أكدت وسائل إعلام تركية احتجاز سفينة تجارية تركية تحمل العلم الجامايكى خلال رحلة لها إلى مدينة مصراتة غرب البلاد، مشيرة إلى أن ذلك السفينة المحتجزة لم تتمثل لتعليمات قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر.
ونقل موقع "m5" التركى عن مصادر بأن الشركة المشغلة للسفينة تواصلت مع طاقمها وأكدت بأن وضعهم جيد، موضحا أن طاقم السفينة مكون من 9 أتراك و7 هنود وأذربيجاني.
إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية ليبية لـ"اليوم السابع" أن القيادة العامة للجيش الوطنى بدأت فى استجواب طاقم السفينة لمعرفة سبب عدم الامتثال لأوامر القوات البحرية ودخول منطقة محظورة، موضحة أن السفينة تحمل أدوية طبية لمدينة مصراتة.
من جانبه، قال المتحدث الرسمى باسم الجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى، إنه تم ضبط باخرة ترفع العلم الجامايكى قادمة من تركيا باتجاه مصراتة، وكانت تبحر في منطقة محظور الإبحار فيها.
وأضاف المسمارى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن السفينة كانت تبحر من الشرق الى الغرب ودخلت المياه الإقليمية الليبية قرب منطقة رأس الهلال بالجبل الأخضر، وهى منطقة محظور الإبحار فيها، حتى لزوارق الصيد الليبية إلا بأذن مسبق.
وأوضح المسئول العسكرى الليبى، أنه عند دخول السفينة بالمنطقة المحظورة تعاملت معها البحرية الليبية بعدما رفض طاقم السفينة الرد على نداءات واتصالات سرية بحرية ليبية، وأنه عقب ذلك قامت الوحدة بدخول السفينة لتفتيشها، ووجدوا فيها 9 أتراك و 3 هنود و2 من دولة أذربيجان.
وأشار المسمارى إلى أن السفينة لا يوجد بها غير أدوية فقط ولكنها دخلت منطقة محظور الإبحار فيها والسفينة حتى الآن موجودة بميناء رأس الهلال حتى انتهاء التحقيقات مع طاقمها.
وفي السياق نفسه، قال قائد السرية البحرية المقاتلة العقيد محمد المجدوب لـ"اليوم السابع" أنه تنفيذا لتعليمات القيادة العامة للجيش الوطني الليبي في مراقبة السواحل الليبية والمناطق المحظورة تمكنت السرية من ضبط الباخرة التي تحمل العلم الجامايكي قادمة من تركيا.
وأوضح المسئول العسكري الليبي أنه تم سحب الباخرة إلى الميناء البحري الليبي بعد دخلوها للمنطقة المحظورة شرقي ليبيا وعدم استجابتها للنداءات الموجهة إليها من قبل القوات البحرية، مشيرا إلى أنه تم تفتيش الباخرة والتحقيق مع طاقمها المكون من 17 بحارا منهم 9 يحملون الجنسية التركية".
يأتي ذلك بالتزامن مع التحركات العسكرية التركية الأخيرة فى ليبيا والتي تثير تخوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل له خلال اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" فى مدينة جنيف السويسرية.
وتواصل تركيا نقل الأسلحة والذخائر إلى الميليشيات المسلحة فى المنطقة الغربية دعما للمسلحين التابعين لحكومة الوفاق وكان آخرها اقتراب خمس سفن بحرية تركية من المياه الإقليمية الليبية، وهو ما دفع القيادة العامة لتوجيه تحذير شديد اللهجة إلى أى محاولات لخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
فى السياق ذاته، قال المتحدث الرسمى باسم الجيش الوطنى الليبى اللواء أحمد المسمارى أن تركيا تواصل نقل العتاد والأسلحة والمرتزقة إلى غرب البلاد، مؤكدا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يسعى لإقامة قواعد عسكرية فى الأراضى الليبية.
وأكد المسمارى فى مؤتمر صحفى من مدينة بنغازى مساء الاثنين وجود مجموعات تتبع حكومة الوفاق تعمل على خرق وقف إطلاق النار فى ليبيا، مشيرا إلى قلق القيادة العامة من استمرار نقل أنقرة للعتاد والمرتزقة والإرهابيين لليبيا.
ولفت المتحدث باسم الجيش الليبى إلى أن طائرات شحن عسكرية تركية مستمرة فى نقل الأسلحة والذخائر لغرب البلاد خاصة فى طرابلس ومصراتة، مؤكدا أن الرئيس التركى لا يريد السلام فى ليبيا ويدفع بمزيد من التعزيزات لتثبيت نفسه فى ليبيا ويسعى لابتزاز خزينة الدولة الليبية بإرسال مزيدا من الدعم العسكرى، موضحا أن أردوغان يسعى لاستخدام ليبيا كورقة فى صراعه بمنطقة شرق المتوسط.
وأعرب المسمارى عن دهشته من صمت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا على استمرار تركيا فى نقل الأسلحة والعتاد إلى ليبيا، موضحا أن اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية حققت تقدمات ملموسة فى عدد من الملفات.