لا يمكن أن تربح طوال الوقت بالبورصة، لكن لا يمكن كذلك أن تحقق خسائر على طول الخط، إلا أن بعض المستثمرين بالبورصة المصرية، يقعون في أخطاء متكررة تكلفهم مليارات الجنيهات من الخسائر، ونرصد في التقرير التالي أبرز 6 محاذير يحب على المستثمرين اتباعها.
أخطاء المبتدئين
يزعم البعض أن سوق الأوراق المالية هو سوق للمضاربة، وهذا غير صحيح أبداً، فالشراء بالبورصة يجعلك مالكاً لجزء من الشركة التي تشترى أسهم فيها، ولك كافة حقوق والتزامات المالك تجاه الشركة.
ولذا يجب أن يكون الغرض الأساسي لدخولك البورصة هو استثمار مدخراتك للمستقبل لتحقيق أهدافك في الحياة، أما إذا قررت أن تقصر تعاملاتك في البورصة في الشراء والبيع السريع أملاً في تحقيق مكاسب سريعة، فأنك تضارب بأموالك، وقد تحقق خسائر كبيرة خاصة إذا كنت من صغار المستثمرين من غير ذوي الدراية بالاستثمار في البورصة وطبيعته ومخاطره.
وكذلك من أخطاء المبتدئين أن أفضل وقت للاستثمار هو عند صعود السوق، فالمستثمر الحكيم يستطيع أن يحقق الأداء الذي يرضيه في البورصة، إذا ما أحسن استخدام المعلومات المتوافرة بالسوق واختار الأوراق المالية بحكمة، وذلك بعض النظر أن السوق في حالة صعود أو هبوط.
شائعات المعلومات الداخلية
لا تصدق أنه لا مجال لتحقيق الأرباح بدون الحصول على معلومات داخلية أو الاستماع إلى نصائح الغير، وتأكد أن تحقيق الأرباح لا يتأتى إلا بالاستثمار الحكيم - عندما تدرس وتتأكد وتستثمر بحكمة - بل على العكس استماعك واستغلالك لمعلومات داخلية حتى ولو كانت صحيحة لا تتوافر لكافة المستثمرين بالسوق، وهو ما قد يضعك تحت طائلة القانون، كما أن الاستماع إلى الشائعات يؤدى بك في النهاية إلى المضاربة التي قد تسبب لك خسائر لا قبل لك بها.
ويرى الدكتور معتصم الشهيدي، خبير سوق المال، أن سبب اتجاه المتعاملين في السوق للاعتماد على شائعات المعلومات الداخلية، هو عدم اقتناعهم بكفاء سوق المال، موضحاً أن أسواق المال تقيم بين ضعيف ومتوسط وقوي الكفاءة، وهذا الأخير يعني أنه لا يوجد تسريب لمعلومات داخلية، وبالتالي مع انتشار أي شائعة حول معلومة داخلية، يجب على المستثمر أن يتجاهلها، خاصة وأن 95 % منها لا يخرج عن كونه شائعات.
سياسة القطيع للأفراد
هناك نظرية اقتصادية تعرف بـ"نظرية القطيع"، وتعني اتباع الأفراد نفس السلوك في أوقات معينة، وفي البورصة المصرية، تظهر هذه النظرية لدى الأفراد بشكل كبير خاصة عند تراجع الأسواق أو انهيارها حيث يصاب المستثمرون بهستيرية بيعية خوفاً من الخسارة، الاتباع الأعمى للاتجاهات السائدة في السوق يؤدي عادة إلى نتائج عكسية، فقيامك بشراء منتج استثماري معين فقط لأنه يتمتع بشعبية كبيرة، ليس استراتيجية جيدة للاستثمار، كون الجميع يشتري هذا المنتج أو السهم لا يجعله استثمارًا واعدًا.أسهم الأحلام
هناك أسهم تحقق أرباحاً ضخمة بالبورصة، يطلق عليها أسهم الأحلام، إلا أنه نادراً ما يتكرر هذا السيناريو كثيراً، وقد ينصحك البعض بتركيز استثماراتك في ورقة مالية واحدة تتسم بالارتفاع المستمر في سعرها السوقي يوماً بعد يوم لتحقيق أقصى ربح ممكن في السوق، إلا أنه عليك أن تعلم أن الاستماع إلى هذه النصيحة قد يسبب لك خسائر جسيمة فتوزيعك للاستثمارات وتنويعها سوف يجنبك ما سوف تخسره إذا ما انخفض سعر هذه الورقة الوحيدة.
ينصح تنويع الاستثمارات من أجل مزيد من التأمين، ويقصد بتنويع الاستثمارات توزيع أموالك على عدد من أدوات وقنوات الاستثمار بدلا من استثمارها كلها في مجال أو شركة واحدة عملا بالمثل القائم (لا تضع البيض كله في سلة واحدة)، فأنت إذا وضعت أموالك كلها في أسهم شركة واحدة، وحدث أن انخفض سعر سهم هذه الشركة فى البورصة، فإن هذا يعنى أن قيمة السهم استثماراتك سوف تنخفض.
وتعتمد سياسية تنويع الاستثمارات على مجموعة مختلفة من الأدوات المالية كالأسهم والسندات ووثائق صناديق الاستثمار، كذلك أيضا التنويع بداخل كل مجموعة، فمثلا يمكن التنويع بداخل مجموعة الأسهم بحيث يتم توزيع الأموال المستثمرة من خلال شراء أسهم من مختلف القطاعات الاقتصادية، ولتحقيق أقصى فائدة من التنويع، لا بد أن يتم الجمع بين الأسهم ذات درجة المخاطر العالية والأسهم ذات المخاطر القليلة.
العروض الوهمية
حققت بعض الأسهم بالبورصة المصرية، صعوداً قوياً ولم يكن هذا الصعود سببه نتيجة تحسن في النتائج المالية أو خطط تعتزم هذه الشركات تطبيقها أو أي عامل إيجابي وراء هذا الصعود القوى، ولكنه جاء نتيجة عروض شراء وهمية ومضاربات من المستثمرين إلا أنه للأسف يندفع بعض صغار المستثمرين لشراء هذه الأسهم وهي في مستويات سعرية مرتفعة، ويحققون خسائر ضخمة لأن هذه الأسهم لن تستمر في هذه المستويات لفترة طويلة.
ولا تقتصر العروض الوهمية على طلبات الشراء والمضاربات فقط، ولكن كذلك على عروض الشراء الوهمية أو غير الجديدة التي تظهر على بعض الأوراق المالية، ولذا يجب على المستثمر التأني قبل الشراء في هذه الأسهم.
لا مكان سوى للأغنياء
واحدة من أكثر المفاهيم الخاطئة انتشاراً، وهى أنه لا مكان سوى للأغنياء فى سوق الأوراق المالية، وذلك لأن أى شخص يمتلك بعض المدخرات يستطيع أن يستثمر فى سوق الأوراق المالية، فإذا كنت من أصحاب الدراية بالاستثمار فى الأوراق المالية، ولديك من الوقت الكافى لمتابعة استثماراتك، فيمكنك الاستثمار من خلال شركة سمسرة، شريطة أن تقدم لك الشركة من المعلومات والبيانات والتقارير ما يساعدك على اتخاذ قراراتك الاستثمارية.
أما إذ كنت ممن ليس لديهم الدراية الكافية بطبيعة الاستثمار فى البورصة ومخاطره أو الوقت الكافى لمتابعة استثماراتهم بصفة دورية، أمامك طريقين أولا إذا كنت من صغار المستثمرين عليك أن تستثمر من خلال شراء وثائق صناديق الاستثمار التى يديرها مدير استثمار متخصص ومرخص له بذلك، أما إذا كانت لديك أموالا كثيرة فيمكنك أن تتوجه إلى أحد الشركات المرخص لها بمزاولة نشاط إدارة محافظ الأوراق المالية لتقوم بالاستثمار نيابة عنك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة