تحترم الدولة المصرية وحكومتها جميع فئات المجتمع سواء الأصحاء أو أصحاب القدرات الخاصة أو قصار القامة وغيرهم، وتعمل على تقديم الدعم لهم بشتى الطرق، فمؤخرًا اجتمعت نيفين القباح وزيرة التضامن الاجتماعى مع عدد من قصار القامة لاستعراض المشاكل والتحديات التى تواجههم، وسبل دمجهم فى المجتمع، حيث أكدت أنه سيتم إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة لهم، حتى يتمتعوا بمختلف الخدمات، لتعيد إلى أذهاننا ما مكانة أصحاب قصار القامة عند المصريين القدماء، وكيف كانوا يحترمون الأخر دون تفرقة، فكيف احترمت مصر القديمة الأقزام؟.
وقدمت الحضارة المصرية القديمة نماذج فريدة لمجموعة من الأقزام تولت مناصب قيادية فى الدولة المصرية، ومن بين التماثيل الفريدة، منهم تمثال الكاهن القزم "خنوم حتب" المشرف على الخزانة الملكية، الذى يرجع إلى عصر الدولة القديمة، الأسرة الخامسة ، 2494-2345 ق. م، وهو من الحجر الجيرى الملون - عثر عليه فى مقبرته بسقارة.
عائلة سنب
كما نجد من التماثيل الفريدة التى توضح كيف احترمت مصر القديمة الأحدب مصاب بمرض يسمى حاليًا مرض بوت، وهو من الخشب ويعود للأسرة الخامسة، وتم اكتشافه فى منطقة آثار سقارة، ونجد تمثال لرجل له رأس شاذ الشكل، مصنوع من الحجر الجيرى، يعود للأسرة الخامسة، تم اكتشافه فى منطقة آثار الجيزة.
وفى نفس السياق أكدت فيرونيك ديزن باحثة فرنسية أن المصريين القدماء كانوا يحرمون المساس بالأشخاص قصار القامة، بل ميزوهم عن غيرهم بمنح ذهبية لهذه الميزة المتواجدة بهم، وأرجعت الباحثة بحسب وكالة رويترز ، سبب تميز قصار القامة واهتمام الفراعنة بمنحم هذه المميزات إلى أنهم يتمتعون بذكاء عال، كما أنهم كانوا دائمًا فى طليعة المعلمين والمستكشفين، إذ كان الأمر مرتبطا بالنسبة للفراعنة بالقدرات العقلية وليست الجسمانية، وأوضحت الباحثة أن المصريين القدماء كان لهم موقف حضارى حيال مظاهر الضغف البشرى والعجز عن تحقيق الكمال.
جدير بالذكر أنه قد تم تضمين قصار القامة كأحد فئات الأشخاص ذوى الإعاقة طبقاً لما ورد فى الدستور المصرى 2014، وروعى ذلك فى القانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق ذوى الإعاقة ولائحته التنفيذية الصادرة فى ديسمبر 2018.