ذكر خمسة دبلوماسيين ومسؤولين أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو استغل اجتماعه الأخير في حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع ليوجه انتقادات شديدة لتركيا، قائلا إن شراءها منظومة أسلحة روسية "هدية" لموسكو.
ويترك بومبيو منصبه في يناير كانون الثاني مع انتهاء فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الدبلوماسيون والمسؤولون الذين اشترطوا عدم نشر أسمائهم نظرا لسرية المباحثات إن بومبيو قال خلال الاجتماع الذي انعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الثلاثاء إن تركيا تقوض أمن حلف الأطلسي وتوجد حالة من عدم الاستقرار في شرق البحر المتوسط في نزاع مع اليونان وقبرص الدولة غير العضو بالحلف على موارد الغاز.
وثمة خلافات قديمة بين العضوين في حلف الأطلسي بشأن تدخل تركيا العسكري في سوريا وليبيا، لكن تصريحات بومبيو تسلط الضوء على عمق التوتر في التحالف الغربي الذي يقول خبراء عدة إنه يضعفه بشدة.
وأبلغ بومبيو نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بأن تركيا أخطأت في إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا مقابل المال، وهو ما خلصت إليه وزارة الدفاع الأمريكية في تقرير في يوليو تموز، وأيضا إلى الصراع في إقليم ناجورنو قره باغ.
وقال الدبلوماسيون إن حديث بومبيو دفع حلفاء آخرين في الاجتماع، ومن بينهم فرنسا واليونان وحتى لوكسمبورج الصغيرة، إلى توبيخ تركيا وحدا كذلك بجاويش أوغلو إلى توجيه اتهامات مضادة تتسم بالتحدي.
ووُصفت لهجة الحديث في الاجتماع بأنها "محسوبة" لكن "أكثر تصادمية" مما جرت عليه العادة في اجتماعات الحلف.
ونقل دبلوماسي عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان القول إن وحدة الحلف "غير ممكنة إذا قلد حليف الأفعال الروسية"، في إشارة إلى تأجيج موسكو الحروب بالوكالة بإرسالها مرتزقة.
وقال مسؤول أمريكي، كان يتحدث في الخلفية، إنه دار "نقاش صريح خلف الأبواب المغلقة" لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
وأضاف المسؤول "الولايات المتحدة حثت تركيا في مناسبات عدة على حل مسألة (منظومة الأسلحة الروسية) إس-400 والتوقف عن استخدام المقاتلين السوريين في الصراعات الخارجية ووقف الأعمال الاستفزازية في شرق البحر المتوسط".
وقال وزير الخارجية التركي اليوم إنه لا يمكنه التعليق على اجتماع سري.
وأضاف في فعالية عامة "أوضحت للتو الخلافات بين الدولتين والقضايا المعلقة.. اضطررنا لشراء (منظومة أسلحة) من روسيا لأننا لم نستطع ذلك من حلفائنا".
وذكرت مصادر تركية على معرفة بما دار في الاجتماع أن بومبيو وجه "اتهامات ظالمة" وأنه لم تكن هناك جبهة موحدة ضد تركيا. وقالت إن تركيا أبدت استعدادا أيضا لإجراء محادثات مع اليونان بخصوص شرق البحر المتوسط دون شروط مسبقة.
وسيدرس زعماء الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على تركيا، التي تستضيف رؤوسا حربية نووية أمريكية، بسبب نزاع الغاز في شرق المتوسط في العاشر من ديسمبر كانون الأول.