مازال مشروع "قناة إسطنبول المائية" يثير الكثير من علامات الاستفهام وازدادت وتيرة الصدام حول قضية مشروع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمعارضة وخبراء البيئة؛ باعتبارها محور القضايا الخلافية الرئيسية، فيما اتهمت المعارضة التركية رجب طيب أدرغان وعائلته والمقربين منه بالتربح بطرق فساد، ويرجع الخلاف حول المشروع لأسباب عدة؛ أبرزها التكلفة المالية لإنشاء القناة، وما تشكله من عبء على اقتصاد تركيا المنهك أصلًا، وما يرتبط بها من ملفات فساد، إضافة لآثارها الكارثية على البيئة، وفق الخبراء.
أردوغان والمعارضة
وكان أخر فصول المواجهة بين المعارضة والرئيس التركي، فيما يتعلق بمشروع القناة، تَمَثّل في تصريح لرئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي وصف المشروع بـ"الجريمة"؛ نظرًا لما له من أضرار بيئية، وهدر للمال العام.
ويدافع "أردوغان" عن المشروع متذرعًا بأن الهدف من إنشائه هو التخفيف من حركة السفن الكثيفة في مضيق البوسفور، والتخوف من وقوع حوادث بين السفن قد تكون كارثية.
ويقول "أردوغان" الذي تعهّد بتنفيذ المشروع: "شاء من شاء وأبى من أبى، إنه سيُدرّ على خزينة الدولة عائدات سنوية تصل قيمتها لثمانية مليارات دولار".
واحتدم الجدل بشأن القناة مؤخرًا، عقب معلومات نشرتها صحيفة "جمهورييت" المعارضة، أشارت فيها إلى أن صِهر الرئيس التركي ووزير المالية والخزانة بيرات البيرق، اشترى عام 2012 -أي بعد الإعلان عن المشروع- 13 دونما من الأراضي المطلة على مشروع القناة المائية؛ الأمر الذي دفع المعارضة لاتهام أردوغان وعائلته والمقربين منه، بالمتاجرة والتربح، مستغلين نفوذهم واطلاعهم على خطط ومشاريع الدولة لاستغلالها.
ويحذر خبراء من أن إصرار "أردوغان" على تنفيذ المشروع، سيترتب عليه مخاطر بيئية كبيرة؛ حيث إن عمليات الحفر في التربة بالموقع ستُضِر بالمياه الجوفية، كما قد تتسبب في انهيارات أرضية سيكون وقعها أشبه بالزلزال.
و سلطت منصة تركية معارضة الضوء على تناقضات الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، حيث نشرت فيديو قديم له أثناء توليه رئاسة بلدية اسطنبول، قال خلاله إنه لا يجوز الحديث أو تناول أى شئ يخص إسطنبول بدون العودة إليه، وفى الوقت نفسه نشرت فيديو حديث له بعد توليه الرئاسة، يؤكد فيه أن الحديث عن قناة إسطنبول لا يخص أكرم إمام أوغلو، وأنما يجب العودة لرئيس الجمهورية فيه، وأن هذه القناة تخصه منذ أن كان رئيسا لبلدية إسطنبول.
تجدر الإشارة إلى أن أكرم إمام أوغلو الرئيس الحالى لبلدية إسطنبول، الذى ينتمى لحزب الشعب الجمهورى المعارض، يحتج بشدة على مشروع قناة إسطنبول، حيث وصفه بأنه "خيانة لإسطنبول" و"مشروع اغتيال"، ووعد بأن "16 مليون مواطن سيعارضون" المشروع.
كما أعلن في الوقت نفسه، تخليه عن بروتوكول تعاون أبرمته إدارة المدينة السابقة مع الحكومة، حيث أرجع أسباب رفضه إلى تكاليف البناء الباهظة والتحفظات الكبيرة من ناحية البيئة.
كان الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، قال إن مشروع قناة اسطنبول، هو موضوع لا يتعلق برئيس بلدية إسطنبول. أكرم إمام أوغلو، يقول فى تصريح آخر، إن هذا المشروع مهم لدرجة أنه لن يُترك لحكم البلدية.
وأصبح مشروع الرئيس رجب طيب أردوغان لتوفير قناة بديلة للممر المائى فى مضيق البوسفور غارقا في الجدل، حسب تقرير مصور لمنصة صوت أمريكا.
وقدم أردوغان مبادرته "قناة إسطنبول" باعتبارها تحافظ على إسطنبول، لكن المخاوف البيئية والمالية تتصاعد حول هذا المخطط، الذى أطلق عليه اسم مشروع العقد.
وعلى الرغم من الأمطار والمناخ شديد البرودة، وقف آلاف الأشخاص فى إسطنبول لساعات فى طوابير للتوقيع على مذكرة احتجاج على خطة قناة أردوغان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة