قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميللر إن قوات العمليات الخاصة كانت الأولى التي يتم نشرها في الحرب في أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاما، ومن المرجح أن تكون آخر القوات التي تغادر البلاد قبل منتصف العام المقبل 2021.
جاء ذلك خلال زيارة للمسئول الأمريكي لقوات بلاده والقيادة العسكرية الأمريكية في أفغانستان ،حيث توجه إلى معسكر "مورهيد" الواقع جنوب كابول للاستماع إلى القوات ال عاملة هناك والاطلاع على تطورات الحرب عن كثب، والوقوف على تدريب قوات العمليات الخاصة الأمريكية (الكوماندوز).
وقال ميللر: "ذهبت إلى أفغانستان لكي أقف على حقيقة الأوضاع عن كثب من المقاتلين.. لقد قادتني تعليقاتهم الذكية وآرائهم إلى استنتاج أننا في وضع جيد"، بحسب ما جاء في سياق تقرير صحفي نشره موقع "ستارز آند ستريبس".
والتقى القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، خلال زيارته لأفغانستان، بالجنرال سكوت ميللر، قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان، كما أجرى مباحثات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني لمناقشة التزام الولايات المتحدة بأمن أفغانستان والانسحاب المستمر لنحو 2500 أمريكي قبل حلول 15 يناير المقبل.
وقال ميللر إنه تحدث إلى قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان "بشكل مكثف" حول العمل الذي ستنجزه قوات العمليات الخاصة خلال الشهرين المقبلين، إذ من المتوقع أن تغادر جميع القوات الأمريكية البلاد بحلول مايو 2021، ومن المرجح أن تقوم آخر القوات الأمريكية المتبقية لحين حلول هذا التاريخ بعمليات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة ودعم قوات الأمن الأفغانية.
وأوضح ميللر، الذي كان جنديا سابقا في المجموعة الخامسة بالقوات الخاصة الأمريكية ومن أوائل الجنود في أفغانستان في عام 2001، إنه "شعر دائما أننا ارتكبنا خطأً استراتيجيا كبيرا بتوسيع نطاق الحرب" لأبعد من عمليات قوات العمليات الخاصة ثم جعلهم، بمن فيهم هو، يذهبون إلى العراق لبدء حرب هناك.
وأضاف، أمام وفد من الصحفيين والمراسلين اصطحبهم خلال الزيارة: "أعتقد أن الحرب في أفغانستان والعراق، كانت تستدعي وجود جيش كبير، وسلاحاً جوياً كبيراً.. وفي اعتقادي أننا ربما كنا قد حققنا نتيجة مختلفة قليلا في أفغانستان، إذا فعلنا ذلك".
وأشار ميللر إن مسألة تقليل التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان تتعلق بالتقديرات الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية مع اقتراب انتهاء الحرب في أفغانستان، مشيراً على نحو مبطن إلى دروس مستفادة، وربما أخطاء، من تلك الحرب قائلا: "أعتقد أننا قدمنا كل ما لدينا، وبالتأكيد فعلنا، و أعتقد أن هناك بعض الدروس الإستراتيجية التحذيرية التي لا أعرف ما إذا كان الجيش سيتعلمها أم لا".
وعن رفع قدرات القوات الأفغانية، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي كريستوفر ميللر إنه سمع خلال الرحلة أن "قوات الأمن الأفغانية باتت أكثر قدرة بكثير مما كنت أعتقده صراحة"،وأن الولايات المتحدة مازالت قادرة على إلحاق الضرر بطالبان، إذا لزم الأمر.
وخلال مأدبة غداء في مطار حامد كرزاي الدولي قبل اجتماعاته مع القادة الأمريكيين والأفغان شدد ميللر، في حديثه للقوات الأمريكية والمدنيين في أفغانستان، على أهمية عملهم من أجل الانسحاب، وأنه "من المفترض أن نخرج بحلول مايو 2021، جميعا" هذا هو الاتفاق ، أليس كذلك؟ هذه المهمة هي حقا المهمة التي ستوصلنا إلى مكان يمكننا أن نغادر فيه مع ترك قدرة أمنية يمكنها البقاء على قيد الحياة بعد مغادرتنا مهما حدث بعد ذلك".
وأكد للحضور أنه جاء ليشكر القيادة الأفغانية على عملهم ، وللتعبير عن الأمل في التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان، مؤكداً أن الرئيس الأفغاني في موقف صعب، لكنه يملك حلولا لتهدئة الأوضاع، بيد أنه من الصعب التيقن من مثل هذه الأمور في أوضاع الحرب، إذ من الصعب تحقيق انتصار كامل على غرار الحرب العالمية الثانية.
وأوضح أن نهاية الحرب في أفغانستان تغلق أيضا فصلا لمجتمع العمليات الخاصة، الذي عانى بقدر كبير من الإجهاد والخسائر وإهدار الوقت في الخارج خلال الـ19 عاما الماضية، مشيراً إلى أن الضغط والتحديات التي تفرضها عمليات الانتشار هذه على عائلات المنتمين للقوات الخاصة "كانت في الحقيقة مصدر قلق كبير بالنسبة لي".
وأعرب عن أمله في أن تغادر القوات الأمريكية أفغانستان وألا يشهد العام المقبل زيارة مثيلة، معرباً عن أمله في ألا تجري هذه المحادثة في عيد الميلاد القادم حول مجموعة كاملة من الناس الذين يبتعدون عن منازلهم".
الولايات المتحدة تدرس تدابير انسحاب قواتها من أفغانستان قبل منتصف 2021
الأحد، 27 ديسمبر 2020 09:04 م
القوات الأمريكية بأفغانستان - أرشيفية
أ ش أ
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
الموضوعات المتعلقة