تحذيرات أمريكية ـ أوروبية شديدة لأنقرة.. "جيتس" يطالب بايدن بنهج أكثر صرامة إزاء تركيا.. الكنديون يوقفون إمداد الأتراك بالأنظمة "الكهروضوئية".. وألمانيا تقطع الأكسجين عن الإنتاج المتسلسل لدبابات "آلتاى"

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 06:00 ص
تحذيرات أمريكية ـ أوروبية شديدة لأنقرة.. "جيتس" يطالب بايدن بنهج أكثر صرامة إزاء تركيا.. الكنديون يوقفون إمداد الأتراك بالأنظمة "الكهروضوئية".. وألمانيا تقطع الأكسجين عن الإنتاج المتسلسل لدبابات "آلتاى" تحذيرات أمريكية أوروبية شديدة تجاه أنقرة
كتبت – ريم عبد الحميد – ووكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زادت الرغبة الصاخبة خلال الفترة الأخيرة في معاقبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قبل أوروبا، وزادت تلك الرغبة للمسئولين الديمقراطيين العائدين إلى البيت الأبيض، وأصبحت مسألة براغماتية بحتة، وذات أهمية حيوية مباشرة.

 

وقد دعا روبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكى الأسبق، إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن إلى تبنى موقف أكثر صرامة إزاء تركيا، مشيرًا إلى إمكانية اتخاذ المزيد من الإجراءات العقابية ضد أنقرة عقب شرائها منظمة الدفاع الصاروخى الروسية إس 400.

 

وفى مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز"، قال جيتس، الذى قاد البنتاجون فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أن شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخى الروسية جاءت والتى جاءت بعد تحذيرات متكررة من الأمريكيين يجب أن يكن لها ثمنها، وتابع جيتس الذى تولى قيادة وزارة الدفاع بداية من ديسمبر 2006 إلى يوليو 2011، قائلا أن تركيا يجب أن تحاسب أيضا على أفعالها فى ليبيا وشرق البحر المتوسط وسوريا، والتى تتناقض مع مصالح الدول الأخرى فى حلف الناتو، وقال إن تصرفات الدول الأعضاء فى الحلف التى تتناقض مع مصالح الحلفاء الآخرين لا ينبغى أن يتم تجاهلها.

 

 فيما قالت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية، إن مقال جيتس جاء بعد يوم من تصريحات وزير الخارجية التركى، التى قال فيها إنه بلاده يجب أن تتخذ إجراءات ضد الولايات المتحدة بعد فرض عقوبات عليها بسبب شراء أنقرة لمنظمة الأسلحة الروسية.

 

من ناحية أخرى، دعا وزير خارجية اليونان "نيكوس دندياس" اليوم الإثنين، تركيا إلى الكف عن تهديداتها بالحرب ضدهم، وقال: على تركيا وقف استفزازاتها وأنشطتها غير القانونية، وأضاف وزير الخارجية اليونانى: نريد أن تصبح تركيا أكثر ميلا لأوروبا.

 

 وكان وزير خارجية اليونان "نيكوس دندياس" قال يوم الأحد الماضى، إن أثينا تسعى إلى منع إقامة قاعدة تركية فى ليبيا، مؤكدا أن أولويات بلاده فى ليبيا أن تخضع شواطئها لسيطرة قوى صديقة، وأعرب وزير الخارجية اليونانى عن أمله فى تراجع حكومة السراج عن مذكرة التفاهم البحرية مع تركيا.

 

ورأى جيتس أن قائلا: "الوحدة الغربية مع التفوق غير المشروط للولايات المتحدة تنهار أمام أعيننا. ولاستعادة الانضباط في الصفوف الداخلية، من الضروري إظهار مثال لها لفرض النظام. وتركيا في هذا المعنى هي الهدف الأكثر ملاءمة، لأن ضدها يمكن توحيد الآخرين جميعا، ومن ثم الانتقال إلى المرتدين الآخرين".

 

وشدد على عدم وجود مجال أمام تركيا للمساومة على "إس – 400"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن واشنطن "لا تحتاج إلى امتياز منفصل، بل هي بحاجة إلى استسلام أنقرة غير المشروط".

 

ودعا وزير الدفاع الأميركي الأسبق، الذي تولّى مهامه بين عامي 2006 – 2011، لتشديد الضغوط ليس فقط على المعارضين الجيوسياسيين، بل وعلى أقرب الحلفاء، مركزا في هذا السياق على تركيا وألمانيا اللتين بدأتا تسمحان لنفسيهما بالكثير.

 

وأعرب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق عن تأييده للعقوبات التي فرضت قبل أيام على تركيا، مشيرا إلى أنها ليست أكثر من "بداية جيدة".

 

ولفت جيتس إلى أنه إذا لم تكن الصورة مع ألمانيا واضحة تماما بعد في ضوء سلوك الإدارة المقبلة، إلا أنه يمكن التحدث بثقة عن تركيا، فهي ستواجه أوقاتا صعبة، وستكون مضطرة للدفاع عن حقها في انتهاج سياسة سيادية.

 

وفرضت واشنطن مؤخراً عقوبات شخصية على إسماعيل دمير، رئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية وثلاثة مسؤولين آخرين على خلفية شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس -400.

 

ووصف الوزير الأميركي الأسبق الخطوة بأنها، ضربة موجعة لأنقرة، وذلك لأن دمير، هو أحد أقرب المقربين من الرئيس التركي. والأهم من ذلك، أن المجمع العسكري الصناعي في تركيا، الذي استثمر أردوغان شخصيا في تطويره الكثير من الجهود، يعتمد بشكل حاسم على التعاون مع الغرب، في قضايا الترخيص وتوريد المكونات.

 

وأشار المقال إلى أن أجراس تحذير أنقرة تقرع منذ فترة طويلة، ومن أمثلة ذلك، أن عقدا كبيرا مع باكستان لتصدير مروحيات عسكرية تركية من طراز "تي 129"، كان لأشهر على وشك الانهيار، وكل ذلك بسبب منع الأمريكيين ترخيص المحركات التي تم تجهيز الدبابات بها.

 

كما أوقف الكنديون إمداد الأتراك بأنظمتهم الكهروضوئية المستخدمة في طائرات "بيرقدار TB2"، والتي أعلنت نفسها بصوت عال خلال تفاقم الوضع الأخير في قره باغ.

 

الأمر ذاته فعلته ألمانيا، حيث قطعت الأكسجين عن الإنتاج المتسلسل لدبابات آلتاي ولهذا اتهمها المسؤولون الأتراك بخرق الالتزامات التعاقدية.

 

واستنتج جيتس أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إسماعيل دمير، ستؤدي بلا شك إلى تفاقم الصعوبات الصناعة، لأن الأتراك لا يستطيعون استبدال الواردات.

 

والأسوأ من كل ذلك يكمن وفق وزير الدفاع الأمريكي في أن منظومة إس – 400 ليست حجر العثرة الوحيد في علاقات أنقرة بواشنطن والعواصم الغربية الأخرى. وعلى مدى عدة سنوات، تمكنت القيادة التركية من مراكمة الكثير من الخلافات والمشاحنات مع جميع الشركاء تقريبا.

وأشار جيتس في مقالته إلى ضرورة محاسبة تركيا أيضا على الأعمال في ليبيا وشرق البحر المتوسط وسوريا، لأنها "تتعارض مع مصالح الحلفاء الآخرين في الناتو وتعقد جهود تحقيق السلام".

 

فيما قال موقع صحيفة "أحوال" التركية المعارضة، إن القضية لا تكمن فقط في محتوى التناقضات القائمة، ولكن أيضا في الشكل الذي تعلن فيه أنقرة موقفها. وفي الغالب يكون مهينا إذا لم نقل أنه وقح بالنسبة للأطراف المقابلة.

 

وهكذا، لم تتخاصم القيادة التركية مع الجميع تقريبا في وقت واحد فحسب، بل وأثارت أيضا لدى عدد من قادة العالم دافعا شخصيا عميقا ليظهروا لأردوغان أين يقضي جراد البحر فصل الشتاء.

 

ويبدو أن هذه اللحظة قد حانت. والغرب، بوضعه التوترات الداخلية الأخرى جانبا، انتقل إلى هجوم موحد ضد أنقرة بهدف معاقبتها على الخطوات التي اتخذت بالفعل، وإجبارها على الخضوع التام لـ"الرفاق الكبار" في المستقبل.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة