يقول الحديث الشريف فيما رواه أبو هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده"، وذلك يؤكد أن ذكر الله سبحانه وتعالى أمر مطلوب ومشروع، لكن ماذا عن التقيد فى ذكر الله بأرقام معينة هل جاء ذلك اعتمادا على أحاديث صحيحة أم أن ذلك بدع مستحدثة؟
أحاديث نبوية وردت فى ذكر الله ولم تقيد برقم:
عن سعد بن أبى وقاص - رضى الله عنه - قال: جاء أعرابى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمنى كلاما أقوله، قال: "قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم" قال: فهؤلاء لربى، فما لى؟ قال: "قل: اللهم اغفر لى، وارحمنى واهدنى، وارزقنى"، رواه مسلم.
عن عبد الله بن بسر رضى الله عنه أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت على فأخبرنى بشىء أتشبث به قال "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله".
عن أبى موسى رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِى يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِى لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَى وَالمَيِّتِ".
عن معاذ - رضى الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده، وقال: "يا معاذ، والله إنى لأحبك" فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعن فى دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنى على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك"، رواه أبو داود.
ما ورد فى أحاديث الذكر مقيد بأرقام:
فى هذا النوع من الاستغفار والتسبيح ما علق الفضل فيه على عدد معين، فينبغى تحصيل هذا العدد والتزامه، وذلك كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل بعد الصلوات الخمس، وكبعض أذكار الصباح والمساء المقيدة بعدد معين.
قال الحافظ ابن حجر "إن مراعاة العدد المخصوص فى الأذكار معتبرة، وإلا لكان يمكن أن يقال لهم: أضيفوا لها التهليل ثلاثا وثلاثين، وقد كان بعض العلماء يقول: إن الأعداد الواردة كالذكر عقب الصلوات إذا رتب عليها ثواب مخصوص، فزاد الآتى بها على العدد المذكور لا يحصل له ذلك الثواب المخصوص، لاحتمال أن يكون لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزة ذلك العدد.
وجاء فى الأحاديث الصحيحة يقول النبى عليه الصلاة والسلام: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر..
فالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير من أسباب حط الخطايا، وقال عليه الصلاة والسلام: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وقال عليه الصلاة والسلام: الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فينبغى لكل مؤمن وكل مؤمنة الإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ففى ذلك خير عظيم وهو من أسباب تكفير الخطايا وحط السيئات ومضاعفة الحسنات.
وقال عليه الصلاة والسلام: من سبح الله دبر كل صلاة - يعنى المكتوبة - ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر هذا فضل عظيم.
المبالغة في الأرقام
ويذهب جمهور العلماء إلى أن الزيادة فى الأرقام المرتبطة بذكر الله أو استحداث أرقاما جديدة أو التقيد فيما لم يرد فيه نص فإنه بدعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة