أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الإيمان بالله واليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان، وقد بين ذلك سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى حديث سيدنا جبريل (عليه السلام) عندما سأله عن الإيمان قَالَ: “أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره”، واليوم الآخر هو اليوم الحق يقول تعالى : ” ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا”، ويقول تعالى: ” فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” وهذا تحدى قائم إلى يوم القيامة، فلن تستطيع البشرية جمعاء مهما تقدمت فى العلم أن تُرجع الروح التى قبضها الله، ثم يقول الحق (سبحانه وتعالي: ” إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ” أى كبر وعظم رب العزة (جل وعلا) ويقول تعالى لنبيه(صلى الله عليه وسلم) : “وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ”.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد "أولاد دغيم" بالعلمين محافظة مرسى مطروح بمناسبة عيدها القومى اليوم الجمعة، بعنوان: "الإيمان باليوم الآخر وأثره فى السلوك"، بحضور الشيخ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية الأوقاف السوداني، وخالد الشيخ نائب السفير السودانى بالقاهرة، والدكتور عبد الرحيم آدم رئيس مجمع الفقه الإسلامى بالسودان ،والوفد المرافق، واللواء خالد شعيب محافظ مرسى مطروح، ومحمد الحبونى رئيس القبائل، ومسعد عبد الهادى رئيس مدينة مرسى مطروح، مع مراعاة التدابير الاحترازية اللازمة والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وأضاف جمعة:"من يؤمن بالله واليوم الآخر لا يخون وطنه، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر لا يغش ولا يكذب ولا يرتشى، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر يعمر الدنيا بالدين ولا يخربها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، والعاقل من يبادر منيته بالخيرات، لأن الإنسان بين أمرين لا ثالث لهما، قال تعالى: “يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِى وَسَعِيدٌ”، وهذين الأمرين ذكرهما الله سبحانه فى كتابه العزيز فى مواضع متعددة، قال تعالى: “فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ”، هنا بدأ بالأبعد وانتهى بالأقرب.
وتابع جمعة:"وفى سورة المعارج يقول تعالى: “يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِى مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِى تُؤْوِيهِ وَمَن فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ”، وهنا بدأ بالأقرب وهو الابن. وعلى الجانب الآخر ذكر الحق سبحانه ما يطمئن به عباده المؤمنين، فقال سبحانه : “إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِى مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ” لا يسمعون حتى مجرد صوت النار، فإذا كان الفزع الأكبر لا يحزنهم، فلا يحزنهم ما دونه، وتتلقاهم الملائكة يطمئنوهم قائلين هذا هو اليوم الذى عملتم له وتعبتم من أجله، ويقول سبحانه : “نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ”.
واختتم وزير الأوقاف بالاستشهاد قول تعالى: “وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”، ثم يكون الرضى الأكبر حين يطلع الله تعالى على عباده، قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم): “إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لأهْلِ الجنَّةِ: يَا أَهْلَ الجنَّة، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأى شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعده أبداً".