تمر صناعة الصلب العالمية بدورة ارتفاعات سعرية حادة، مع استمرار تداعيات أزمة كورونا، وذلك بعد أن بدأت اقتصادات كثير من الدول في التعافي من أزمة كورونا وعلي رأسها الصين والتي زاد انتاجها من الصلب بمعدل 9% في الربع الثالث هذا العام وهو ما يعادل حجم إنتاج إضافي قدره 13 مليون طن، وكان لظهور اللقاح تأثيراً كبيراً على الحالة النفسية للأسواق والتي شهدت زيادة كبيرة في الطلب على المنتجات النهائية للصلب ومنها مسطحات الصلب التي تمثل الغالبية من الإنتاج العالمية.
وللشهر الثاني علي التوالي تواصل أسعار خامات ومنتجات الصلب ارتفاعاتها لتسجل أرقاماً لم تشهدها منذ عام 2011 مدفوعة بزيادة الطلب العالمي مع محدودية الإنتاج المتاح لتلبية احتياجات الاستهلاك.
وبلغت الزيادة منذ 14 ديسمبر الماضي أي في أقل من أسبوعين 52 دولار للخردة ليصل السعر إلى 473 دولارا سيف، كما زادت أسعار البيليت 38 دولار لتصل إلى 578 دولارا فوب من دول الاتحاد السوفيتي السابق وارتفعت أسعار المسطحات المدرفلة على الساخن 50 دولار ليصل السعر تصدير تركيا فوب إلى 785 دولار وذلك طبقاً لمصادر الأسعار العالمية مثل بلاتس وميتال بوليتان.
كما صعدت أسعار خامات الحديد بمعدل 5% في نفس الفترة لتصل إلى 162 دولارا سيف بسبب الطلب المتزايد من الصين حيث انتاجها واستهلاكها من منتجات الصلب تمثلان أكثر من نصف حجم السوق العالمي.
وتشهد الصين حالياً طفرة في مشروعات البنية التحتية بعد تعافيها من جائحة كورونا مع عودة جميع أنشطتها الصناعية والاقتصادية إلى ما كانت عليه في السابق وفي هذا الإطار يقول موقع CNBC الاخباري أن أسعار خام الحديد قفز 10% في الصين مسجلاً مستويات غير مسبوقة بسبب قلة المتاح.
وتضيف صحيفة وول ستريت چورنال 23 ديسمبر أن الانهيارات التي حدثت في مناجم البرازيل مؤخراً والتي أدت إلى مقتل العديد كان نتيجته أن ارتفعت أسعار خام الحديد إلى أعلى مستوياتها التاريخية نظراً لشح المعروض في وقت يشتد فيه الطلب.
وتعليقاً على ذلك يقول طارق عبد العظيم رئيس مجلس إدارة شركة المدينة للصلب أن ما نشهده حالياً يذكرنا بما حدث في 2008 عندما كانت الأسعار العالمية تقفز 100-150 دولار شهرياً ولن تستقر الأسعار إلا عندما يتحقق التوازن بين العرض والطلب وهو ما نتوقع حدوثه قريباً بعد أن تصل المخزونات إلى مستويات مرتفعة تهدئ من الطلب على الخامات وبالتالي تنخفض أسعارها.