استطاعت دولة الإمارات أن تكون الأولى عربياً والـ31 عالمياً في مجال تشغيل محطات للطاقة النووية السلمية واستغلالها في إنتاج الكهرباء باستخدام هذه التكنولوجيا المتطورة مع بدء تشغيل أولى محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية وربطها بشبكة نقل الكهرباء الرئيسية في الدولة بشكل آمن ووصول مفاعل المحطة الأولى إلى مستوى 80 % من قدرته الإنتاجية للطاقة، لتضاف إلى سلسلة من الإنجازات العالمية الرائدة التى تحققت فى عام2020، مستكملة المسيرة المضيئة فى عام2021 .
رحلة البرنامج النووى السلمى
كانت رحلة البرنامج النووي السلمي الإماراتي التي بدأت منذ عام 2009 عامرة بالعمل الجاد والطموح الذي وقف خلفه نخبة من الكوادر الوطنية التي قدمت نموذجاً رائداً في التفاني والإخلاص من أجل تحقيق إنجاز جديد لدولة الإمارات.
وستوفر مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة «APR1400» في محطات براكة عند تشغيلها بالكامل نحو ربع احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات كما ستحد من خروج 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 3.2 ملايين سيارة من طرقات الدولة سنوياً.
وتعتبر محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي حجر الأساس للبرنامج النووي السلمي الإماراتي الذي يلتزم بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأمن والجودة والشفافية وعدم الانتشار النووي.
ومن خلال دورها كمشغل للمفاعلات النووية تلتزم شركة نواة للطاقة التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية بضمان تشغيل المحطات بما يتماشى مع جميع المتطلبات التنظيمية وبالتعاون مع جميع الأطراف المعنية على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وكان العام الجاري حافلاً بالخطوات المهمة في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي ففي فبراير 2020 أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات عن إصدار رخصة تشغيل المحطة الأولى ضمن محطات براكة للطاقة النووية لصالح شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والتي تتولى بدورها مسؤولية تشغيل وصيانة المحطات الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي. ورغم تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» وتأثيرها على مختلف دول العالم تواصل العمل في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية مع توفير كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة للعاملين في الموقع.
وفي الأول من أغسطس عام 2020 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن إنجاز تاريخي تمثل في نجاح شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية في إتمام عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى. وبهذا الإنجاز أصبحت دولة الإمارات الأولى في العالم العربي والحادية والثلاثين على مستوى العالم التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة.
وفي الـ19 أغسطس الماضي أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن نجاح شركة نواة للطاقة التابعة لها وبالشراكة مع شركة أبوظبي للنقل والتحكم «ترانسكو» التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» في استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية مع شبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة وبدء إنتاج أول ميغاواط من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة.
وخلال شهر نوفمبر الماضي أعلنت شركة نواة للطاقة التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» عن وصول مفاعل المحطة الأولى إلى مستوى 80 % من قدرته الإنتاجية للطاقة وذلك بعد وصول طاقة المفاعل إلى 50 % في سبتمبر الماضي. وقالت شمسة أحمد التي تعمل كمديرة تشغيل مفاعلات في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن مشاركة الشباب الإماراتي في تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية يأتي تجسيداً للدعم اللامحدود من قيادة الدولة الرشيدة لأبناء الوطن والحرص على تمكينهم ومنحهم أدوات التميز والإنجاز.
وقال محمد شهاب الذي يعمل مدير تشغيل مفاعلات في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: إن مشاركة الكوادر الوطنية في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية جاء ترجمة لتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة إلى جانب المنح الدراسية والبرامج التدريبية المتخصصة والمتقدمة التي وفرتها لنا مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة والتي مكنتنا من المساهمة في الإنجاز التاريخي لدولتنا من خلال تشغيل أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة