في مثل هذا اليوم 11 فبراير عام 55 ، توفى "بريتانيكوس" الوريث الحقيقى لعرش الإمبراطورية الرومانية، فى ظروف غامضة، مخليا الجو لتولى نيرون عرش الإمبراطورية، وهو فى عمر 16 عاما، كان خامس وآخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية وصل إلى العرش لأنه كان أبن كلوديوس بالتبنى، وقد بدأ نيرون حكمه بفترة من الإصلاحات وذلك بتأثير معلمه الفيلسوف سينيكا، وبعدها انصرف "نيرون" إلى السكر والعربدة والعهر وطاف يشبع رغباته المكبوته ليتحول حكمه مع الوقت إلى وبال على الشعب.
قصر نيرون من الداخل (1)
جاءت اشهر التهم الموجهة له على الإطلاق، حريق روما سنة 64، حيث إنه رغب في إعادة بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمده أسبوع في أنحاء روما ، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر ، وبينما النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في قصر شرفته المرتفع يتسلى بمنظر الحريق، لذلك يظل نيرون رغم طغيانه علامة فى التاريخ ومن هنا حرصت روما على الاحتفاظ بآثاره ليشاهدها الأجيال المقبلة ويتعرفون عليه.
قصر نيرون من الداخل (2)
وأصبح نيرون حاضراً بشكل مدهش فى روما، وخاصة بعد أن أصبح قصره مفتوحا مرة أخرى للجمهور عام 2020 ، عرف أول سكن لـ نيرون باسم "قصر المرور"، من المفترض أن البيت كان يربط ممتلكات الإمبراطورية الموجودة فى جميع أنحاء المدينة، وعلى الرغم من القصر تم تدميره ويتعذر الوصول إليه لأنه أسفل المباني الآخرى، إلا أن عملية الترميم التي استمرت لمدة عقد من الزمان مكنت من زيارة جزء منه منذ 70 عام.
جدارية
وكشف موقع artandobject، الجزء المخصص للجمهور لفتح القصر، فيمكنك أن تزور القصر من خلال غرفة الطعام المرممة والتي من خلالها تستكشف العديد من غرف القصر وترى ملعبا رياضيا مقام فى فناء القصر، مزين بنماذج هندسية من الرخام الملون، بينما لا تزال جدران وأسقف الغرف المجاورة تحافظ على لوحات جدارية من المشاهد التصويرية المحاطة بحدود متقنة وتصاميم أزهار متصاعدة.
مدخل القصر
تم إحراق جزء كبير من القصر، وقت الحريق روما الكبير عام 64، والذي استخدمه نيرو كفرصة للتخطيط لقصر أعظم، يمتد هذا المبنى على مساحة تزيد عن 200 فدان، ولم يكن مبنىً واحداً، ولكنه كان عبارة عن مجمع من الأجنحة المنتشرة بين الحقول ومزارع الكروم والغابات وبحيرة اصطناعية شاسعة، ولايزال الإبداع فى الهندسة المعمارية واضحا.
نيرون
كانت إعادة اكتشاف القصر، تحت أنقاض فى أواخر القرن الخامس عشر لحظة أساسية في تاريخ الفن الغربى، قاموا الفنانون من بينهم فيليبيني ليبي ورافائيل بدارسة اللوحات الجدارية الموجودة بالقصر، وقاموا بتكرار رسم الجداريات في الكنائس والقصور في عصر النهضة في إيطاليا.