عقد مساء أمس في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر للمانحين تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل إنقاذ الاقتصاد اللبناني من حالة الركود التي يعيشها وخاصة عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، وتشير التقديرات إلى أن بيروت تحتاج قرابة 2 مليار دولار لإعادة إعمارها من جديد.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية ، أن باريس حصلت على تعهدات بقيمة 252.7 مليون يورو (298 مليون دولار) لتقديم مساعدة للبنان على المدى القريب، وذلك في خطوة أولى بشكل طارئ، في حين أنه من المرجح أن تبلغ كلفة عملية إعادة إعمار بيروت وحدها 2 مليار دولار.
وفى المقابل طالبت الدول المانحة بالشفافية فيما يتعلق باستخدام المساعدات وتشكيل حكومة لبنانية كاملة الصلاحيات من أجل تطبيق إصلاحات اقتصادية واسعة، وتطبيق مبادرة باريس التي اقترحها الرئيس الفرنسي خلال زيارته للبنان في شهر أغسطس الماضي.
مرفأ بيروت
واشتمل عرض المساعدة على دعم إجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت، ودفع الغضب الشعبي بسبب الانفجار بعض اللبنانيين إلى الدعوة لانتفاضة للإطاحة بزعمائهم السياسيين.
ومنذ بداية الألفية الثالثة، نظمت الأسرة الدولية مؤتمرات عديدة لدعم لبنان اقتصاديا، منها "مؤتمر باريس 1 و2 و3 و4". ودائما ما كانت هذه المؤتمرات تنتهي باتفاق دول العالم على منح بيروت مساعدات مالية وقروض بمليارات الدولارات.
رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري
وعلى سبيل المثال، فإن آخر مؤتمر عقد لدعم لبنان "سيدر" أو "باريس 4" عام 2018، اتفقت خلاله أكثر من 50 دولة ومنظمة على منح "بلاد الأرز" مساعدات مالية بقيمة 11 مليار دولار.
ولم ترى غالبية هذه المساعدات المادية النور بسبب عدم ثقة المجتمع الدولي في الحكومة اللبنانية، وعدم تحقيقها الشروط المطلوبة للتوصل بالدعم والهبات، وأبرزها إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية.
على جانب آخر، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إنه سيعود إلى لبنان في ديسمبر للضغط على الطبقة السياسية، لتشكيل حكومة جديدة لتنفيذ الإصلاحات، وإلا لن يحصل لبنان على مساعدات دولية، مضيفاً ماكرون، أنه من المقرر تأسيس صندوق يديره البنك الدولي للمساعدة على تقديم المساعدات الإنسانية للبنان.
وأشار ماكرون فى كلمة، خلال افتتاح أعمال مؤتمر دعم لبنان، إلى أن 20 %من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، ومن واجبنا دعم لبنان لتلبية احتياجاته بعد انفجار مرفأ بيروت، ولا بد من تعزيز الاستجابة الدولية لدعم لبنان، لا بد من العمل لإعادة بناء مرفأ بيروت والأحياء التى تأثرت بالانفجار.