عرف عن المصريين القدماء اهتمامهم بالحيوانات، وهذا ما وجدناه من خلال الاكتشافات الأثرية العديدة فى المواقع الأثرية فى مصر، جراء تحنيط عدد كبير من الحيوانات من قبل المصريين، ومؤخرًا نفقت "شينشينج" أكبر دبة باندا عملاقة فى العالم موجودة فى حديقة حيوان فى بلدية تشونجتشينج بجنوب غربى الصين، وكان عمرها 38 عاما، وفق ما أعلنت الحديقة، والسؤال الذى نستعرضه فى التقرير التالى هل عرف المصريين القدماء الدب؟
قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إن المصريين القدماء عرفوا الدب فى الفترة المتأخرة، وهى فترة تحتمس الأول حيث كانوا يقومون بعملية الصيد بمنطقة تسمى نهارينا فى سوريا والعراق، إلى جانب الأفيال، كنوع من أنواع الصيد، التى تدل على شجاعة الملك.
وأوضح مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الملوك المصرية القديمة كانوا يعشقون الصيد البرى، فنجد أيضا قيام الملك توت عنخ آمون برحلات صيد، كنوع من أنواع الرفاهية والشجاعة.
فيما ذكرت الباحثة إيناس بهى الدين عبد النعيم، الأستاذة بقسم الإرشاد السياحي بمعهد الدراسات النوعية بالهرم، خلال دراسة نشرتها فى مجلة الاتحاد العام للأثريين العرب، إلى أن المصريين القدماء عرفوا الدب منذ عصر ما قبل الأسرات الفرعونية، وحتى الدولة الحديثة، ولم يعرفوا إلا نوعاً واحداً فقط من الدببة وهو الدب السورى، والذي يتميز بلونه البني المصفر أو الرمادى.
وأوضحت إيناس بهى الدين، خلال دراستها أن الدب السورى الذي عرف باسم Htmt في اللغة المصرية القديمة، كان يتم جلبه إما عن طريق الصيد أو التجارة أو كجزء من الهدايا الواردة من الشام القديمة للملوك، حيث كانت هذه الحيوانات النادرة تدخل البهجة والسرور على الحكام وعائلاتهم.
ولفتت إيناس بهى، إلى بعض المقتنيات الأثرية منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى الدولة الحديثة، والتى تكشف عن معرفة المصري القديم بـ"الدب السورى"، وبدأت الباحثة بعصر ما قبل الأسرات، حيث كان أول تصوير للدب فى هذا العصر على أحد وجهى مقبض سكين محفوظ حالياً بالمتحف المصرى بالقاهرة، وقد عثرعليه بالقرب من أبيدوس.