نيكولاس توماس برنهارد روائي وكاتب وشاعر نمساوى، والذى ولد في خلال هذا الشهر فبراير من عام 1931م، ورحل أيضًا فى نفس الشهر ولكن عام 1989م، ويعد من أهم الكتاب البارزين، حيث أطلق على أعماله أنها أهم إنجاز أدبى منذ الحرب العالمية الثانية، ولد توماس برنهارد فى هيرلين فى هولندا، وكانت تعمل والدته هيرتا برنهارد تعمل كخادمة، نظرًا لانفصالها عن والده، الذى كان يعمل نجارًا ومجرمًا والذى رفض الاعتراف بابنه، ولكن توماس انتقل للعيش مع جده عام 1931م، فى فيينا حتى عام 1937م، نظرًا لزواج والدته.
دفع جد برنارد، المؤلف يوهانس فراومبيشلر، إلى الحصول على تعليم فنى له، بما فى ذلك التعليم الموسيقى، وذهب برنارد إلى المدرسة الابتدائية، ثم التحق بعدد من المدارس فى سالزبورج التى تركها فى عام 1947 لبدء تدريب مهنى مع بقال، وبعد وفاة والدته وجده تعرف على كان هيدفيج ستافيانيسك، وهى امرأة تكبره بـ 37 عامًا.
توماس
وكانت هيدفيج ستافيانيسك الدعم الرئيسى فى حياة برنارد وعزز مسيرته الأدبية إلى حد كبير، وعانى برنارد خلال سنوات المراهقة من أمراض الرئة، بما فى ذلك مرض السل، ودخل المصحة من عام 1949 وحتى 1951م.
تدرب برنارد كممثل وكان دائمًا مهتمًا بشدة بالموسيقى، ونتيجة لذلك حصل فى عام 1970م على جائزة جورج بوشنر، وكان يأمل أن يكون مغنيًا، ولكن مرضه في الرئة حال بينه وبين ذلك، وأصبح حلمه مستحيلا.
توماس برنهارد
تعرض برنارد إلى انتقادات عديدة نظرًا بسبب آرائه النقدية ومهاجمته للنمسا من خلال أعماله المسرحية، ورغم نجاح أعماله خارج النمسا، إلا أن بعض النمساويين تعرضوا للاشمئزاز بسبب آرائه الصريحة والقسوة فى وطنه، بما فى ذلك ماضيها النازى، فقد كان أيضًا ينال استحسانًا كبيرًا فى النمسا من بعض الناس، وفاز بعدد من الجوائز الكبرى، وشاهده كثيرون، ككاتب بارز فى ذلك الوقت.
يتأثر عمله أكثر من خلال الشعور بالتخلى فى طفولته وشبابه، ومرضه غير القابل للشفاء، مما جعله يرى أن الموت هو جوهر الوجود النهائى، يتميز عمله عادة بمونولوجيات مع الإشارة فى كثير من الأحيان إلى موقف ملموس، ينطبق هذا على مسرحياته وكذلك على نثرته، إلى جانب وجهات نظره الخطيرة والمتشائمة، تحتوى أعماله أيضًا على بعض الملاحظات المضحكة للغاية عن الحياة.
"كل شيء مثير للسخرية، عندما يفكر المرء فى الموت"، كان هذا تعليقه عندما حصل على جائزة نمساوية وطنية بسيطة فى عام 1968م، واجهت العديد من مسرحياته خاصة "Heldenplatz (1988)"، انتقادات من العديد من النمساويين، الذين ادعوا أنهم يلطخون سمعة النمسا، وكان واحد من الخطوط الأكثر إثارة للجدل دعا النمسا "أمة وحشية وغبية.. المجارى الطائش".
بعد عشر سنوات من الحاجة إلى رعاية طبية مستمرة لرئتيه، توفى بيرنهارد فى عام 1989 في جموندين، النمسا، عن طريق الانتحار، لم يتم الإعلان عن وفاته إلا بعد جنازته، وذلك لرغبته، التى أثارت جدلاً كبيراً فى النشر، حيث حظر بيرنهارد أى حلقات جديدة من مسرحياته ونشر أعماله غير المنشورة فى النمسا، مع ذلك فى عام 1999 تم إلغاء هذا من قبل وريثه، أخيه غير الشقيق الدكتور بيتر فابجان.