا فى الشأن الاقتصادى، والذى يلقى بظلاله على أسواق المعادن الثمينة والعملات وأسواق الأسهم.
وارتفع سعر الذهب فى مصر فى تعاملات الأسبوع الماضى، حوالى 21 جنيها وهى زيادة فى كل عيار بالسوق منذ الاثنين الماضى وحتى إغلاق السوق مساء السبت، ليفتح الذهب هذا الأسبوع على ارتفاع بقيمة 6 جنيهات حتى الآن.
واختلفت الأوضاع كثيرًا فى سوق المعادن الثمينة، إذا ما قمنا بمقارنة وضع سعر الذهب الآن وهو المعدن الأكثر تداولا فى مصر بنفس الفترة من العام الماضى، فشراء الهدايا الذهبية هذا العام احتفالا برأس السنة ربما يكون صعب بعض الشئ، وذلك بسبب الارتفاع الكبير فى سعر المعدن الأصفر، قياسا على نفس الاصفر العام الماضي.
كما سجلت أسعار النفط اليوم، 50.72 دولار للبرميل وذلك لخام القياس العالمى برنت منخفضة بمقدار 1.54 دولار للبرميل، أو ما يوازي3% وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 47.68 دولار للبرميل منخفضة بمقدار 1.42 دولار للبرميل، أو ما يوازى 2.9%.
وشهدت أسعار النفط اليوم، انخفاضا بحوالى 3% إذ أذكت سلالة جديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا تسببت فى إغلاق أغلب مناطق بريطانيا مخاوف حيال بطء تعافى الطلب على الوقود وسط تشديد القيود فى أوروبا وفقا لرويترز.
وكانت أسعار النفط الآجلة قد حققت مكاسب أسبوعية هى السابعة لها على التوالى، بنهاية جلسات التداول بالأسواق الآجلة يوم الجمعة الماضية، حيث سجلت عقود خام القياس العالمى برنت ارتفاعا بمقدار 4.6% مقارنة بنهاية الأسبوع السابق، كما سجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى مكاسب بمقدار 5.4%.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا غير العضو فى المنظمة على تقليص تخفيضات إنتاج النفط على نحو طفيف اعتبارا من يناير بمقدار 500 ألف برميل يوميا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة