يستمر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى استفزاز الإعلام الغربى بخطواته المثيرة للجدل والتدخل فى شئون الدول الآخرى، من الحرب فى سوريا إلى ليبيا التى يحاول الاستيلاء على نفطها، مرورا بالصومال التى خطط للسيطرة على مقدراتها بحجج إنقاذ تلك البلدان من الفوضى.
وقالت وكالة "أجى" الإيطالية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى إن "تركيا تريد التوسع فى أفريقيا نوع من السياسة العثمانية الجديدة، وبدا واضحاً أن أطماع أردوغان فى الصومال ليست مستجدة، فاختراق تفاصيل تلك الدولة بدأ منذ أكثر من عقد من الزمن تحت ذريعة المساعدة على تجاوز تداعيات الحروب الأهلية والمجاعات والصراعات الدامية، وذلك من أحل ابتلاع ثرواتها والاستفادة من موقعها الإستيراتيجى المطل على القرن الأفريقى والمحيط الهندى.
وأشار التقرير إلى أنه ليس غريبا أن أكبر سفارة تركية فى أفريقيا موجودة فى مقديشيو ، وكذلك أكبر قاعدة عسكرية فى الخارج فى أنقرة بتكلفة 50 مليون دولار وحجمها أكثر من 4 كيلو متر مربع.
واستغل اردوغان الدين فى توطيد علاقاته بالصومال من أجل سياسته ، وافتتح مسجدا والعديد من المدارس التى تمولها وكالة التعاون والتنمية التركية (Tika)، والتى تتمثل مهمتها الرئيسية فى تشجيع الاستثمارات فى البلدان النامية.
ويرى التقرير أن اردوغان يريد رفع علمه فى جميع العواصم الأفريقية، وهو مخطط منذ 2009 إلى اليوم، فقد قام اردوغان برفع تجارة تركيا مع أفريقيا من 5.4 مليار دولار فى 2003، إلى 26 مليار دولار فى عام 2019، بهدف الوصول إلى 50 مليار بحلول عام 2023 .
فجميع التجارب الاستعمارية فى التاريخ أثبتت أن الاحتلال عملية تتم "ببطئ"، وهذا بالضبط ما تفعله تركيا في الصومال منذ 2009، فبعد أن كان وجودها هامشيا وتابعا لقوات الاتحاد الأفريقى، استطاعت أنقرة الولوج إلى مقديشو ليصبح وجودها رئيسيا ومستقلا.
واعتمدت المحاولات التركية لاختراق الصومال على وجود عسكرى ظاهرى، عبر محاولة الوجود فى البعثات الدولية المكلفة بحفظ السلام، وبوابة المساعدات المالية والعسكرية لبعثة الاتحاد الأفريقى، لكن مع الوقت، بدأت أطماع أنقرة الحقيقية تبرز وتؤكد أنها لن تقتصر على المساعدات الإنسانية والإنمائية فقط، وإنما تريد الحصول على البلد.
وفى السياق نفسه ، انتقدت صحيفة "الموندو" الإسبانية أردوغان وقراره بمواصلة عملياته العسكرية فى سوريا، ومقتل ما بين 30 و35 عسكريا من الجيش السورى فى العملية التركية، وقالت أن أردوغان يصمم على خوض حربا يقضى بها على شعبه، مما أثار غضب المعارضة، وذلك بعد مقتل عدد من عناصر جيش الاحتلال التركى.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى، إلى أن، روسيا كذبت ادعاءات أردوغان، واتهمته بخرق اتفاقية الهدنة بشمال سوريا، وقال الكرملين، أن روسيا تفى تماما بالتزاماتها فى إدلب، معربا عن قلقه البالغ من قيام بعض الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا بهجمات مسلحة فى هذه المنطقة.
وأوضحت الصحيفة، أن المعارضة التركية غاضبة من تدخل أردوغان فى شئون البلدان العربية، والتى منها سوريا، وقالت إن تركيا انفقت 40 مليار دولار، فى التدخل فى سوريا، كما أن عدد المهاجرين من سوريا أكبر بكثير من العدد الرسمى الذى تم إعلانه.
وأضافت الصحيفة، أن مجموعة من الصواريخ التى أطلقت من الحدود التركية على مواقع الجيش السورى عرضت 46 هدفا للهجوم وقُتل وًاصيب حوالى76 عسكريا سوريا، ورد المرصد السورى لحقوق الإنسان 16 قتيلا على الأقل.
وأشار التقرير، إلى أن 390 ألف سورى أجبروا على الفرار من ديارهم خلال الشهرين الماضين فى إدلب.
وكانت المعارضة التركية قالت أن سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم فى ليبيا خاطئة، حيث ترى المعارضة التركية أن ارسال جنود خطأ، فالقوات المسيطرة لا تمسك النار بيدها، ولكنها تستخدم كملقط، وغضبوا على الأسد، واستخدمونا كملقط، والآن يريدوننا أن نمسك النار فى ليبيا، فالأمم المتحدة لديها قوات حفظ السلام، ولم يكن أحد عدو لتركيا، وكان لكلمتنا وزنها فى المنطقة، لكن الآن أصبحنا طرفًا، قلت ليكن هناك قوات حفظ السلام. غضبوا منى، وقالوا أن الأمم المتحدة لا تعرف حفتر، تعرفه أم لا، أنت ادعوه.