يعرف العرب شاعرا عظيما من شعراء الجاهلية قبل ظهور الإسلام، يدعى "امرؤ القيس" وهو شاعر عربي ذو مكانة رفيعة، برز في فترة الجاهلية، لكن ربما الذى لا يعرفه الكثيرون هو أن هناك ملك عربى آخر، وهو ثاني ملوك الحيرة فى اليمن، كان يسمى أيضًا امرؤ القيس، وهو الذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ 1692، إذ رحل فى 7 ديسمبر من عام 328م، فما هو الفرق بين امرؤ القيس، الشاعر والملك؟
الملك
امرؤ القيس بن عمرو بن عدى الملقب بالبدء هو ثانى ملوك الحيرة، حكم فى الفترة (295-7 ديسمبر 328)، أمه هى مارية بنت عمرو أخت كعب بن عمرو الأزدى، هو أول من تنصر من ملوك آل نصر، وكان عاملا للفرس على فرج العرب من ربيعة ومضر وسائر من ببادية العراق والحجاز والجزيرة، والاعتقاد السائد اليوم أن حجر نقش النمارة الذى اكتشفه المستشرق الفرنسى دوسو عام 1901 فى الحارة الشرقية من جبل الدروز كان شاهد قبر امرئ القيس.
وحسب قراءة دوسو لنصه تحدث هذا النقش عن إنجازات الملك الذى لقب نفسه بلقب "ملك العرب كلهم" وهو نفس اللقب الذى تلقب به ملوك الحضر، وتحديدا إخضاعه لقبائل "معد ونزار وأسد" وحكمها وغزواته حتى نجران التى كان يحكمها الملك الحميرى شمر يرعش، وشمر يرعش (270-300) بدوره فقد قام بغزوات على القطيف و"كوك" (الأحساء) وأرض تنوخ، ويرى بعض الباحثين إن "امرئ القيس بن عمرو ملك خصصتن" الذي ورد اسمه في نص: "ريكمنس 535" هو امرؤ القيس البدء وبذلك يكون امرئ القيس معاصرا لشمر يرعش ومالك ملك كندة.
الشاعر
جندح بن حجر بن الحارث الكندى (500 - 540 م) اشتهر بلقب امرئ القيس، هو شاعر عربى ذو مكانة رفيعة، برز في فترة الجاهلية، ويعد رأس شعراء العرب وأحد أبرزهم فى التاريخ، اختلفت المصادر فى تسميته، فورد باسم جندح وحندج ومليكة وعدى، وهو من قبيلة كندة، يُعرف في كتب التراث العربية بألقاب عدة، منها: المَلكُ الضِّلّيل وذو القروح، وكُني بأبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث.
كان ملك الحيرة المنذر بن ماء السماء يخاف من استعادة امرؤ القيس لسلطته على بنى أسد فطارده هو وتابعيه من قبيلة كندة فلجأوا إلى الحارث بن شهاب اليربوعى، إلا أنّ الحارث هدده فسلم إليه الكنديين وقتل منهم 12 شاباً.
واستطاع امرؤ القيس أن يهرب واستنجد بالقبائل دون أن يساعده أحد ولذلك لُقّب بالملك الضليل، بعدها قرر الاستنجاد بالسموأل وطلب منه أن يطلب من الحارث بن شمر أن يتواسط له عند قيصر الروم لينجده.
كان شعر الغزل عند المرؤ القيس فاحشاً يحكى تفاصيل قصصه الغرامية، وكان بذلك من أول شعراء العرب الذين اتبعوا هذا الأسلوب مخالفاً بذلك التقاليد المتعارف عليها، فذاع سيطه باللهو والمجون.
من أشهر ما نقل عنه هي معلقته التي قالها في القرن السادس والتي تُعتبر من أشهر المعلقات، وتوصف هذه القصيدة بأنها من أفضل ما قيل من الشعر العربي وقد نُظمت على البحر الطويل وكان عدد أبياتها موضع خلاف فقال البعض أنّها تتألف من 77 بيتاً وآخرون قالوا 81 بينما قال البعض 92.