بأيادى ملوثة بدماء الأبرياء من المدنيين، يواصل جيش الاحتلال التركى ممارساته العبثية والانتهاكات بحق البلدان العربية لاسيما فى سوريا، منذ أن شن حملات عسكرية على مدينة "عفرين" السورية فى 20 يناير عام 2018، والتى شكلت أحدث حلقات عدوان جيش تركيا على مدن سوريا بحجة محاربة الإرهاب، والتى جاءت بهدف إبادة "الأكراد" الذين تربطهم عداء تاريخى بالنظام التركى.
وفى هذا الإطار، وثّق حزب الوحدة الكردى الانتهاكات التى ارتكبها الجيش التركى والميليشيات المسلحة التابعة له، داخل منطقة عفرين فى الشمال السورى، خلال الأسبوع الماضى، وتضمنت عمليات خطف وقتل وسرقة وابتزاز.
وقال الحزب، فى بيان سابق عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: أن "الدولة التركية المحتلة تحاول بمشاركة الميليشيات الإرهابية الموالية لها بشتى الطرق والوسائل تطبيق التغيير الديموجرافى فى منطقة عفرين الكردية ـ السورية، من أجل القضاء على وجود الكرد وطمس هويتهم الثقافية والتاريخية.
واجتاح الجيش التركى منطقة عفرين فى يناير 2018 خلال عملية عسكرية باسم "غصن الزيتون"، بدعوى ملاحقة حزب العمال الكردستانى التركى والمصنف داخل تركيا جماعة إرهابية.
فى غضون ذلك، لفت حزب الوحدة الكردى إلى أن أحد أبرز محاولات تركيا لطمس هوية عفرين الكردية هو إخضاع منطقة عفرين لولاية هاتاى التركية ووضعها تحت إمرة واليها.
وأضاف: أن تركيا تعمل على إلغاء أو تدمير بنى تحتية ومؤسسات سورية منذ اليوم الأول للاحتلال، مثل شبكات الاتصالات والكهرباء، إضافة إلى شبكات مجموعات التوليد المحلية الخاصة ومجموعات الطاقة الكهرضوئية المنزلية.
ولفت الحزب إلى أن مجموعات الطاقة الكهرضوئية تعرضت للسرقات والتخريب الممنهج، لتأتى "الشركة السورية التركية للطاقة والكهرباء STE Enerji" لتنفيذ بعض الأعمال وفق عقد سابق موقع مع "مجالس محلية" وتُعلن مؤخرًا تغذية الشبكة الكهربائية فى مدينتى عفرين وجنديرس.
ومن جانب آخر، تتواصل زيارات رئيس الائتلاف السورى، الإخوانى نصر الحريرى، الاستفزازية إلى عفرين، ويرافقه ممثل عن المجلس الوطنى الكردى "ENKS"، وإحداها لحقول زيتون عائدة لسكان كُرد مُهجّرين قسرًا ومستولى عليها من قبل الميليشيات الإرهابية، فى تأكيد واضح وصريح على مشاركة المجلس لسياسات الائتلاف وممارساته، بحسب البيان.
وأورد الحزب عددًا من الجرائم التى وثقها خلال الأسبوع الماضى، منها "سرقة محصول الزيتون فى منطقة عفرين، والاستيلاء شبه الكامل على تجارة الزيت، بإشراف الاستخبارات التركية، بدءًا من الشراء بأسعار متدنية، وتجميعه فى مركز تركى مخصص بمدينة جنديرس، ونقله إلى تركيا، ومن ثمّ تعبئته بعبوات مختلفة، تحت اسم "منتج تركى أصيل"، وتصديره إلى أوروبا وأمريكا".
وذكر الحزب أن الشرطة العسكرية قامت باعتقال 3 مواطنين، واقتادتهم إلى مركز ناحية راجو، بحجة مشاركتهم فى نوبات الحراسة أثناء الإدارة الذاتية السابقة، كما تعرّض مواطن وزوجته، أثناء استقلالهما دراجة نارية، لحادث سير مع سيارة عسكرية تركية، ممّا أدى إلى مقتل الزوج وإصابة الزوجة بجروح وكسور، نُقلت على إثرها إلى إحدى المشافى التركية.
وتابع الحزب: فى يوم الجمعة الماضية انفجر لغم أرضى من مخلفات الحرب فى إحدى حقول الزيتون قرب بلدة "تل رفعت" بـ4 أطفال من عائلة واحدة، من أهالى قرية مروانية ـ شيه عفرين، وهم من المهجّرين قسرًا إلى منطقة الشهباءـ شمال حلب، مما أدى إلى إصابتهم بجروح بليغة وفقد أحدهم ساقه.
وفى إطار انتهاكات الميليشيات بحق الأشجار فى منطقة عفرين، قامت ميليشيا أحرار الشرقية المسيطرة على قرية خالطان ـ جنديرس بإنشاء مركز لتجميع حطب أشجار الصنوبر والسرو التى يتم قطعها من الجبال المحيطة بالقرية، ليتم بيعها لصالح الميليشيا المذكورة، وكذلك تقوم معظم الميليشيات بتوزيع الحطب على عائلات المستقدمين، ولا توزّعها على العائلات الكردية المتبقية فى القرى.