يستأنف مؤتمر حوار المنامة أعمالة اليوم، السبت، وفى يومه الثانى تناقش القمة الأمنية الإقليمية السادسة عشر «حوار المنامة 2020» المنعقدة حاليا بمملكة البحرين والتي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «دبل أي دبل اس»، لمدة 3 أيام، بالتعاون مع الخارجية البحرينية، موضوع «الحوكمة العالمية في أعقاب جائحة كوفيد-19»، وكانت القمة الأمنية الإقليمية السادسة عشر قد انطلقت بمشاركة نحو 20 دولة عبر وفود اقتصر حضورها إلى موقع القمة على كبار الشخصيات، فيما شاركت بقية الوفود عبر المنصّة الافتراضية، ويحظى بمشاركة أكثر من 3000 مسؤول ومفكر من مختلف دول العالم، كما يعد حوار المنامة منصة لانعقاد اجتماعات ثنائية أو متعددة الأطراف بين الدول بهدف دفع المبادرات السياسية.
وبدأت اجتماعات اليوم الثانى بكلمة السعودية، وخلال كلمته السبت، أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية، أنه سيكون لرؤيتها لعام 2030 تأثير مضاعف في ظل تحولات ثقافية واقتصادية محلية تفيد المنطقة أيضا، وقال الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، "سيكون لرؤية المملكة لعام 2030 تأثير مضاعف مع التحول الثقافي والاقتصادي للبلاد، والذي يفيد المنطقة أيضًا".
وبشأن فيروس كورونا، أضاف الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أن الجائحة جعلت مهمة المملكة في قيادة مجموعة العشرين هذا العام "أكثر صعوبة"، وأعرب عن التزام المملكة بالعمل مع المجتمع الدولي لمواجهة التداعيات التي فرضتها الجائحة.
أما على الصعيد الإقليمي، فأكد التزام المملكة بـ"تعزيز الاندماج في مجلس التعاون الخليجي، ونسعى لحل الأزمة الخليجية قريبا".
بدوره شدد وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، على أن الشرق الأوسط بحاجة إلى "رادع أمني مرن".وقال الزياني، في كلمته "على المجتمع الدولي أن يفهم تحديات الأمن القومي التي يواجهها الشرق الأوسط". وقال أن أمن الشرق الأوسط ارتبط بالأمن العالمي لمدة سبعين عاما.
وأضاف: "العالم ينظر للشرق الأوسط على أنه منطقة غير مستقرة"، داعيا إلى ضرورة تغيير هذه النظرة، ولفت إلى أن "الاتفاق الإبراهيمي يدفع المنطقة نحو الاستقرار والسلام"، في إشارة إلى معاهدة السلام الموقعة بين دولة الإمارات وإسرائيل.
وأشار الوزير إلى حاجة المنطقة إلى "رادع أمني مرن، يكمله الردع الإلكتروني والاقتصادي والدبلوماسية النشطة".وأكد أنه "لا يمكن التعامل مع أمن منطقة الشرق الأوسط خارج سياق الأمن العالمي".
وقال الزياني: دول الخليج قادرة ان تكون شريك اساسي على طاولة المفاوضات للملف النووي الايراني، وتستطيع التصرف بمسؤولية كبيرة اتجاه ذاك.. والادوات التي يجب ان يتم التفاوض حولها ان تكون شاملة وبمشاركة جميع الاطراف.
وتابع "نأمل أن تحمل الادارة الامريكية الجديدة الفرص نحو الحوار الشامل لتحقيق السلام في المنطقة.. والسلام في المنطقة ليس سهل ولكن العمل المشترك والرغبة ستحقق ذلك".
وحضر الزياني، افتتاح المؤتمر والذي انطلقت أعماله مساء الجمعة، بكلمة ألقاها الدكتور جون جابمان المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط (IISS) رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر من وزراء وكبار المسؤولين، مشيدا باستضافة مملكة البحرين للمؤتمر على مدى ستة عشر دورة.
وألقى مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كلمة خلال الافتتاح، أعرب فيها عن بالغ شكره وتقديره إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وإلى حكومة مملكة البحرين، على منحه فرصة المشاركة في مؤتمر حوار المنامة لأول مرة، مشيداً بالنجاح البالغ الذي حققه هذا المؤتمر على مدى السنوات السابقة، وعلى الدور الكبير الذي تشكله مملكة البحرين في تعزيز السلام والازدهار في جميع أنحاء العالم.
وأشار بومبيو إلى عدد من المبادئ الأساسية التي وجهت عمل الإدارة الأمريكية خلال الفترة الماضية، حيث أكد إدراك مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية أن واجب الحكومة الأساسي هو وضع أمن أمريكا في المرتبة الأولى، مشيرًا إلى أن المؤسسين فضلوا الاعتماد على سياسة خارجية حكيمة ومنضبطة، وكانوا يعرفون قيمة القيادة الأمريكية وما يمكن أن تحققه للشعب الأمريكي وللعالم وهو ما حاولت إدارة الرئيس دونالد ترامب تحقيق التوازن فيه بشكل صحيح.
وقال وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنه وقبل أربع سنوات تقريبًا، رأت إدارة الرئيس دونالد ترامب أن السبب الحقيقي للصراع في الشرق الأوسط لم يكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل كان سببه وجود تنظيم داعش والنظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت منذ ذلك الحين نهجها في الشرق الأوسط من خلال قيادة الحرب ضد داعش مع شركائها، وهو ما حقق انتصارًا متعدد الأطراف، نرى العالم أكثر أمانًا اليوم نتيجة لذلك الجهد الجماعي الجيد للغاية.
أما بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد أكد بومبيو أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر للنظام الإيراني على أنه حكومة معادية للغرب ومعادية للسامية، وهي ترهب شعبها وجيرانها في المنطقة، مشيرًا إلى أن إرسال النقود إلى النظام الإيراني لم يغير من سلوك إيران في السابق، بل أنه شجعها على تمويل حملات النظام الإرهابية، منوهاً أن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت التهدئة وفضلت الردع وهو نهج واقعي للغاية.
وقال وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية حققت الكثير من الإنجازات خلال الفترة الماضية، فقد انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي كانت تتاجر بالمال والحصانة لسلوك النظام الإيراني الخبيث مقابل تعهدات نووية لا يمكن التحقق منها والتي تعرضنا جميعًا للخطر، مؤكدًا أنه وبمساعدة الحلفاء في منطقة الخليج العربي، أدت حملة الضغط الأقصى إلى عزل إيران دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً.
وأشار بومبيو أن توقيع اتفاق إبراهيم للسلام في البيت الأبيض في سبتمبر لم يكن ممكناً لولا حملة الضغط الأقصى ودبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية النشطة مع شركائها الأقوياء في المنطقة.