نسلط اليوم الضوء على موضوع مهم يتعلق بـ دور العبادة كما ينظر إليه "التراث الإسلامى" وذلك من خلال ما تراه الأوقاف، حسبما ورد فى كتاب "حماية دور العبادة" الذى صدر ضمن سلسلة رؤية.
يقول الكتاب:
وقد أولى الشرع الشريف إقامة دور العبادة وحمايتها عناية خاصة، سواء فى السلم أو الحرب، فأهميتها لا تقل عن الاهتمام بكيان الإنسان المادى لكونها تمثل كيانه الخضارى والثقافى، كما فى قوله سبحانه وتعالى "ولولا دفع الله الناس بعضعهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز".
وترسم هذه الآية الكريمة الإطار العام لشخصية المسلم ومكونات عقله، فقد شار الله سبحانه وتعالى فيها إلى أن المسلمين فى مجتمعاتهم فى كل حال - عليهم التزام تفرضه حضارتهم المنبثقة عن مقاصد دينهم - أن يعنوا بإقامة دور العبادة التى يتخذها أتباع كل دين وملة لمارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية، وحفظها من الهدم وضمانا لأمنها وسلامة أصحابها وفى ذلك يقول ابن عباس، رضى الله عنه، والبيع: مساجد اليهود، والصلوات: كنائس النصارى، والمساجد: مساجد المسلمين.
وقال مقاتل ابن سليمان فى تفسيره "كل هؤلاء الملل يذكرون الله كثيرا فى مساجدهم، فدفع الله، سبحانه وتعالى، بالمسلمين عنها".
وقال الإمام القرطبى، فى تفسيره "أى لو لا ما شرعه الله سبحانه وتعالى للانبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بنته أرباب الديانات من مواضع العبادات.
وقال "ابن خويز منداد" تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمةوبيعهم وبيوت نيرانهم.