أم كلثوم أسطورة لكل الأجيال التى عاصرتها والأجيال التى جاءت بعدها، فهى مناسبة لكل طبقات المجتمع، لا أحد يختلف على صوتها، فهى صامدة عبر الزمان، فتمتعت بحنجرة ذهبية وموهبة فذة، ما جعل كبار الكتاب والنقاد يمدحونها عبر مقالاتهم، فكتب عنها الروائى العالمى نجيب محفوظ، واليوم تمر ذكرى ميلادها، إذ ولدت فى مثل هذا اليوم 31 ديسمبر من عام 1898م، ومصادر أخرى ترجح أن ميلادها يرجع لتاريخ 4 مايو 1908م، ونستعرض فى التقرير التالى رأى صاحب نوبل فى سيدة الغناء العربى.
فى عام 1942 كتب نجيب محفوظ فى مجلة "الأيام" مقالا عن أم كلثوم، وأعاد نشرها مؤخرًا كتاب "مذكرات الآنسة أم كلثوم" إعداد محمد شعير، حيث وصف صاحب الحرافش أم كلثوم بأنها "كمغنية خلق فريد، الزمان بمثله ضنين، حنجرة كاملة المراتب، وصوت عذب مرن مقتدر، يمتاز بمزايا الصوت النفيس مجتمعة من قوة وحنان وجلجلة وعذوبة وطول نفس ونفاذ، وتأثير، يحوط بكل أولئك هالة زاهرة من فن مبدع زاده المراس إبداعًا، واقتدارًا فما زال يأتى بالساحر الفاتن.
وأضاف صاحب نوبل عبر مقاله: وما من جحود مثل أن نقارن أى صوت من الأصوات المصرية المعاصرة بهذا الصوت المتعالى، فقل فى غناء أسمهان وليلى ونور الهدى ما تشاء إلا أن نقارنه بصوت أم كلثوم فتضره من حيث أردت أن تنفعه، وتهينه من حيث أردت أن تكرمه وتمرغه فى التراب وقد أردت أن تسمو به إلى السماء.
ولدت فاطمة لأسرة متواضعة فى قرية ريفية تسمى طماى الزهايرة، فى مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، الخديوية المصرية، كان والدها الشيخ إبراهيم إمام ومؤذن لمسجد فى القرية، ووالدتها فاطمة المليجى تعمل كربة منزل. تضاربت مصادر تاريخ ميلادها الدقيق، فبعض المصادر تشير إلى أن تاريخ ميلادها يعود لتاريخ 31ديسمبر 1898م، ومصادر أخرى ترجح أن ميلادها يرجع لتاريخ 4 مايو 1908م وهو المذكور فى سجل مواليد المحافظة. عاشت العائلة فى مسكن صغير مُشيد من طوب طيني. وكانت حالة الدخل المادى للأسرة منخفضة، حيث إن المصدر الرئيس للدخل هو أبيها الذى يعمل كمُنشد فى حفلات الزواج للقرية.
وبالرغم من الحالة المادية الصعبة للأسرة إلا أن والديها قاما بإلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتعلمت الغناء من والدها فى سن صغيرة، فبرزت موهبتها المميزة، وعلمها أيضاً تلاوة القرآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة