يمثل الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف حالة ثقافية مهمة فى مجتمعنا المصرى والعربى، لذا سعينا للاقتراب منه، والتعرف على "مكتبته" المهمة ودورها الكبير فى تكوينه، لذا تواصلنا مع "شعبان يوسف" للتعرف على مكتبته وتكوينها، واطلعنا على عدد منها
يقول شعبان يوسف، كانت بدايتى مع الكتب منذ المرحلة الابتدائية فى مدرسة الشهيد مصطفى حافظ، والواقعة التى أتذكرها هى حصولى على رواية بعنوان "روبن هود" حصلت عليها من المدرسة، وكان المشرف على المكتبة أستاذا لمادة العلوم يدعى "حسنى العباسى" وكان يشجعنى على القراءة، هذ القصة قرأتها تقريبا نحو 10 مرات، وهى قصة غير مبسطة، تشبه قصص أرسين لوبين وغيرها من الكتب العالمية.
ويضيف شعبان يوسف، عندما ذهبت إلى المرحلة الإعدادية، أعجبتنى قصة كان عنوانها "عمرون شاه" من تبسيط محمد فريد أبو حديد، هذه الكتب وغيرها فتحت لى الباب على عوالم أخرى جديدة.
وتابع، شعبان يوسف، أما الصديق محمود نسيم فكان زميلى منذ الإعدادية، وكان والده يحب الشعر ويحب أحمد شوقى، وكان يعلمنا الشعر والعروض، والإيقاعات والتفاعيل، وفى ذلك الوقت كنت أحب الشاعر الكبير حافظ إبراهيم أكثر من أمير الشعراء أحمد شوقى فى ذلك الوقت، وذلك لأن تأثرى كان انفعالي أكثر منه فكري.
ويضيف شعبان يوسف، فى هذه الفترة بدأت أتسرب إلى سوق الكتب، ومنها سوق الخميس، وكان هناك بعض الباعة فى الأحياء الشعبية، وعلى أسوار المدارس، وكانت الكتب رخيصة، يصل بعضها لقرش واحد، وأنا لا أحب استعارة الكتب، بل أحب اقتناء الكتب، وأول كتاب اقتنيته كان ديوان أحمد شوقى والأيام لطه حسين، كما أننى كنت أحب المجلات ومنها مجلة الكواكب ومجلة الثقافة.
يقول شعبان يوسف، أحب الطبعات المتعددة للكتاب، لأن الطبعات المتعددة للكتاب فيها ثمة اختلافات، فى الإهداءات والمقدمات، فمثلا صلاح عبد الصبور أصدر ديوانه الناس فى بلادى 1957 بمقدمة لـ بدر الديب، وعندما طبع الديوان بعد ذلك لم يعد صلاح عبد الصبور نشر مقدمة بدر االديب، كما الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى كان ديوانه مدينة بلا قلب 1959 صدر بمقدمة للناقد "رجاء النقاش" وفى الطبعة الثانية لم ينشر المقدمة.
وفسر شعبان يوسف قائلا: من وجهة نظرى أن ذلك حدث بسبب أن الشعراء رأوا أنفسهم قد كبروا ولا يحتاجون إلى هذه المقدمات، مع أن الكاتب الكبير صلاح عيسى، كان له رأى آخر مفاده "ربما كاتب المقدمة نفسه لا يريد إعادة نشرها".
وقال شعبان يوسف إن الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى قد غضب عندما تحدثت فى هذا الموضوع، وكان ضد قولى أن الأبنودى استعلى على مقدمة "سيد خميس" التى كتبها لديوان الأبنودى الأول "الأرض والعيال" 1964 مع أن هذه هى الحقيقة، وسيد خميس كان صاحب دار ابن عروس التى طبعت الديوان، وهو للعلم كان قد باع جزءًا من أرضه فى منطقة "أبو النمرس" وأنشأ دارا للنشر، صدر منها الأرض والعيال للأبنودى، وصياد وجنية لـ سيد حجاب، والرباعيات لـ صلاح جاهين، والأبنودى بالفعل شاعر كبير منذ بدايته، أما أول تقديم للأبنودى فقد قام به صلاح جاهين الذى قدم بالفعل عددا كبير من الشعراء فى هذه الفترة فى مجلة صباح الخير، حيث قدم صلاح جاهين كلا من الأبنودى وسيد حجاب وفؤاد قاعود وقدم شاعرا يدعى محمود عفيفى، قدمهم فى باب "شاعر يعجبنى" وقد تم تعيين فؤاد قاعود "شاعرا" فى المجلة بسبب هذا التقديم.
ويتابع "شعبان يوسف" بعد ذلك بدأت أتعرف على سور الأزبكية، وهو أكبر منجم للكتب، وكان السور بالفعل سورا به نحو 69 مكتبه، كانت المكتبة صغيرة لكن التاجر يملك فرشة أمام مكتبته، وتشاء الظروف أن أعمل فى سور الأزبكية فيما بعد، فى سنة 1980 وكنت فى الخامسة والعشرين من عمرى، عملت فى مكتبة الثقافة الجديدة، وقد كان لها مكتبة فى سور الأزبكية تبيع الكتب الجديدة، وكان بها كتب ومجلات، عملت لمدة سنة، وسور الأزبكية، تربى عليه معظم شعراء مصر وكتابها، ومنهم جمال الغيطانى الذى كانت له حكايات فى هذه الأمر، وكان هناك منجم آخر من الكتب القديمة فى السيدة زينب.
كتاب السفاح
مع أبى العلاء فى سجنه