تتطور حملات مواجهة تغير المناخ حول العالم بحيث تحمل بصمات وروح شبابية جديدة بعيدًا عن الخطابات السياسية المنمقة داخل القاعات الفخمة، فمع تزايد مخاطر الأزمة تنوعت الطرق التى يعبر بها نشطاء حماية البيئة عن مخاوفهم ويستخدمونها كذلك للتوعية بخطورة الانبعاثات الكربونية وتلوث المناخ على الحياة، ومن بين هؤلاء رسامة بريطانية معاصرة عاشت تحلم وتبحث عن الغابات التى عشقتها بجنون، لتحميها بطريقتها الخاصة.
جيلى جرين، هى رسامة بريطانية شابة محبة للغابات بجنون، لدرجة جعلتها تكرس حياتها لرسمها وبيع لوحاتها وإنفاق عائداتها على حمايتها، وأمضت الرسامة المعاصرة البريطانية، السنوات الـ4 الماضية فى رسم الغابات المطيرة فى جميع أنحاء العالم، خصوصًا وسط البرازيل، واستخدمت موهبتها كمحاولة للحفاظ على الأشجار والطبيعة الأم، وقد دفعتها أزمات المناخ والجفاف ومتابعة الغابات حول العالم من الأمازون إلى أستراليا إلى البحث عن العزلة والاتصال بالطبيعة فقط.
ومن هنا انتقلت الفتاة البريطانية للعيش فى "منزل شجرة" بدون كهرباء فى وسط البرازيل، حيث كانت تبعد أقرب قرية عن مسكنها، 18 كيلومتراً، تجلس هى وأدواتها للتفرغ لرسم لوحاتها التخيلية التى تحاكى فيها الغابات أثناء ازدهارها.
وصنعت "جرين"، لنفسها اسماً سريعاً معروفاً فى المجال الفنى من خلال لوحاتها المفعمة بالحيوية التى كرستها للمناظر الطبيعية للغابات، بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، واستخدمت الفتاة صاحبة الـ27 عاماً، عائد بيع لوحاتها للمساعدة فى حماية الغابات بالسفر حول العالم بحثاً عن المناخ المناسب للقيام بشيء ملموس، وتخصيص الأموال لحماية هذه الجنان المفقودة والمتضررة.
وأقامت جرين، الكثير من المعارض الفنية الناجحة والتى خصصت أموالها للطبيعة الأم، من أبرزها المعرض الذى أقامته فى لندن والذى ذهبت إيراداته إلى Regua، وهى منظمة غير حكومية برازيلية زرعت 500 ألف شجرة فى العشرين عاماً الماضية.
ومنذ بداية عمر الـ16 عاماً، أثقلت جرين موهبتها وحبها للرسم المعاصر على يد الرسامة والنحاتة البريطانية ماجى هامبلينج، حتى نمى حبها للطبيعة وأصبح هوساً محبباً تحاول منه فعل نشاط مفيد، وبالإضافة إلى البرازيل، ومن أجل مواصلة شغفها، زارت جرين أستراليا ونيوزيلندا وسريلانكا ومناطق أخرى فى جنوب شرقى آسيا، والآن تقسم جرين وقتها بين الاستوديو الرسم الخاص بها فى بلدها الأم، مقاطعة سوفولك البريطانية ولندن، ولكن مع مواصلة السفر بحثاً عن إلهام الطبيعة لحمايتها، وذلك وفقًا لما نشرته "العين الإخبارية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة