يعد المؤرخ والمفكر المصرى الراحل عبد الرحمن الرافعى واحد من كتاب تاريخ مصر فى العصر الحديث، وصاحب أعمال وموسوعات عدة، هى واحدة من المراجع الهامة فى تاريخ مصر الحديث، إذ عنى بدراسة أدوار الحركة القومية فى تاريخ مصر الحديث، من أشهر أعماله هو 15 مجلد يؤرخ فيها منذ أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر حتى خمسينياته.
وكانت أمس الذكرى الـ54 على وفاة المؤرخ والمفكر المصرى الكبير عبد الرحمن، إذ رحل عن عالمنا فى 3 ديسمبر عام 1966، عن عمر ناهز حينها 77 عاما، تاركًا خلفه إرثا ومراجع تاريخية، تعد تأريخ هام لمراحل مصر المختلفة فى عصرها الحديث منذ أسرة محمد على باشا، وحتى قيام ثورة الضباط الأحرار فى 23 يوليو عام 1952.
وقدم الراحل عن الحياة فى مصر وتاريخها من عهد أسرة محمد على باشا، العديد من المؤلفات والكتب، هى: حقوق الشعب (1912)، نقابات التعاون الزراعية (1914)، الجمعيات الوطنية (1922)، تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم في مصر (1929)..جزءان، عصر محمد علي (1930)، عصر إسماعيل (1932).. جزءان، الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي (1937)، مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية (1939)، محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية (1939)، مصر والسودان في أوائل عهد الاحتلال (1942)، ثورة سنة 1919 (1946).. جزءان، في أعقاب الثورة المصرية (1947-1951)... ثلاثة أجزاء، مقدمات ثورة 23 يوليو 1952م (1957)، ثورة 23 يوليو 1952 (1957)، مذكراتي، الزعيم الثائر أحمد عرابي، شعراء الوطنية، أربعة عشر عاماً في البرلمان.
ورغم تنوع تلك المراجع وأهميتها فى وجدان المصريين، وتأريخها لمراحل هامة من تاريخ البلاد، فى عصرها الملكى وحتى مطلع العهد الجمهورى، إلا أن أعماله ليست متوفرة بشكل كامل فى منافذ وهيئات وزارة الثقافة المصرية.
فى العام الماضى وخلال الاحتفال بمئوية ثورة 1919 المجيدة، أعاد مشروع النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت إشراف الناقد المسرحى جرجس شكرى، طباعة عملين من أعمال المؤرخ الراحل، حيث طبعت الهيئة كتابه " تاريخ مصر القومى من 1914 – 1919"، وكتاب "فى أعقاب الثورة المصرية" (جزأين)، سعر الجزء: 15 جنيهًا، وأصدرت قصور الثقافة هذان الكتابان احتفالًا بمرور قرن من الزمان على ثورة 1919، وذلك ضمن مشروع كبير يصدر فيه عدد كبير من الكتب التى تتناول بالبحث والتدقيق والتحليل الثورة المصرية، وتكمن أهمية هذا الكتاب فى سرده لما حدث بعد الثورة، كيف كان الطريق الذى سلكته الثورة؟ وكيف تعامل الزعماء مع أحداث ما بعد الثورة؟ وإلى أين انتهى بها المطاف؟
الهيئة العامة للكتاب، قامت بنشر وطباعة العديد من أعمال المؤرخ عبد الرحمن الرافعى، سالفة الذكر، إلا أن أغلب تلك الأعمال إن لم يكن جميعها لم تعد متوفرة فى منافذ الهيئة، ولم تعيد أى من هيئات وزارة الثقافة طباعة أعمال "الرافعى" حديثا، سوى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفى مرحلة هامة تمر بها البلاد، من تنمية ومواجهة لقوى الإرهاب فى الداخل والخارج، ومشروع بناء الإنسان التى تتبناه الدولة، يبقى من الهام أن تقوم وزارة الثقافة بإعادة طبع أعمال المؤرخ الكبير، الذى أرخ لفترات مهمة وبالغة الخطورة من تاريخ مصر الحديث.
وأصبح السؤال الذى يراود البعض خاصة مع احتفالنا بالذكرى على الرابعة والخمسين على رحيل مؤرخنا الكبير، أى مرور أكثر من نصف قرن، وبالتالى أصبحت حقوق نشر أعماله متاحة للجميع، وملكا للتراث الإنسانى، هل تعيد وزارة الثقافة طباعة أعماله الكاملة؟