قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" أن خلافا يتنامى بين الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب وبعض الجمهوريين الذين أشاد بهم فى السابق مع مواصلته محاولته لقلب نتيجة انتخابات 2020 واستعداد الرئيس المنتخب جو بايدن لتولى المنصب فى أقل من شهر.
أحدث خلاف بين ترامب وحزبه جاء بإعلان الرئيس رفضه لاتفاق الكونجرس حول حزمة إغاثة بقيمة 900 مليار دولار لمساعدة الأمريكيين لمواجهة أزمة كورونا. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس نشر مقطع الفيديو الذى طالب بتغييرات كبيرة فى مشروع القانون وأموال تحفيز أكبر أدى إلى تعقيد مساعى الحزب الجمهورى للفوز بمقعدى ولاية جورجيا.
واستخدم ترامب "الفيتو" ضد مشروع ميزانية السياسات الدفاعية الذى أقره الكونجرس، ترامب يعطل مشروع ميزانية السياسات الدفاعية الذى أقره الكونجرس الشيوخ الأمريكى يصادق على الميزانية الدفاعية التى تتضمن عقوبات ضد روسيا وتركيا.
واعتبر ترامب أن القانون فشل فى تضمين تدابير الأمن القومى الحاسمة ويشمل أحكاما لا تحترم قدامى المحاربين وتاريخ الجيش ويتعارض مع الجهود التى بذلتها إدارته لبلوغ البلاد المرتبة الأولى فى أعمالها الأمنية الوطنية وسياستها الخارجية.
وأضاف: "القانون يحد أيضا من قدرة الرؤساء على الحفاظ على أمن أمتنا من خلال الحد التعسفى لأموال البناء العسكرية التى يمكن استخدامها للاستجابة لحالة الطوارئ الوطنية".
وفى غضون ذلك، فإن الجمهوريين يكافحون من أجل الاحتفاظ بسيطرتهم على مجلس الشيوخ بالفوز بمقعدى ولاية جورجيا اللذين تجرى عليهم انتخابات إعادة الشهر المقبل، وينتظر الأمريكيين مزيدا من المساعادت الاقتصادية فى ظل تفشى وباء كورونا. كل هذه الظروف شهدت لحظات خلافية بين ترامب وأعضاء حزبه بعد هاجم ترامب الجمهوريين فى عدد من الولايات لرفضهم تأييد محاولاته لقلب نتائج الانتخابات فى الولايات.
من ناحية أخرى، استقال عدد من المسئولين بعدما ناقضوا تصريحاته بشان تزوير الانتخابات، حيث ترك وزير العدل ويليام بار وزارته بعدما كان أحد أشد أنصاره، قبل أن يختلف مع محاولات الرئيس لقلب انتخابات نوفمبر. وكان بار قد قال فى وقت سابق هذا الشهر أن وزارة العدل لم تجد أدلة على حدوث تزوير واسع للناخبين والذى يمكن أن يغير نتيجة التصويت، فى تناقض مع تصريحات ترامب المتكررة حول حدوث تزوير.
من ناحية أخرى، اعترف جمهوريون بانتصار بايدن فى الانتخابات. فبعد إعلان المجمع الانتخابى فوز بايدن رسميا بالرئاسة بدأ عددا متزايد من الجمهوريين يعترفون علنا بفوز بايدن، ومنه زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
يأتى هذا فى الوقت الذى كشف فيه استطلاع للرأى وجد أن دونالد ترامب سيترك البيت الأبيض الشهر المقبل تاركا البلاد منقسمة بشكل أكثر حدة مما كان عليه عندما دخل غليه، وسط تقييمات لاذعة لسله فى المنصب.
ووفقا للاستطلاع، فإن 50% من الأمريكيين يتوقعون أن التاريخ سيحكم على ترامب بأنه رئيس فاشل. وأظهر الاستطلاع الذى تم إجرائه فى الأسابيع الأخيرة من إدارته مخاطر التحركات التى يفكر بها وهو يستعد للرحيل. ويقول الأمريكيون بأغلبية ساحقة إن إصداره عفو استباقى عن نفسه سيكون إساءة استخدام للسلطة الرئاسية. بينما تقول أغلبية أكبر، بما فى ذلك نسبة كبيرة من الجمهوريين إنه يجب أن يحضر تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن لإظهار الانتقال السلمى للسلطة.
ولم يعلن ترامب إذا كان سيحضر حفل التنصيب فى 20 يناير أم لا. ويقول مسئولو البيت الأبيض إنه يدرس العفو عن نفسه وأفراد أسرته. وقد أصدر الرئيس المنتهية ولايته خلال اليومين الماضيين قرارات بالعفو الرئاسى عن عدد كبير من الأشخاص، وانفق الكثير من طاقته فى البحث عن طريقة لقلب نتائج الانتخابات، مما أثار مزاعم بشأن حدوث تزوير على نطاق واسع.
وردا على سؤال كيف سيحكم التاريخ على رئاسة ترامب، تنبأ 16% بأنه سينظر إليه كرئيس عظيم، و13% قالوا إنه رئيس جيد، و16% قالوا إنه رئيس متوسط. فيما قال 50% أنه سينظر إليه كرئيس فاشل.