قال الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، إن الأيام القليلة الماضية شهدنا تطور ملحوظ فى كم وتنوع والأغلبية العظمة منها هى حفائر وبعثات أثرية للعاملين بالمجلس الأعلى للآثار، وكان من ضمن أبرز الاكتشافات، هو ما تم اكتشافه هو ما تم إعلانه على مرحلتين وهو العثور على أكثر من 100 تابوت محكمين الغلق منذ أكثر من 2000 عام، بمنطقة آثار سقارة، بداخلهم مومياوات فى حاجة متميزة من الحفظ، إلى جانب عدد كبير من اللقى الجنائزية.
وأوضح الدكتور خالد العنانى، خلال لقائه التليفزيونى مع فرانس 24، إن المسئولين عن الآثار حاليًا فى المجلس الأعلى للآثار شباب فى العقد الأول من القرن الـ 21، تم تدريب أغلبهم، والكثير منهم سافر خارج مصر، ونجد الأغلب منهم حاصل على رسالة الدكتوراه والماجيستير، فى الآثار والترميم، فأصبح اليوم لدينا قيادات، تمتلك خبرة كبيرة استطاعت أن تنفذ اكتشافات أثرية كبيرة.
وأشار الدكتور خالد العنانى، إلى أنه بجانب الاكتشافات الأثرية الكثيرة، نجد كم كبير من الافتتاحات، لأننا نجد أن كل المتاحف التى تم افتتاحها والمواقع الأثرية التى تم تطورها عام 2020، وما قبلها، معظمها هو عمل مصرى 100% وتمويل مصرى.
كما أستعرض وزير السياحة والآثار، ما تم فى 2020، قائلا: فى 10 يناير تم افتتاح جامع الفتح فى قصر عابدين، وفى نفس اليوم تم افتتاح المعبد اليهودى بالإسكندرية، وبعد ذلك بأسابيع قليلة تم افتتاح أول متحف للآثار بالغردقة، وفى مارس تم افتتاح أول هرم فى العالم وهو الهرم المدرج، بعد مشروع ترميم استمر 14 عام.
ولفت الدكتور خالد العنانى، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى افتتح قصر البارون أبان، فى نهاية يونيو، وفى يوم واحد افتتاح فخامته ثلاث متاحف وهم متحف "شرم الشيخ، وكفر الشيخ، والمركبات الملكية ببولاق" فى نهاية أكتوبر، ونستعد فى الوقت الحالى لافتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية، وأول متحف فى مدينة الثقفة والفنون فى العاصمة الإدارية الجديدة، وكل هذه المشاريع تمويل مصرى وأيادى مصرية 100%.
وقال الدكتور خالد العنانى، عندما قررت مصر تأجيل افتتاح المتحف المصرى الكبير، نظرًا لانتشار فيروس كورونا فى العالم، مثلها مثل المشاريع والأحداث الكبرى فى العالم، تم تأجيلها لمدة عام مثل الألعاب الأولمبية ومعرض أكسبو، ونتمنى أن لا يكون هناك انتشار للموجة الثانية للفيروس، ونحن نستعد للانتهاء من العمل، ونستهدف أن يكون المتحف جاهز فى النصف الثانى من العام المقبل 2021، فى المتحف الكبير، ويتم افتتاح تلك المتحف العبقرى.
حول نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف المصرى الكبير، يقول الدكتور خالد العنانى ، إن العمل على نقل المومياوات فى موكب ملكى ضخم، تم منذ أكثر من عام، استعدادًا لتلك الموكب الذى سيعبر عن عظمة الحضارة المصرية القديمة فى استقبال مصر لملوكها، والذى يتضمن 22 مومياء لأعظم ملوك العالم القديم، وقد تم مراعاة فى الحدث أدق التفاصيل الذى سيكون حدث سياحى ضخم، حيث تخرج المومياوات ليلاً، ثم تخرج المومياوات ليضئ ميدان التحرير والمسلة والمبانى، ثم يتم السير بمحاذاة نهر النيل، حتى يصل لمتحف القومى حيث تم تطوير بحيرة عين الصيرة لتصبح منطقة جذب سياحى، وسيكون انطلاق الحدث جاهز خلال الأسبوع الحالى، ونحن ننتظر الوقت المناسب الذى يتماشى مع تداعيات أزمة كورونا، لأننا نتوقع أن المصريين سوف ينزلون للشوارع لمشاهدة هذا الحدث الاستثنائى الذى لم يحدث من قبل، ولن يتكرر بعد ذلك.
وعن تأثير كورونا على السياحة الداخلية والخارجية، أوضح الدكتور خالد العنانى، إن موسم السياحة فى عام 2019 كان استثنائى، حيث الأعلى الأرقام من حيث الإيرادات، وبدأنا فى يناير وفبراير 2020 بنفس القوة حيث زار مصر فى هذان الشهرين 2 مليون سائح، وفى 19مارس تم تعليق حركة الطيران، وبالتالى توقفت السياحة، إلى جانب منع السياحة الداخلية، وتم الاستمرار لمدة شهرين فى عمل الضوابط الاحترازية وتدريب العاملين لمواجهة الفيروس، ثم تم افتتاح السياحة الداخلية فى 15 مايو، واستمرت شهر ونصف لتبدأ استقبال السياحة الخارجية فى 1 يوليو، وبالفعل وصل لمنتجات جنوب سيناء والبحر الأحمر أكثر من 600 ألف سائح من حاولى 15 دولة، وهو رقم بسيط لا يمثل 10% من الأرقام الطبيعية فى السنوات الأخرى، ولكنها كانت تجربة ناجحة ولم نسمع فى الإعلام الأجنبى عن وجود إصابات السائحين فى مصر وهذا معناه أن الاجراءات التى تم اتخذها سليمه، هدفنا الحفاظ على السائحين والعاملين، وأهم شئ لدينا السمعة الطيبة للمنتح السياحى، لأن استئناف السياحة تم بضوابط صارمة، مما تحافظ على المواطنين والسائحين.
وأكد الدكتور خالد العنانى، أن مصر تستقبل فى الوقت الحالى 4000 سائح يوميا فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، والسبب يعود لوجود الشمس والجو الممتع والأماكن المفتوحة والاجراءات الاحترازية المتبعة تتم بشكل صارم، وبدأ خلال الفترة الماضية استقبال سائحين فى الأقصر وأسوان والقاهرة، ونتمنى زيادة الأعداد، ولا يوجد ما يدعو إلى تقليل الأعداد والدليل أنها مستقرة، وقد تزيد، ولكن لن نصل إلى أرقمنا الطبيعية فى القريب العاجل، إلا بعد اكتشاف الفاكسين والعلاج، مشيرا إلى أن إيرادات السياحة تصل إلى 13 مليار دولار فى العام، أى بمعدل مليار دولار شهريا، مضيفا: "الإيرادات التى كانت متوقعة تزيد عن 8 مليارات دولار، ولم تحدث".
وحول الانتقادات الموجهة لخروج الآثار وإقامة معارض خارج البلاد، كل دول العالم تنظم معارض آثار مؤقتة للترويج والتبادل العلمى بالإضافة إلى حصول مصر على أموال توجه للحفاظ على الآثار ومشروعاتها.
وتابع: "القانون المصرى يتيح خروج الآثار لمعارض مؤقتة لفترات محددة فالمعارض ليست بدعة، ومصر ترسل الآثار منذ الستينات، ويتم اتخاذ إجراءات صارمة جدا بداية من مرافقة الآثار أثناء خروجها بضابط ومرمم وأثرى مصرى ليشرف على الآثار المصرية مع تحديد شركات التغليف والشحن، إلى جانب ضمان من الدولة المستضيفة، وجميعها إجراءات صارمة تتخذها مصر، وجميع معارضنا فى الخارج ثبتت نجاحها بشكل كبير، وعلى سبيل المثال معرض توت عنخ آمون الذى ظل فى فرنسا لمدة 6 أشهر ويوم، وزاره مليون و423 ألف زار فى باريس ليكون أكبر معرض مؤقت فى تاريخ فرنسا.
وأضاف الدكتور خالد العنانى، نحن نتواصل مع دول كثيرة لنقل الصورة الحقيقية عن مصر، واستقبل فى مكتبى كل السفراء الذين يحرصون على التواجد فى الاكتشافات الأثرية، والذين ينقلون الصورة الحقيقية فى الخارج، بأن مصر بلد الأمن والأمان، والدليل على ذلك ما حدث فى 2019 الذى يمثل الأكثر إيرادات من خلال السياحة، وختام الحديث دعا الدكتور خالد العنانى جميع المواطنين بالخارج لزيارة مصر حيث الأمن والأمن والجو المتميز والشمش والحضارة".