القارئة مريم محمد سعيد تكتب: الوتر الحساس

الإثنين، 10 فبراير 2020 06:00 م
القارئة مريم محمد سعيد تكتب: الوتر الحساس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما أتذكر شريط حياتى أجد صعوبة فى وصف ما فيه حيث يتخلله كلمات مبعثرة مبهمة تحتاج الى صياغة توضح معانيها و اجد صعوبة فى معرفة عما اذا كانت قد بعثرت عبثا او عن قصد بفعل فاعل ... لقد كان لوجود بعض الأشخاص فى حياتى سبباً فى عدم فهمى لأشياء قد يفهمها الغالبية.. فالحقيقة لم تعد واضحة أمام عيناى فهل على ان اغير نظارتى ؟.... فمن الممكن ان اكون اصبت بضعف البصر الامر الذى جعلنى لا افهم اشخاصاً هم بارعون فى تزييف الحقائق و تشويه الامور.....وكم كنت اسأل نفسى هل انا التى على صواب ام هم؟.... فهم يتفننون فى اقناع الاخرين بصحة اقوالهم و افعالهم بمنتهى الاحترافية و بدون ان يشك احد فى أمرهم إلى درجة ان عقلى كاد ان يصاب بالجنون وأعود أسأل نفسى كيف وصل تملقهم الى هذا المستوى من النفاق كيف يتوارون خلف حقيقة أمرهم الفاسدة ويملئون جيوبهم بأكاذيب تكفيهم الدهر كله؟.. يريدون مراوغتى بشتى الطرق لأقع فى حبالهم بينما انا ابحث عن جسر اهرب من خلاله من تلك المسرحية الهزلية او من الفخ الذى نصب لى خصيصاً لكى أهوى فى بئر النفاق.. أريد النجاة.. أتشبث بالجسر.... و لكن تجرفنى الرياح نحو البئر . .....احاول الابتعاد.... اقاوم..... حتى عبرت الجسر.. حتى بعدت عن الحقائق المزيفة التى لا أعلم هل هى صحيحة ام لا؟ حيث لم يعد يهمنى ان اعرفها فلقد اخترت الرحيل الأبدى عن ديارهم ، حيث أيقنت انه ليس من الضرورى معرفة ثنايا الأمور فما اجمل من الحياة البريئة الصادقة الخالية من الغموض فالشمس خلقت ساطعة و القمر خلق منيرا.

فلا داعى ان نشغل بالنا بأفكار مشتتة لمجرد الفضول او لمجرد الوصول لحقيقة الامور .فالاشخاص الذين يريدون أن ترمقنا بالنظرات دون الاقتراب وعندما تتحدث معنا تنفى كل الأحاسيس التى ولدتها بداخلنا .. تجذبنا نحوها ثم تبعد عنا .. هى شخصيات يجب استقصائها لأنها تلعب على وتر مشاعرنا .....تلك القلوب المريضة لا تعلم ما سببته لنا من الام فى ثنايا القلوب الطاهرة فاقلب الطاولة عليها و اعلن انسحابك من اللعبة....و كلما بادرت بالانسحاب كلما كان ذلك افضل لك.....فمشاعرك تستحق ان تظفر ليس فى لعبة بل تظفر فى حياة لا تتخللها انفاس غير منتظمة و متوترة و اوتار تالفة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة