سهير القلماوى واحدة من رواد الأدب المصرى، والتى قدمت العديد من الأعمال التى تزخر بها المكتبات المصرية، ولعل أهمها المجموعة القصصية "أحاديث جدتى" التى صدرت الطبعة الأولى منها عام 1935، والطبعة الحديثة منها صدرت بالهيئة العامة المصرية للكتاب عام 2010.
ويعتبر النقاد، المجموعة رائدة فى الفن القصصى لسهير القلماوى، التى حصلت على الدكتوراه فى الآداب من الجامعة المصرية برسالة عن ألف ليلة وليلة، تتحدث تلك المجموعة عن أشخاص يصورون لنا عصرًا من عصورنا القومية، الذى نحبه أشد الحب، ونجهل من أمره غير قليل، أو نكاد نجهل من أمره كل شيء، وهو هذا العصر الذى سبق الاحتلال الإنجليزي، واتصل حتى أدرك أوائله.
أحاديث جدتي
وتحلل القلماوى فى أحاديث جدتى الدور الاجتماعى للإناث باعتباره الحافظ والمجدد لتأريخ المجتمع عبر السرد الشفوى بهذا العمل، يتألف هذا العمل من قصة جدة تحكى ذكريات الماضى لحفديتها، وطورت خط هذه القصة بداخل النقد الاجتماعى ومنظور المدنيين الذين لزموا بيوتهم فى زمن الحرب.
وتستنبط الجدة الأخلاق من ذكرياتها عن الأحداث وترسم مقارنة بين الماضى والحاضر، ودائمًا ما تؤثر الماضى، وتلمح القلماوى عبر هذا العمل بأن حكايات الزوجات القديمة وقصص الجدات لما قبل النوم يمكن أن تحمل رسالة نسوية عميقة، كعديد من الأعمال الخيالية خلال حقبة الثلاثينات، تقدم مجموعة قصصها وصفا واقعيا لمجتمع الطبقة المتوسطة المصرية ونظرة عن المجتمع القروى بعين الطبقة المتوسطة.
وفى المجموعة قصص وحالات إنسانية قدمتها الكاتبة ببراعة فائقة، فالجدّة تحكى ما تريد أن تسمع، تقص عليك قصة تؤثر فى نفسك، تجعلك تدمع مع دموع "عائشة" و"صباح"، تترقب أشباح "رحمة" فى وجل، وتتأثر بحوار صراع الأجيال فى القصة التى تحمل رقم 4، وتعجب بموقف "إنجساس" وتنظر إلى قصتها نظرة جديدة.
بشخصيات قليلة (الجدة، الحفيدة، إبراهيم، إسماعيل، رأفت، عائشة، صباح، رحمة، إنجساس، أشخاص بأسماء غير معروفة) تقدِّم "القلماوي" خمسة قصص من أبدع ما يكون. فَبَينَ حزن "عائشة" وحنان "صباح" وكرامة "إنجساس" تجلس الجدة محتضنة حفيدتها وترو لها قصصًا فى غاية الجمال.