امتلأ عام 2020 بالكثير من الأحداث الفنية التى شغلت الجمهور والرأى العام، تراوحت فيها المشاعر بين التعاطف والإثارة والأحزان، التى كانت الأكثر خلال العام، حيث رحل عن عالمنا خلاله العديد من عمالقة الفن ونجومه، ومنهم ماجدة الصباحى، ونادية لطفى، وحسن حسنى، وشويكار، ومحمود ياسين، ومحمود رضا، ورجاء الجداوى، وجورج سيدهم، والمنتصر بالله، وإبراهيم نصر، وغيرهم، وأصيب عدد كبير بفيروس كورونا، ومنهم يسرا وجمال العدل وصابرين وأمير كرارة، وغيرهم، وتعاطف الجمهور مع العديد من المشاهد ومنها ظهور الفنان يوسف فوزى خلال فيديو نشره «اليوم السابع» أثار تعاطف الجمهور، وكذلك الفنان جمال يوسف، وقد بدت عليه آثار مرض السرطان وتابع الجمهور رحلته من المرض حتى تماثله للشفاء.
المنتصربالله
كما شهد عام 2020 لأول مرة منذ سنوات طويلة إغلاق السينمات والمسارح بسبب وباء كورونا، حيث أغلقت دور العرض خلال حرب أكتوبر عام 1973 ولم يتكرر هذا الإغلاق إلا مع الإجراءات الاحترازية بسبب وباء كورونا، وهو ما كبّد هذا القطاع خسائر كبيرة.
جورج سيدهم
مرض يوسف فوزى وجمال يوسف
كان الفيديو الذى نشره «اليوم السابع» مع بداية عام 2020 للفنان الكبير يوسف فوزى أثناء حوار معه، من أكثر المشاهد التى أثارت مشاعر الجمهور وتعاطفه، ومن أكثر الفيديوهات التى حصلت على أعلى نسبة مشاهدة خلال عام 2020 فى مصر والعالم العربى، خاصة مع ظهور آثار مرض الشلل الرعاش على الفنان الكبير.
رجاء الجداوى
وظهر يوسف فوزى خلال الفيديو الأول من الحوار وهو يتحدث عن إصابته بالمرض قائلا: «لن أعود للتمثيل مرة أخرى وهذا قرار اتخذته منذ إصابتى بمرض الشلل الرعاش، خاصة أن عمرى أصبح 74 عاما والعمر جرى بيا والسكينة سرقتنى خلاص، شغلانة الفن والتمثيل بتسرق العمر فعلا، لأن كل يوم أؤدى شخصية معينة وأرجع أنام وأصحى أجسد شخصية تانى، وفضلت طول عمرى كده لغاية لما العمر جرى ومحسيتش بيه، لكن الحمد لله رب العالمين على ما وصلت إليه».
وأضاف فوزى، خلال حواره لـ«اليوم السابع»: «فى الدول الأجنبية بيتعمل أفلام مخصوصة لكبار السن، فمثلا فيلم اسمه «البحيرة الزهرية» الممثلون كان عمرهم فوق الثمانين لكن الورق مكتوب مخصوص عشان هذا العمر، لكن عندنا فى مصر لن يخوضوا هذه المخاطرة».
سمير الاسكندرانى
وتابع: «لو اتعملى حاجة مخصوصة حتى مش هوافق، أنا حتى الآن بيجيلى كوابيس إن معايا سيناريو وضاع منى أو سيناريو ومش عارف أحفظ الورق أو مش مستعد، والكوابيس دى بتجيلى من يوم إصابتى بمرض الشلل الرعاش، وتلقيت أكثر من 10 عروض لتجسيد دور مريض شلل رعاش، ولكنى لا أريد الظهور بهذا الشكل بعد هذا العمر».
واستكمل: «أنا حاليا أقضى حياتى فى منزلى وأشاهد الأفلام والمسلسلات ومش بخرج إلا نادرا، وفى الغالب أقابل صديق عمرى الذى كان معى منذ الدراسة، أما بالنسبة لأصدقاء الوسط الفنى فجميعهم لهم الخير عليا فنيا وكلهم قريبين منى ومش حابب الصورة دى تتغير».
شويكار
ووجه يوسف فوزى، رسالة لجمهوره من خلال «اليوم السابع» قال فيها: «شعب مصر شعب طيب لما تشوفوا الفنانين الذين رحلوا فى الأعمال السينمائية أو التليفزيونية اقرأوا الفاتحة لهم، وادعولى بالشفاء أيضا، وليس لدى شىء غير أن أقول اللهم إنى لا أسالك رد القضاء ولكنى أسألك اللطف فيه، وأسألك حسن الختام».
وأثار الفيديو وما تبعه من فيديوهات أخرى للفنان الكبير ضجة وجدلا واسعا، وانتقد البعض ظهور الفنان الكبير بهذه الحالة المرضية، فيما ظهر الفنان الكبير فى فيديوهات تالية أثناء زيارة «اليوم السابع» له، ليؤكد أنه ظهر فى الفيديو بكامل إرادته ورغبته، وأنه تلقى بعد نشر الفيديو العديد من الاتصالات والرسائل للاطمئنان عليه من زملائه الفنانين ومن الجمهور العادى، وهو ما أسعده كثيرا، مهاجما من انتقدوا ظهوره، مؤكدا أنه بكامل قواه العقلية ولا يعانى من ألزهايمر.
لينين الرملى
فيما أثار الفنان جمال يوسف أيضا تعاطف الملايين عندما ظهر فى سبتمبر الماضى، وقد ظهرت عليه بشدة آثار مرض سرطان البلعوم، وكان فى حالة صحية متأخرة، وطالب الفنان جمهوره بالدعاء له، وبالفعل أحاطه الملايين بتعاطفهم ودعائهم، وتواصل معه العديد من زملائه الفنانين.
وخضع جمال يوسف للعديد من جلسات العلاج، بعد أن أخبره الطبيب بأن 11 % فقط هم من يتحملون هذا المرض، وآثاره الصعبة، وبعدها أعلن شفاءه من المرض وتحسنت حالته وبدا فى حالة صحية مستقرة وهو ما أسعد جمهوره.
ماجدة
رحيل العمالقة الكبار
خسر الفن خلال عام 2020 خسائر فادحة برحيل عدد كبير من عمالقته وكبار النجوم الذين لن يعوضوا أو يأتى الزمن بمثلهم، حيث رحل خلال هذا العام عدد من القامات الفنية الكبيرة، وهو ما يجدر معه أن نطلق على هذا العام عام الفقد.
بدأ العام برحيل دلوعة الشاشة الفنانة والمنتجة الكبيرة ماجدة الصباحى فى 16 يناير عن عمر ناهز 89 عاما، ليفقد معها الفن أحد أهم صناع السينما المصرية تمثيلا وإنتاجا، حيث أسست الفنانة الكبيرة شركة إنتاج عام 1958 قدمت من خلالها عددا من أهم النجوم، وأنتجت العديد من الأفلام المهمة فى تاريخ السينما ومنها أين عمرى، ومن أحب، والمراهقات، الذى تم تصنيفه كأحد أهم الأفلام فى تاريخ السينما، كما أنتجت شركة أفلام ماجدة عددا من الأفلام الوطنية والدينية، وكان من أهمها فيلم «جميلة»، الذى تحدث عن بطولة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، وسلط الأضواء على ممارسات الاحتلال الفرنسى فى الجزائر.
محمود رضا
وبعد أيام من وفاة الفنانة الكبيرة ماجدة، وفى فبراير الماضى رحلت صديقتها الفنانة الكبيرة نادية لطفى، ليفقد الفن رمزا من رموزه بعد صراع استمر لسنوات مع المرض، وبعد رحلة عطاء سينمائى كبيرة منذ اكتشفها المخرج رمسيس نجيب، حيث قدمت العديد من الأفلام المهمة، منها: الناصر صلاح الدين، النظارة السوداء، للرجال فقط.
وبعدها استمر نزيف الفقد، حيث رحل الكاتب المسرحى لينين الرملى فى نفس الشهر بعد صراع مع المرض، وكان واحدا من أهم الكتاب المسرحيين، وقدم مع الفنان محمد صبحى العديد من الأعمال المميزة.
وفى شهر مارس توفى الفنان جورج سيدهم عن عمر 82 عاما بعد سنوات طويلة من المرض، الذى عزله عن فنه وعن الأضواء بعد تعرضه لجلطة أثرت على الحركة ومراكز النطق، وظل حبيسا فى مرضه ترعاه زوجته حتى وفاته، بعد أن حقق نجاحات كبيرة وكان أحد نجوم الكوميديا البارزين وأحد أضلاع أهم الفرق الكوميدية وهى فرقة ثلاثى أضواء المسرح، وقدم من خلالها العديد من الأعمال، فضلا عن العديد من الأفلام والمسرحيات.
محمود ياسين
وفى شهر مايو رحل الفنان إبراهيم نصر عن عمر ناهز الـ 70 عاما بشكل مفاجئ، داخل منزله دون أن يعانى من أزمات صحية، وكان واحدا من أهم أبطال برامج الكاميرا الخفية فى مصر والوطن العربى.
وفى نهاية شهر مايو فقد الفن أبو الكوميديانات الفنان الكبير حسن حسنى، الذى قدم ما يقرب من 500 عمل فنى ما بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وحصل على العديد من الجوائز وساعد العشرات من نجوم الكوميديا الشباب فى بداياتهم، حتى أطلق عليه لقب أبو الكوميديانات.
وفى 10 يوليو رحل الفنان الكبير محمود رضا، مؤسس فرقة رضا، وأحد أهم رموز الاستعراض والرقص الشعبى وأحد أشهر مصممى الرقصات فى العالم، والذى استطاع أن يغير مفهوم الرقص فى مصر والعالم العربى.
كما رحلت فى شهر يوليو الفنانة الكبيرة المحبوبة رجاء الجداوى بسبب فيروس كورونا، بعد أكثر من شهر قضته فى مستشفى العزل، وصدم رحيلها الوسط الفنى لما كانت تتمتع به من محبة وصداقة وشعبية كبيرة بين الفنانين والجمهور.
وشهد عام 2020 رحيل الفنانة الكبيرة شويكار، بشكل مفاجئ، بعد تعرضها لوعكة صحية بسيطة وقصيرة توفيت على أثرها بعد رحلة عطاء فنى كبيرة قدمت خلالها عددا من أهم الأفلام والمسرحيات وكونت خلالها أشهر ثنائى فنى مع حب عمرها الفنان الكبير فؤاد المهندس.
وفى سبتمبر الماضى رحل عن عالمنا الفنان الكبير المنتصر بالله، بعد رحلة طويلة مع المرض غاب خلالها عن الأضواء حتى رحيله.
وفقد الفن فى أكتوبر الماضى أحد أهم نجومه الفنان الكبير محمود ياسين الذى غاب لسنوات عن الأضواء بسبب المرض، ليفقد الفن رمزا كبيرا من رموزه، الذى قامت على أكتافه السينما فى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وقدم عددا من أهم الأفلام والأعمال التاريخية والدينية.
كما رحل عن عالمنا فى 2020 كل من الفنان سناء شافع وسامية أمين وسمير الإسكندرانى، والفنانة عايدة كامل، وفايق عزب، وإبراهيم فرح، وأحمد دياب، ونادية رفيق.
إغلاق وخسائر دور العرض
شهد عام 2020 لأول مرة منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ حرب أكتوبر، يتم إغلاق السينمات والمسارح بسبب وباء كورونا، حيث أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قرارا فى مارس الماضى بتعليق العروض التى تقام بدور السينما والمسارح، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وبالفعل أغلقت دور العرض والمسارح لمدة ثلاثة أشهر حتى صدر قرار بإعادة فتح دور العرض بشكل جزئى وبنسبة إشغال 25 % فقط أواخر يونيو الماضى، وهو ما تسبب فى خسائر كبيرة لقطاع السينما والمسرح، ولم يعرض خلال موسم عيد الفطر أى أفلام فى دور السينما، بينما عرض فى عيد الأضحى فيلم واحد فقط وهو فيلم «الغسالة»، رغم أن العديد من المنتجين والنجوم كانوا يستعدون لطرح عدد من الأفلام خلال الموسمين.
وشهد قطاع السينما خسائر كبيرة للمنتجين وصناع السينما، حيث يعمل فيه وفق المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، نصف مليون شخص على الأقل و40 % منهم يعملون بشكل دائم، وخسر هذا القطاع عشرات الملايين بسبب إجراءات الغلق ووباء كورونا.