أكد وزير الخارجية السودانية عمر قمر الدين، أن بلاده لا تعير اهتماما، لتصريحات الخارجية الإثيوبية عن السودان، وقال قمر الدين - خلال مؤتمر صحفي اليوم في رده على سؤال عن تصريحات للناطق الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية فيها تلميحات ضد السودان - إن الخارجية الاثيوبية تقول ما تريد فى شأن يخص الحكومة الإثيوبية، لكن لن نعير اهتماما لما تقوله فى السودان، لأن هذا قضايا تخصنا، ونعبر عنها نحن نيابة عن حكومتنا وشعبنا.
وقال إن حكومة السودان لم تتلق أى اعتراضات رسمية على اتفاقية الحدود مع إثيوبيا، مضيفا: "لم تذكر إثيوبيا إلى الآن أنها تخلت عن اتفاقيات الحدود، سمعنا فى الإعلام عن هذا الأمر، لكن ليس هناك اعتراض رسمى، لأن إثيوبيا تعرف أن بملك أيدينا وبملكها أيضًا ما يدحض هذه المقولات".
عمر قمر الدين
وأضاف: "إثيوبيا اعترفت بالحدود مرارا وتكرارا فى وثائق كثيرة جدا، وهى مخططة، وكل ما بقي من حوارنا مع إثيوبيا هو ما يسمى إعادة تخطيط الحدود، وهذه مسألة لا يُعاد فيها ترسيم الحدود، فقط نريد توضيح العلامات"، وأوضح أن القوات المسلحة سيطرت بشكل كامل على كامل التراب السودانى، فيما يخص الحدود الشرقية، لافتا إلى أن وزارة الخارجية تعمل مع لجنة الحدود على إصدار بيان خاص بمسألة الحدود، وما يخص قضية الحدود الآن.
وبدوره، أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ على إدانة التصريحات التى أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، والتى تطرقت للشأن الداخلى المصرى، قائلا إنها "تعدُ تجاوزاً سافراً، وغير مقبولة جملةً وتفصيلاً، كما تمثل خروجاً فجاً عن الالتزامات الواردة في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي والذى ينص بوضوح فى مادته الرابعة على التزام الدول الأعضاء بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، ويعد خروجاً عن القيم الأفريقية العريقة التى تزكى الآخاء واحترام الآخر".
أحمد حافظ
كما شدد المتحدث الرسمى على أن مثل هذا التهجُم على الدولة المصرية والتجنى فى تناول شؤونها الداخلية لا يمثل سوى استمرارا لنهج توظيف النبرة العدائية وتأجيج المشاعر لتغطية الإخفاقات الإثيوبية المتتالية على العديد من الأصعدة داخلياً وخارجياً؛ فى حين أن مصر آثرت الامتناع دوماً عن التطرق بأى شكل للأوضاع والتطورات الداخلية في إثيوبيا.
وأضاف أنه كان من الأجدر على المتحدث الإثيوبي الالتفات إلى الأوضاع المتردية فى بلاده التى تشهد الكثير من النزاعات والمآسى الإنسانية، التى أفضت إلى مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء، وآخرها ما يدور فى إقليمى تيجراى وبنى شنقول على مرأىَ ومسمع من الجميع، وكذا ما يشهده إقليم أوروميا من توتر وعدم استقرار متواصليّن، هذا، فضلاً عن الممارسات الإثيوبية العدائية المتواصلة إزاء محيطها الإقليمي، بما في ذلك ما يشهده الشريط الحدودى مع السودان مؤخراً من أعمال عسكرية وتوتر متصاعد.
الأوضاع فى تيجراى
واستدعت وزارة الخارجية مساء أمس الأربعاء القائم بالأعمال الإثيوبى بالقاهرة، وذلك لتقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات للمتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الإثيوبية يتطرق فيها إلى الشأن الداخلى المصرى، وفقا لبيان لوزارة الخارجية.