تسبب وباء كورونا فى إفساد احتفالات الفاتيكان والبابا فرانسيس بعيد الميلاد، حيث إنه لن يكون هناك مصليين تقريبا حفاظا على إجراءات التباعد الاجتماعى وستقيم كاتدرائية القديس بطرس القداس التقليدى فى وقت سابق لاحترام حظر التجول.
وقالت إذاعة الفاتيكان، إن عيد الميلاد هو الاحتفال بالمشاركة والتشبع بروح التضامن هذا العام، حيث غيّر وباء كورونا خطط غالبية العائلات في العالم - مسيحية أم لا – وأجبر الجميع على العزل في المنازل، ولم يفلت البابا فرانسيس من القواعد، وبصفته رئيسًا لملايين المؤمنين في العالم، فإنه يضرب مثالًا للاحتفال بعيد الميلاد في الداخل في الفاتيكان.
وقال البابا فرانسيس الأربعاء "في هذا العام المليء بالقيود والمضايقات، دعونا نفكر في عيد ميلاد العذراء مريم والقديس يوسف: لم يكن الأمر سهلاً! كم عدد الصعوبات! كم هموم! ومع ذلك، فقد هداهم الإيمان والرجاء والمحبة. "أتمنى أن يكون الأمر نفسه بالنسبة لنا أيضًا".
وأشارت صحيفة "الكوميرثيو" البيروفية، إلى أن القلق يكمن على البابا الأرجنتيني البالغ من العمر 84 عاما، وعلى من حوله خاصة أنه تم الكشف عن إصابة اثنين من الكاردينالات المقربين منه بفيروس كورونا، منهم البولندى كونراد كراجوسكى، القسيس المسئول عن أعمال البابا الخيرية، وهو محتجز فى مستشفى فى روما.
والثاني هو الكاردينال الإيطالي جوزيبي برتيلو، 78 عامًا، رئيس حكومة دولة الفاتيكان. غالبًا ما يلتقي بهما في مسكنهما الخاص في سانتا مارتا.
تمامًا كما حدث في أبريل، عيد الفصح الماضي، عندما لم يقم البابا بغسل الأقدام التقليدي وأدار القداس الرئيسي في ساحة القديس بطرس الفارغة تقريبًا، سيتم أيضًا تقييد احتفالات عيد الميلاد في ديسمبر.
سيترأس فرانسيسكو قداس عيد الميلاد التقليدي في كاتدرائية القديس بطرس الساعة 7:30 مساءً، وليس الساعة 9:30 مساءً كالمعتاد، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه تم تنفيذ حظر تجول في إيطاليا منذ الساعة العاشرة ليلاً في هذه الموجة الثانية من الفيروس الذي يصيب العديد من البلدان في أوروبا.
نظرًا لأن عام 2020 قد حدث بالفعل في الجماهير التي تقام في الكنيسة الرئيسية للفاتيكان، والتي لا يحضرها سوى الكهنة والراهبات المقيمون في الكرسي الرسولي، فإن قداس "الديك" سيحضر عددًا قليلاً جدًا من الحضور ولن يكون هناك صغار بعد الآن يحملون القرابين للطفل يسوع، ولن يُقام في المذبح المركزي للكنيسة بل في الحنية، وهو وعاء ذخائر من البرونز المهيب.
وشدد بابا الفاتيكان فرنسيس على أن القيود المفروضة في مختلف أنحاء العالم للحد من تفشي فيروس كورونا تعد مناسبة جيدة لمراجعة الناس لموقفهم إزاء عيد الميلاد، وحذر فى بداية الأسبوع الجارى من النزعة الاستهلاكية باتت تسود على الاحتفالات بعيد الميلاد، قائلا: "هناك بيع الهدايا والتسوق والاستعجال.. إن الاستهلاكية سرقت عيد الميلاد منا".
ودعا البابا المؤمنين إلى العودة للروح الأصلية الحقيقية لعيد الميلاد، مضيفا أنه كان في بيت لحم عندما رأى المسيح النور "الفقر وكثير من الحب".
ودعا بابا الفاتيكان الناس إلى اتخاذ "خطوة ملموسة نحو عيد الميلاد" وعدم التذمر من القيود المفروضة في هذا الوقت العصيب بل فعل شيء لمن لديه موارد أقل.
وتابع: "لكي يولد يسوع فينا، علينا أن نعيد قلوبنا لتكون على مثال قلب مريم: خال من الشر، ومضياف، ومستعد لاستقبال الرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة