قالت صحيفة هسبريس المغربية إن جائحة كورونا تسببت في المزيد من الانكماش في عدد الإسرائيليين الذين يزورون مسقط رأس آبائهم وأجدادهم في حي الملاح بمدينة فاس؛ مشيرة إلى أن استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية أنعش الآمال في عودة تدفق مزيد من اليهود، وبأعداد كبيرة، على هذا الحي الذي يفوح منه عبق التاريخ المفعم بثقافة هذه الطائفة الدينية التي عاشت بين أحضانه لفترة طويلة.
ونقلت الصحيفة عن تجار حي الملاح بمدينة فاس المغربية تأكيدهم أن الشروع في تنظيم رحلات جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل، ما سيساهم فى تشجيع اليهود على زيارة مدينة فاس، بغية اكتشاف الآثار الدينية والبيوت والمتاجر وورشات الصناعة التقليدية التي خلفها أسلافهم، قبل اختيارهم الهجرة نحو الدولة العبرية.
ويراهن سكان حي الملاح بمدينة فاس المغربية على الآثار الدينية لليهود، كالمقبرة الإسرائيلية التي تحوي 12 ألف قبر لمتوفين يهود، وكنيسي "بيعة ابن دنان" و"صلاة الفاسيين"، اللذين يزخران بمجموعة نادرة من التجهيزات العبرية، لاستقطاب مزيد من اليهود المغاربة في إسرائيل، التواقين إلى معانقة جذورهم الضاربة في تاريخ أقدم عاصمة للمملكة المغربية.
بدوره أكد حميد المنيعي، رئيس جمعية تجار شارع المرينيين بحي الملاح بفاس، أن أفواجا مهمة من السياح اليهود دأبت، قبل الجائحة، على زيارة المآثر الدينية اليهودية التي يزخر بها حي الملاح، مشيرا إلى أن الوافدين، خصوصا الذين ينحدرون من الحي ذاته، لا يفوتون فرصة الزيارة للتواصل مع ساكنة وتجار الحي، ليستعيدوا ذكرياتهم وتاريخ آبائهم وأجدادهم.
وأضاف رئيس جمعية تجار شارع المرينيين، أن يهود حي الملاح بفاس كانوا معروفين بممارسة التجارة وأنشطة الصناعة التقليدية وصياغة الذهب وبيع الحلي والمجوهرات، مبرزا أن هناك منهم من اختار بيع عقاراته قبل الهجرة، ومنهم من فضل كراءها للغير مقابل مبلغ شهري لا يزال يتوصل به ذوو الحقوق إلى اليوم.
وأكد المنيعي أن متاجر حي الملاح في مدينة فاس كانت، فيما مضى، لا تستفيد من توافد السياح اليهود، لكون معروضاتها موجهة بالدرجة الأولى لمتطلبات المستهلك المغربي، مبرزا أنه يجب التفكير من الآن، وفي ظل ترقب حدوث طفرة في تدفق السياح الإسرائيليين على حي أجدادهم، في توفير سلع وبضائع تستجيب لحاجيات هذه الفئة من الزوار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة