رغم حالة الركود التى ضربت سوق الكتاب وصناعة النشر خلال عام 2020، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن كان هناك عدد من العناوين التى استطاعت أن تجذب إليها القراء، سواء لشهرة كاتبها، أو لقوة العمل الصادر، وعلى أى حال شهد النصف الثانى من العام الحالى، عددًا من العناوين المميزة، وإصدار بعض كبار الكتاب أحدث رواياتهم، ما كان سببا فى حدوث رواج كبير للكتاب فى تلك الفترة، كما أنها ردت على الانتقادات الموجهة دائما للقوائم الأكثر مبيعا، بأنها تضم فقط للأعمال الشعبية أو "السطحية" فرواية مثل "طبيب أرياف" للأديب الكبير محمد المنسى قنديل، ورواية مثل "أولاد الناس" الحائزة على جائزة نجيب محفوظ الأدبية، هم روايات مميزة لأسماء لها باع فى المجال الأدبى.
ومن واقع مراقبة حركة البيع عن طريق قوائم الكتب الأكثر مبيعا التى كانت تصدرها عدد من دور النشر والمكتبات المصرية، أول كل شهر، مثل مكتبات "الشروق، المصرية اللبنانية، تنمية، ديوان، الكتب خان"، ونرصد فى التقرير التالى الكتب والروايات الأكثر مبيعا فى مصر خلال 2020:
لوكاندة بير الوطاويط
رواية للروائى الشهير أحمد مراد، صدرت منتصف العام الحالى عن دار الشروق للنشر والتوزيع، ومنذ صدورها والرواية تتصدر قوائم الأكثر مبيعا فى عدد كبير من المكتبات المصرية والعربية.
وتأخذنا الرواية إلى عوالم القاهرة الإسلامية، وتعود بنا إلى عام 2019 وأثناء ترميم "لوكاندة بير الوطاويط" المجاورة لمسجد "أحمد ابن طولون" بحى "السيدة زينب"، تم العثور على يوميات تعود إلى سنة 1865م، مدفونة وراء حائط الغرفة رقم سبعة بالطابق الثالث بمبنى اللوكاندة، ومحفوظة بشكل جيد.
طبيب أرياف
اسم الروائى والأديب الكبير محمد المنسى قنديل، كفيل وحده أنا يجعل الرواية، واحدة من الأسماء المتربعة على قوائم الأكثر مبيعا فى مصر والوطن العربى، فرغم صدور رواياته "طبيب أرياف" منذ حوالى شهرين فقط، إلا أنها استطاعت فى تلك الفترة الوجيرة احتلال مكانة مميزة بين روايات هذا العام، خاصة بعد غيابه لخمس سنوات كاملة منذ آخر رواياته "كتيبة سوداء" والتى وصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2016.
فى هذه الرواية يعود بنا الكاتب إلى نهاية عصر السادات وبداية عصر مبارك، مصورا حال القرية المصرية فى ذلك الوقت من خلال الطبيب الذى يبدأ صفحة جديدة من حياته المهنية فى القرية، ويسعى جاهدًا لتجاوز ما يقابله هناك من عقبات، تمثل الرواية تجربة طبيب يكتشف أن القوانين البدائية ما زالت هى السائدة، وأن هناك سلطة مطلقة تعتمد عليها وتستمد قوتها من جذور بعيدة.
ورثة آل الشيخ
فى سنوات قليلة فرض الروائى أحمد القرملاوى اسمه على الساحة الأدبية، فمنذ فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2018، ومن ثم فوزه بجائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب 2019، استطاع القرملاوى أن يصنع شريحة ليست بالقليلة من الجمهور المهتم بأعماله، وهو ما وضح بعد إصداره خلال العام الحالى أحدث رواياته "ورثه آل الشيخ" والتى تصدر قوائم الأكثر مبيعا عدة أشهر منذ صدوره عن الدار العربية للكتاب.
ولعلها تكون تلك المرة الأولى التى يبرز اسم صاحب "أمطار صيفية" فى قوائم الأكثر مبيعا، حيث يضع أحمد القرملاوى فى خامس أعماله الروائية، بين أيدينا رواية أجيال لها مذاق مختلف، يصحبنا فيها عبر شوارع القاهرة القديمة وحكاياتها التى بلا نهاية؛ حكايات عشق وألم وفَقْد، انتصارات صغيرة وهزائم مدوِّية.. إنها حكاية زمن يتسرب فلا نستطيع إيقافه.
أولاد الناس
ربما لم يكن اسم ريم بسيونى، ذائع الصيت كثيرا مثلما تحقق العام الحالى، بعدما نجحت رواياتها "أولاد الناس" فى الحصول على جائزة نجيب محفوظ الأدبية من المجلس الأعلى للثقافة، حيث تربعت الرواية بعدها على قوائم الأكثر مبيعا خلال العام، وجعلت صاحبتها تتربع على قوائم الأكثر مبيعا تقريبا للمرة الأولى منذ دخولها عالم الأدب.
نحن هنا إزاء حكاية تاريخية تعود لعصر المماليك فى مصر، وتحكى فى إطار 3 شخصيات رئيسية عن أحوال المجتمع المصرى فى تلك الفترة التاريخية المهمة. منذ استيلاء المماليك على حكم مصر، وكيف تعامل المصريون معهم عارضة وجهات النظر المختلفة لهلاء الحكام، بين من يرونهم عبيدًا لا يستحقون تلك المكانة، وبين من يرى أهميتهم وما حققوه من انتصارات على التتار والصليبيين وكيف أنهم كانوا درعًا حامية لمصر فى تلك الفترة. تجدر الإشارة إلى أن الرواية صدرت منذ عامين عن دار نهضة مصر، ولكنها فازت بجائزة نجيب محفوظ للرواية هذا العام، مما لفت الأنظار إليها من جديد وأعادها مرة أخرى للواجهة.
شلة ليبون
برز اسم هشام الخشن منذ سنوات واستطاع أن يحتل باسمه وروايته مركزًا تقدمًا فى الروايات الأكثر مبيعًا فى مصر.
فى هذه الرواية الجديدة الصادرة عن المصرية اللبنانية، نحن مع قصة 7 أصدقاء تجمعهم صداقة تمتد لأطول من 30 عاماً منذ تزاملوا فى المدرسة الشهيرة بحى الزمالك، مهما فرقتهم الأيام لم يفوتوا على الأقل لقائهم السنوى ليلة رأس كل سنة فى شقة احدهم بعمارة ليبون المطلة على نيل القاهرة الخالد.
الوصايا
فى سنوات قليلة أصبح اسم عادل عصمت، ضمن أسماء كبار الروائيين لما قدمه من أعمال روائيه بديعة، حقق من خلالها عددا من الجوائز الكبرى، لعل أبرزها وصوله للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2019، عن رواياته الوصايا، والتى فرضت نفسها على قوائم الأكثر مبيعا خلال عدة شهور خلال العام الحالى.
يروى الكاتب المصرى "عادل عصمت" فى هذه الرواية حكاية عائلة سليم وأجيالها فى صعيد مصر بداية من عشرينيات القرن العشرين، مرورًا بحقب الملكية وقيام ثورة يوليو وحكم الرئيس جمال عبد الناصر ورحيله وفى خضمها حدوث النكسة، مرورًا بمجيء الرئيس محمد أنور السادات وحرب أكتوبر. جد العائلة، عبد الرحمن، يخلُف للحفيد عشر وصايا، حيث تظل ماثلةّ أمام ذلك الحفيد طوال عمره.
بيت القبطية
المستشار أشرف العشماوى، هو الآخر ليس غريبا على قوائم الكتب الأكثر مبيعا، حيث استطاع أن يحقق معادلة لم ينجح الكثيرين فى تحقيقها وهو تقديم أعمال روائية جيدة، وتحقيق قاعدة جماهيرية جيدة، وهو ما بدا واضحا مع صدور رواياته الأخيرة "بيت القبطية" الصادرة مطلع هذا العام الحالى.
ويبدو فى رواياته الجديدة، استفاد "العشماوى" من كونه قضائى مرموق، وروائى مميز، لخلق عوالم رواياته الجديدة، حيث تدور الرواية حول محقق قضائى يحاول تتبع جرائم جنائية فى قرية صغيرة بشمال الصعيد، فيفاجأ بما هو أخطر: حوادث قتل بغير باعث منطقى، وحالات انتحار مريبة، واحتراق زراعات وبيوت بدون سببٍ واضح، لتكبر حالة الشك المصاحبة للجميع بمن فيهم المحقق، الذى يتقاطع مصيره مع سيدة قبطية غامضة.
كل الشهور يوليو
صدرت تلك الرواية منذ أسابيع قليلة، عن دار الكرمة للنشر، ولكن صاحبها دائما هو مثار اهتمام كبير للشريحة كبيرة من القراء، جعل من الرواية تصدر فى عدة طبعات لتلبية طلبات الجمهور المتزايدة عليها، ومكنتها من احتلال مكانة ضمن الروايات الأكثر مبيعا هذا العام.
إبراهيم عيسى فى روايته "كل الشهور يوليو" يُعيد بناء الحقيقة من بين ركام الأكاذيب وزحام الأسرار، وينقذ التاريخ من العواطف، فى رواية الصراع والخداع والحب والكراهية والصدفة والغباء والولاء والخيانة والخبل والأمل، وخطة الفشل التى حققت نجاحًا ساحقًا.
فردقان
الروائى الكبير يوسف زيدان، ليس غريبا على قوائم الأكثر مبيعا، فهو ضيف دائم عليها منذ النجاح الكبير الذى حققته رواية "عزازيل" الحاصلة على جائزة "البوكر" عام 2009، ومع صدور رواياته الأخيرة "فردقان" كان الجميع يعلم حجم النجاح الكبير الذى ستحققه هذه الرواية، والتى استطاعت أن تصل بصاحبها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" 2020.
تدور أحداث الرواية حول حياة ابن سينا فى فترة اعتقاله بقلعة (فردقان) الموجودة بوسط إيران، فى الوقت الحالي. وتحكى الرواية بشكل أدبى يمتزج فيه الواقع بالخيال الروائي، عن ابن سينا، ابتداءً من مولده سنة 370 هجرية، فى أسرة مكونة من أب أفغانى وأم خوارزمية (حاليا أوزبكستان)، وحياته فى منطقة وسط آسيا ثم استقراره ووفاته فى المنطقة الفارسية، حيث عاش النصف الأخير من حياته بين الرى (طهران حاليًا)، وهمذان، وأصفهان.
40 أربعون
لعله الكتاب الأكثر صمودا وسط كل هذا الكم من الروايات المميزة، التى صدرت هذا العام، واستطاع صاحبه الداعية أحمد الشقيرى تحقيق نجاح كبير، وتواجد ملحوظ وسط القراء، ويتربع على قوائم الكتب الأكثر مبيعا لعدة أشهر متواصلة.
ويذكر المؤلف أنه ألف هذا الكتاب خلال أربعين يوما، اعتزل خلالها الناس والتكنولوجيا وجلست فى جزيرة نائية مع نفسى أحاول أن أتفكر فيما فات وأتأمل فيما هو آت. فانتهيت بأربعين خاطرة فى كل محور من المحاور ادناه: • مع حياتى • مع قرانى • مع نفسى • مع تحسيناتى • مع قصصى • مع الهى • مع كتبى • مع حكم الناس • مع ذكرياتى • مع حكمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة