من أجمل المميزات التي يتمتع بها أي شخص هي اللين والعطاء، والذي يعتبره الكثيرون ترجمة فعلية للحب، سواء كان هذا العطاء مادي أو معنوي، مما يجعله في حالة من الترقب والانتظار قد تصل من أيام وشهور الى سنوات عديدة منتظرًا فقط أن يجني ما زرعه من عطاء.
إلا أن بعض الأشخاص قد يفرطون في العطاء لأشخاص يقابلون ذلك بنوع من "الوقاحة" واعتباره فرضًا على مقدم العطاء لا يجب أن ينتظر عليه مقابل ولا حتى تقدير، لذلك توضح الدكتورة أمل شمس أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس لقراء اليوم السابع حدود "العطاء غير المشروط" وكيف نحمى نفسنا من الاستغلال.
العطاء بلا حدود:
تقول أستاذ علم الاجتماع إن العطاء الذي لا حدود له يكون لوجه الله فقط، بتقديم الخير دائمًا، والإحسان للوالدين، والعطف على المساكين، ويكون ذلك العطاء مقابله رضا الله والجنة. أما العطاء مع البشر ينبغى أن يكون بحدود مهما كانت درجة قرب الشخص منا.
العطاء
وعن العطاء غير المشروط قالت أستاذ علم الاجتماع إنه يتجسد في صورة الأم مع ابنها، حيث إنها تعطي له كل ما لديها معنويًا وماديًا رغبة منها في رؤيته فى أحسن حال، كما أوضحت أن هناك بعض الأشخاص قد يقومون بدور الأم مع أشخاص أخرى وهذا يعتبر خطأ فادح في العلاقات التي تتكون أسسها من الأخذ والعطاء وليس الأخذ فقط.
من اعتاد الأخذ لن يعطي:
أضافت أستاذ علم الاجتماع أن الشخص المعطاء دائماً دون مقابل سيصطدم بشخص أناني لا يعرف العطاء بل وأحياناً يدفعه إلى الإحساس بالذنب لعدم كفاية ما يقدمه حتى وأن كان كثيراً، ولأنه قد يرضى بأقل القليل ولكن حتى ذلك لن يجده. و قد تكون الصدمة من علاقة صدقة أو ارتباط والذي يعتبره الشخص الأناني أنه أمر عادياً لأنه أعتاد عليه وأعتاد أيضاً عدم تقديم مقابل لكل ذلك العطاء.
كما أوضحت أن القلوب تتغير والمشاعر لن تستمر كما بدأت فيصبح الشخص المعطاء بلا مقابل عرضه للصدمات النفسية في أقرب الأشخاص لقلبه.
شخص أناني
كيف تحمى نفسك من الاستغلال؟
وعن تحجيم العطاء وبذله لشخص يستحق قالت أستاذ علم الاجتماع أنه لابد من رؤية المواقف الكاشفة التي تظهر الشخص على حقيقته سواء كان "أناني أو مصلحجي" الذي يجب علينا اجتنابه، وعلينا المنع تدريجيًا حتي يشعر الشخص بقيمة ما كان يقدم له من تضحيات وفرص لاستمرار العلاقة.
كما أكدت أن من يفقد النعمة يشعر بقيمتها، وأن كان يشعر بحب الطرف الأخر له سيقوم بعتابه وحينها تبدأ المناقشة، على أن يستمر في منع عطائه فترة، أو تقليله حتى يشعر بفرق المعاملة، وحتى لا يعتاد الطرف الأخر على الأخذ دون عطاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة