منذ قليل انتفضت جدران محكمة جنايات القاهرة ، المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار وجيه شقوير، وقضت باجماع الآراء بإعدام المتهمين الأول والثاني في قضية مقتل فتاة المعادي مريم محمد و البالغة من العمر 24 سنة، و براءة المتهم الثالث بالقضية، حيث تبين أنه لم يكن على علم بأن الشخصان اللذان استأجرا منه السيارة سيقومان بارتكاب جريمةٍ بها.
ووجهت إلى مرتكبى الجريمة 3 تهم، الأولى القتل العمد للمجنى عليها مريم، والثانية سرقة المجنى عليها، والثالثة، تهمة تعاطى المواد المخدرة.
الحكاية بدأت يوم 13 أكتوبر الماضي، عندما كان المتهمين يتجولان في حي المعادي بميكروباص بحثا عن ضحية، حتى وجدا الفتاة مريم، واندفعا تجاهها بالسيارة، وعندما اقتربا منها نزعا حقيبتها من على ظهرها، فحاولت المجنى عليها التشبث بها، فصدماها بسيارة متوقفة بالطريق ودهساها أسفل عجلات السيارة التي يستقلانها.
النيابة قالت إنهما فعلاً عمداً قاصدين من ذلك إزهاق روحها ليتمكنا من الفرار بالحقيبة، وإن الجناية اقترنت بها جناية أخرى هى جناية سرقة مبلغ نقدى ومنقولات من المجنى عليها، وذلك فى الطريق العام، وكان معهم أسلحة بيضاء، وأسلحة نارية، وذخائر، بغرض ارتكاب جناية القتل بقصد إتمام واقعة السرقة.
أما المتهم الثالث الذى برأته المحكمة، وهو صاحب الميكروباص، فكانت النيابة قد اتهمته باشتراكه مع الآخريْنِ بطريقى الاتفاق والمساعدة فى ارتكاب جريمة القتل، وساعدهما بإمدادهما بسيارة ملكه لاستخدامها فى ارتكاب الجريمة مع علمه بها، فوقعت الجريمة بناء على هذا الاتفاق وتلك المساعدة، فضلًا عن اتهام أحد المتهمين بإحرازه جوهر الحشيش المخدِّر بقصد التعاطى.
النيابة كانت استمعت لسبعة شهود تعرف أحدهم على المتهم الذى قاد السيارة المستخدمة فى الجريمة وأقر المتهمان بارتكاب واقعة القتل والسرقة في التحقيقات.
الفيديوهات اللى حصلت عليها النيابة، أظهرت المجني عليها قبل وقوع الجريمة بلحظات حاملة الحقيبة المسروقة، وكذا أظهر لحظة سقوطها ومرور أحد إطارات السيارة عليها، هذا فضلًا عن إقرار أحد المتهمين بتعاطيه جوهر الحشيش المخدر، وثبوت ذلك في تقرير «مصلحة الطب الشرعي» نتيجة تحليل العينة المأخذوة منه.
إذن من جديد حكم رادع صدر اليوم من محكمة جنايات القاهرة، في واحد من أسرع الأحكام في تاريخ مصر، بالإعدام شنقا على المتهمين الأول والثاني في قضية مقتل الفتاة مريم محمد بحى المعادى بالقاهرة. وبراءة صاحب السيارة، المتهم الثالث، حيث تبين أنه لم يكن على علم بأن الشخصان الذان استأجرا منه السيارة سيقومان بارتكاب جريمة بها.