على الرغم من مرور 20 عام من ظهورها في محافظة الوادى الجديد، إلا أن الغموض ما زال يكتنفها بصورة كبيرة حتى أطلق عليها كل من زارها لقب البحيرات الغامضة وهي عبارة عن 3 بحيرات جرى اكتشافها منذ عام 2001 ولم يتم استغلالها بالشكل الأمثل حتى الآن، وبرزت أهميتها بعد صدور توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بحصر وإعادة اكتشاف البحيرات المائية على مستوى الجمهورية لتعود كما كانت منذ 200 عام واشتهرت باسم بحيرات مفيض توشكى أو بحيرات الخور.
وكان أول من تحدث عنها في مؤلفات هو الدكتور عبد المنعم حنفى، أستاذ الجغرافيا والخرائط بجامعة بورسعيد، وإبن مركز الداخلة، الذى استعرض تكوين البحيرات التى تمتد على مساحات تصل إلى 1000 كيلومتر مربع، وتضم 3 بحيرات، الأولى على مساحة 300 كيلومتر مربع بطول 25 كيلومترا من الشرق للغرب وعرض 12 كيلومترا من الشمال للجنوب وتحتوى على 18 مليار متر مكعب من المياه العذبة.
وتمتد البحيرة الثانية على مساحة 180 كيلومترا مربعا بطول 45 كيلو وعرض 4 كيلومترات، وتحتوي على 11 مليار متر مكعب من المياه، ويبلغ مساحة البحيرة الثالثة، وهى الأكبر 450 كيلومترا مربعا بطول 30 كيلومترا وعرض 15 كيلو مترا، وتحتوى على 27 مليار متر مكعب من المياه، ولم تستغل حتي الآن في الزراعة ولكن جرى إستغلالها كمصدر لإنتاج الثروة السمكية وفتح منافذ لتسويق أسماك مفيض الخور الرابع في مدينة باريس.
وبعد صدور قرار بتخصيص مساحات من الأراضي لتنفيذ مشروعات خدمية في منطقة توشكي أجرى اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، الأربعاء الماضي، جولة تفقدية بموقع بحيرات مفيض توشكي، يرافقه فريق بحثي من التنفيذيين المتخصصين والمستثمرين وذلك لاستطلاع الموقف على الطبيعة لبحث الاستغلال الأمثل لمياه المفيض وتوصيل مياه البحيرات للأراضي الصالحة للزراعة بمحيطها.
ووجه الزملوط، بعرض دراسة وافية عن التربة بالمنطقة وأنسب المحاصيل الزراعية التي يمكن زراعتها، ودراسة عمق المياه بالبحيرات وأنسب وسائل توصيلها للأراضي المجاورة، وشق وتمهيد الطريق الواصل لموقع البحيرات وذلك لاستغلال المنطقة تنمويًا وفتح آفاق جديدة للاستثمار بها والحفاظ على مياه البحيرات بدلاَ من تعرضها للبخر دون طائل.
وكان أول من زار البحيرات الثلاثة اللواء طارق مهدى المحافظ الأسبق عام 2012، وتبعه اللواء محمود خليفة، واللواء محمود عشماوي، وجميعهم وجهوا بوضع مشروع استثمار مفيض توشكى على قائمة أولوية المحافظة والاستفادة من المياه في الزراعة وصيد الأسماك وإنشاء مصانع لتصنيع وتعبئة الأسماك وإقامة ثلاجات لحفظ الأسماك ولم بتم تفعيل تلك التوجيهات حتى تولي اللواء محمد الزملوط، العمل كمحافظ الإقليم، وقام بوضع خطة زمنية للاستفادة من تلك المياه بالطريقة المثلى، حيث سبق وأن زار تلك المنطقة وعكف علي دراسة كيفية استغلالها بطريقة مثالية.