مع آخر ساعات عام 2020 انتشرت تعليقات من عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى حملت فى طياتها " سباب" لعام 2020 نظراً لما عانه العالم من جائحة فيروس كورونا ، وهو ما جعلنا نتوجه للدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الفتوى، بسؤال ما حكم سب الدهر؟ ولماذا نهينا عنه؟، وجاء رده كالآتى:
هذه القضية مرتبطة إلى حد كبير بتلقي الإنسان لأقدار الله تعالى وأحكامه؛ فمن كان يتلقى القدر بتشاؤم؛ فإنه سيعيش لا يرى إلا الجانب الذي يراه مظلما وسيدمن السخط على السنة الفائتة وما فيها وعلى الأيام وعلى العصر الذي يعيش فيه، وهذا معنى سب الدهر.
إنه حالة من الإحباط واليأس نهانا عنها الشرع الشريف لما قال القرآن الكريم: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]، ولما قال: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56]، ولما قال: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53].
أما المؤمن فإنه يعيش حالة من الأمل في الله تجعله يرصد الجانب المشرق في أقداره تعالى فلا يسب يوما ولا عاما ولا يرى في قدره إلا خير لأن أمره كله خير.
عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمر المؤمن كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء فشكر فكان خيرا، وإن أصابته ضراء فصبر، كان خيرا».
فالله تعالى هو خالق الدهر وهو سبحانه الذي قدر ما يحدث فيه، والذي يسب الأيام والدهر ويقنط من فعل الله تعالى وتقديره، عليه أن يراجع ما بينه وبين ربه عسى الله أن يرده إليه.