قامت مصر خلال السنوات القليلة الماضية بتفيد العديد من المشروعات السياحية والتى تؤدى إلى تغيير الخريطة السياحية، وحظى قطاع الآثار على اهتمام الحكومة وقامت بتوفير كافة انواع الدعم لإنجاز هذه المشروعات، والتى تهدف إلى تطوير المناطق وتسهيل حركة السياح وتوفير الخدمات اللازمة، وبلغت حجم الاستثمارات 22.5 مليار جنيه.
وأعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إنه تم الانتهاء من تنفيذ 44 مشروعًا خلال العامين الماضيين فى 18 محافظة، بتكلفة كلية استثمارية تقدر بنحو 1.7 مليار جنيه، منها 27 مشروعًا فى (19/2020)، بتكلفة كلية استثمارية 1.4 مليار جنيه، وحققت المشروعات المُنفذة معدل نمو بلغ 60% فى العام المالى (19/2020)، مُقارنة بالعام المالى (18/2019). مما ادى إلى أن مصر تقدمت 9 مراكز فى مؤشر تنافسية السفر والسياحة، الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى، من المركز الـ 74 فى 2017 إلى المركز الـ 65 فى 2019 (من 140 دولة فى العالم).
وبلغت حجم إيرادات المتاحف والمواقع الأثرية بنحو 3.2 مليار جنيه خلال العامين الماضيين، ووصل عدد زوار مناطق آثار أسوان والنوبة إلى 2.1 مليون زائر.
وتصدرت محافظة جنوب سيناء باقى المحافظات من حيث تكلفة المشروعات المُنفذة، بقيمة 812 مليون جنيه لمشروع واحد (متحف شرم الشيخ "مرحلة أولى")، تلتها القاهرة بقيمة 274 مليون جنيه لـ10 مشروعات، الإسكندرية 134 مليون جنيه لـ5 مشروعات، الجيزة 131.8 مليون جنيه لـ 6 مشروعات، سوهاج 107 مليون جنيه لمشروعين، أسوان 101 مليون جنيه بمشروع واحد، كفر الشيخ 62 مليون جنيه لمشروعين، والقليوبية 38.7 مليون جنيه لمشروع واحد، قنا 31.3 مليون جنيه لعدد 3 مشروعات، الأقصر 16 مليون جنيه لمشروعين.
وعن المشروعات التى تم الانتهاء منها خلال العامين الماضيين:
ترميم قصر البارون إمبان بمحافظة القاهرة، وتطوير منطقة صان الحجر بمحافظة الشرقية، وترميم مقبرة الورديان بكوم الشقافة محافظة الإسكندرية، وخفض منسوب المياه الجوفية بالأوزيريون بمعبد سيتى الأول ومشروع تطوير منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج، وترميم قصر الأمير يوسف كمال بمحافظة قنا، وكذا ترميم مسجد عمرو العاص بمحافظة دمياط، وترميم هرم زوسر المدرج بمحافظة الجيزة.
وتم افتتاح 6 متاحف (متحف سوهاج القومى، متحف الغردقة، متحف شرم الشيخ (مرحلة أولى)، متحف المركبات الملكية، متحف طنطا)، بالإضافة إلى قاعة العرض المتحفى الجديد "يويا وتويا" بالمتحف المصرى، كما تم تحقيق 14 اكتشاف أثرى جديد فى سيناء، وصيانة 104 مناطق أثرية ومتحف ومخزن متحفى، وتسجيل 99 مقبرة ومعبد، وترميم وصيانة 11250 قطعة أثرية بالمتحف المصرى الكبير، بالإضافة إلى نقل 8553 قطعة أثرية، فضلًا عن نقل وترميم 22220 ألف قطعة أثرية بالمتحف القومى للحضارة، وتحقيق 157 اكتشاف أثرى.
وعن المشروعات القومية فى قطاع الآثار
المتحف المصرى الكبير
يعد أكبر المتاحف فى العالم، لما سيضمه من عدد كبير من القطع الأثرية التى تتجاوز الـ50 ألف قطعة، إلى جانب عرض مجموعة الملك الفرعونى توت عنخ آمون لأول مرة بالكامل أمام الزوار، حيث يتم عرض مقتنيات الملك الذهبى التى تتجاوز الـ5000 قطعة أثرية على مساحة تبلغ 7000 متر مربع، لأول مرة أمام الجمهور.
وتصل التكلفة التقديرية للمشروع 1.6 مليار دولار. وتم الانتهاء من حوالى 96% من الأعمال الانشائية والهندسية به، بعدما كانت 17% فقط، قبل عام 2014.
“مشروع تطوير منطقة الأهرامات”
الأهرامات من أهم المواقع الأثرية فى العالم التى تتميز بها مصر، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى باستكمال مشروع تطوير منطقة الأهرامات الأثرية لإتمامه على أكمل وجه بما يتناسب مع قيمة الموقع التاريخية والأثرية.
وتم افتتاح أول مطعم بهضبة الأهرامات على طراز فريد بدون أية بناء أو إنشاءات وذلك ضمن مشروع إدارة الخدمات بالمنطقة حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مع شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمنطقة فى ديسمبر 2018.
“المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط”
يعد متحف الحضارة من أهم المشروعات الأثرية القومية التى تمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو ليصبح من أكبر متاحف الحضارة فى مصر والشرق الأوسط ذو رؤية جديدة للتراث المصرى العريق.
وفى عام 2017 تم الافتتاح الجزئى للمتحف بحضور مديرة منظمة اليونسكو، حيث تم فتح قاعة العرض المؤقت التى تستضيف معرض “الحرف والصناعات المصرية عبر العصور”، والذى يضم حوالى 420 قطعة أثرية تحكى تطور الحرف المصرية على مر العصور التاريخية وحتى الآن.
بجانب افتتاح قاعة العرض الرئيسية بالمتحف بمسطح 2570 مترا مربعا، والتى يحكى سيناريو العرض بها عن أهم معالم الحضارة المصرية عبر العصور بداية من حضارات ما قبل التاريخ والحضارة الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية والحديث والمعاصر.
“تطوير بحيرة عين الصيرة”
هو مشروع قومى تشارك فيه جميع الوزارات المعنية، لإزالة عشوائيات منطقة سور مجرى العيون بالكامل وتطوير بحيرة عين الصيرة وإنشاء عدد من الكبارى والمحاور المرورية الجديدة لخلق محور جذب سياحى متكامل بين متحف الحضارة والآثار الاسلامية الكثيفة بمنطقة الفسطاط حتى يستطيع السائح قضاء يوم كامل فى هذه المنطقة بعد تطويرها والقيام بجولة سياحية فى الاماكن المجاورة مثل مجمع الاديان والعديد من معالم المنطقة الأثرية.
“تطوير ميدان التحرير”
فى إطار المشروع العام لتطوير القاهرة الخديوية، فقد تم الانتهاء من تطوير ميدان التحرير والمبانى المحيطة به ليكون مزارًا ضمن المزارات الأثرية والسياحية التى تحظى بها مصر، وتم تزيين قلب الميدان بمسلة الملك “رمسيس الثانى”، التى تم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية فى محافظة الشرقية وبجوارها 4 تماثيل كباش الكرنك، لإضفاء طابع الحضارة المصرية القديمة على الميدان، وحولها نافورة بثلاثة مستويات.
كما تم دهان وترميم واجهات العمارات بما يتناسب والقيمة التاريخية للقاهرة الخديوية، وإضاءة كافة مبانى الميدان باستخدام أحـدث الأساليب والتقنيات الحديثة فى إنارة الواجهات، ونفس الشيء بالنسبة لإضاءة عناصر تنسيق الموقع، التى تشمل أشجار النخيل، والمقاعد، بجانب توحيد ألوان ولافتات المحلات التجارية بالميدان.
“المتحف المصرى بالتحرير”
تنفذ وزارة السياحة والآثار منذ عام 2019 مشروعا لتطوير المتحف المصرى بالتحرير، أقدم المتاحف على مستوى العالم 1902، بمنحة تبلغ 3.1 مليون يورو من الاتحاد الأوروبى حسب المعايير الدولية، ويشارك فيه قيادات الوزارة وأساتذة الآثار بالجامعات المصرية، وتحالف المتاحف الأوروبية “المتحف المصرى بتورينو، واللوفر، والمتحف البريطانى، والمتحف المصرى ببرلين، والمتحف الوطنى للآثار بهولندا، والمكتب الاتحادى للبناء والتخطيط الإقليمى، والمعهد الفرنسى لعلوم الآثار، والمعهد المركزى للآثار”، ويستهدف المشروع الذى يستمر 7 سنوات رفع كفاءة ومستوى المتحف، لوضعه على قائمة التراث العالمى.
“متحف العاصمة الإدارية”
وجه الرئيس السيسى عند تخطيط العاصمة الإدارية الجديدة بإنشاء مدينة للفنون والثقافة، لتصبح منارة للإبداع الفنى والفكرى والثقافى، وفقا لأعلى المواصفات العالمية وأرقى التصميمات المعمارية، وتم إقامة مسلتين أثريتين تم نقلهما من منطقة صان الحجر الأثرية بالشرقية فى مدخل المدينة لتكونا فى استقبال الزائرين قبل دخولهم متحف العاصمة الادارية المقرر افتتاحه الفترة المقبلة، والذى يعد من أهم المتاحف الجديدة التى تنفذها الدولة حاليا، حيث يروى سيناريو العرض من خلال القطع الأثرية المميزة تاريخ العواصم المصرية القديمة والحديثة وهى “منف، طيبة، تل العمارنة، الإسكندرية، الفسطاط، القاهرة الفاطمية، مصر الحديثة، والقاهرة الخديوية”.
“طريق الكباش”
حرصت الدولة عقب ثورة 30 يونيو على استكمال أضخم مشروع أثرى عالمى فى محافظة الأقصر وهو طريق الكباش الفرعونى الذى يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك بمسافة 2700 متر، بطريق احتفالات ملوك المصريين القدماء منذ آلاف السنين، تمهيدًا لوضعه على الخريطة السياحية، ومن المقرر افتتاحه خلال الفترة المقبلة.
“رحلة العائلة المقدسة لمصر”
وتم الانتهاء من ترميم عدد من المواقع الأثرية وافتتاح العديد من المواقع والكنائس والأديرة الأثرية، ومنها الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، وكنيسة العذراء مريم والشهيد ابانوب بسمنود، وافتتاح مغارة وكنيسة آبى سرجة بمصر القديمة وتطوير موقع شجرة مريم بالمطرية.
بالإضافة إلى ترميم أجزاء من أديرة وادى النطرون الأربعة وجارى ترميم وتأهيل كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا، كما تم النهوض ورفع كفاءة مستوى الخدمات السياحية المقدمة للزائرين بالمواقع الموجودة على نقاط المسار.
“مدينة رشيد.. متحف مفتوح للآثار”
تعتبر مدينة رشيد ثانى أكبر مجمع للآثار الإسلامية فى مصر بعد مدينة القاهرة، ويوجد بها حوالى 39 أثرا إسلاميا، يجعلها وكأنها متحف كبير مفتوح للعمارة الإسلامية، كما تتميز أيضا بتاريخها الوطنى وتراثها المعمارى الفريد.
ولذلك. تم البدء فى مشروع ضخم لترميم وتطوير مدينة رشيد وتحويلها إلى متحف مفتوح للآثار الإسلامية إلى جانب إعداد ملف خاص عن مدينة رشيد التاريخية، لتقديمه إلى منظمة اليونسكو، لوضعها على قائمة التراث العالمي.