3 أيام فقط كانت تفصل بينها وبين ما تتمناه كل فتاة، أن ترتدى فستانها الأبيض، وتجلس بجوار عريسها، التى كانت تنتظره فارسا يرتدى بدلة سوداء، على حصان أبيض، يخطفها إلى شقة الزوجية، البيت الذى سيتشاركان فيه أحلامهما، ويضم طموحهما فى سعادة وسكينة.
"غادة" الفتاة العشرينية، جمعها القدر مع شاب سعى للارتباط بها، تقدم لخطبتها ولقى استجابة وقبول من أفراد أسرتها، وخلال تلك الفترة رسمت غادة وخطيبها مسار مستقبلهما، وبيتهما الذى اتفقا على بنائه، طوبة من السعادة، وأخرى من الاجتهاد، ومرت فترة الخطوبة فى هدوء، حتى اقترب الموعد المتفق عليه لإقامة حفل الزفاف.
جانب من الحادث
بدأت "غادة" العروس المنتظرة فى تجهيز كل ما يتعلق بزفافها، فستان الفرح، وملابس الزواج، وحجز الكوافير، وتقديم الدعوة لعدد من صديقاتها التى ترغب فى مشاركتها فرحتها، واتفقت مع عريسها المنتظر على اصطحابها لدعوة بعض صديقاتها.
حصل العريس على سيارة ملاكى، واصطحبها و3 من صديقاتها، وانطلقوا يتجاذبون الحديث حول الاستعداد للزفاف، ولدعوة عدد من الصديقات، قاد العريس السيارة، وجلست بجواره عروسته، بينما جلست صديقاتها الثلاثة بالمقعد الخلفى، وخلال سلوك العريس الطريق بالقرب من مرور برقاش، بمنشأة القناطر، فى لحظة خاطفة، اصدمت سيارة نقل بسيارة ربع نقل، يقودها سائق وبجواره ربة منزل من الجانب الذى تجلس فيه العروس "غادة".
سيارة الحماية المدنية بموقع الحادث
أطاحت السيارة الربع نقل، بالسيارة الملاكى، لجانب الطريق، وبدأ قائدو السيارت فى ركن سياراتهم، وأصحاب المزارع المحيطة بمكان الحادث والهرولة لإنقاذ الضحايا، نجا قائد السيارة الربع نقل والسيدة التى بصحبته، بعد إصابتهما بجروح طفيفة، بينما كان الضرر الأكبر فى مستقلى السيارة الملاكى.
بدأ أصحاب المزارع وقائدى السيارات فى محاولة إنقاذ مستقلى السيارة الملاكى، بالبدء فى إخراج الفتيات الثلاثة من المقعد الخلفى، ثم مساعدة قائدها فى الخروج، مصابين بعدة جروح وكدمات، بينما كانت الإصابة الكبرى لحقت بـ"غادة" العروس التى فقدت وعيها من شدة الاصطدام، وخلال محاولة فتح الباب لإخراجها، اشتعلت النار بالسيارة بقوة، وعجز الأشخاص المتواجدين بمكان الحادث عن إنقاذها، وامتدت النيران للأشجار بجانب الطريق.
اثار الحادث
بدأ الأهالى فى استخدام مواتير المياه للسيطرة على الحريق وإخماده، وتم محاصرته وانتهى الأمر بإطفائه، إلا أن "غادة" العروس، كانت قد صعدت روحها لبارئها، فى مشهد حزين أمام خطيبها الذى وقف عاجزا عن تقديم يد المساعدة لها.
حالة من الحزن سيطرت على أهالى قرية منشاة رضوان التى تنتمى لها العروس المتوفية، وشارك المئات فى تشييع جنازتها، وسط دعوات بالرحمة لها، ودموع لم تتمالكها أعين المشاركين فى تشييع جنازتها، وتوديعها لمثواها الأخير.