رحل عن عالمنا أحد العلماء الأجلاء وهو الدكتور على رضوان رئيس اتحاد الأثريين العرب، مساء أمس، وأقيمت صلاة الجنازة عليه منذ قليل بالمجمع الإسلامى بالشيخ زايد، ومن المقرر أن يقام سرادق العزاء فى مبنى اتحاد الأثريين العرب غدًا، وخلال التقرير التالى نستعرض أبرز محطات حياة العالم الراحل.
بدأ الدكتور على رضوان حياته فى عالم الآثار، كمفتش لآثار الفيوم، ثم حصل على منحة لدراسة الدكتوراه فى ألمانيا، ليدرس الفن المصرى القديم، ليعود إلى مصر ويعمل مدرسًا فى كلية الآثار، حتى أصبح عميداً للكلية.
واستطاع عالم الآثار الكبير على رضوان تدريس الفن المصرى القديم وفنون الشرق الأدنى القديم، وتقديم مادة الفن المقارن بأسلوب ساحر يجعلك تشعر وكأنك تأخذ الدرس من داخل بهو الأعمدة العظيم بمعبد الكرنك، حسب ما وصفه الدكتور وعالم الآثار زاهى حواس في إحدى مقالته الصحفية.
كما استطاع الدكتور على رضوان تأسيس مدرسة متخصصة في تدريس الفن المصرى القديم، واطلق عليها تلاميذه "المدرسة الرضوانية"، وقال عنها الدكتور زاهى حواس : صارت علامة مضيئة يتباهى تلاميذه فى كل مكان بأنهم تلقوا العلم على يدى العالم الكبير على رضوان، وأولهم أنا، حيث شرفت بالتعلم على يديه، وكانت كلماته وعشقه للحضارة المصرية سبباً من أسباب تعلقى بالعمل فى الآثار".
شغل الدكتور على رضوان رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار، في عهد الدكتور زاهى حواس، والذى ساهم في تطوير المناطق الأثرية وإنشاء المتاحف وتطوير طرق العرض المتحفى وإرسال المعارض الأثرية للخارج، كما كان "رضوان" المنظم لعلاقات المجلس الأعلى للآثار مع المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونسكو.
وقدم الدكتور على رضوان سيناريو عرض متحفى للمتحف القومى للحضارة في الفسطاط، والمتحف الآتونى في المنيا، ونظرًا لأعماله في حفظ التراث المصرى وإسهاماته الأثرية جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية، وجائزة مبارك المعروفة الآن بجائزة النيل، وتقلد رئيس اتحاد الأثريين العرب حتى رحيله.
كما كان رضوان عضوًا شعبة التراث الحضارى والأثرى بالمجالس القومية المتخصصة، عضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة (سابقًا)، وعضو اللجان العلمية بهيئة الآثار المصرية، وعضو مجلس إدارة المتحف المصرى (سابقًا)، ومقرر اللجنة العلمية الدائمة للآثار الفرعونية وتاريخ مصر والشرق القديم لوظائف الأساتذة والأساتذة المساعدين (سابقًا).
بالإضافة إلى أنه كان عضو المؤتمر العالمى لعلم المصريات، عضو المؤتمر العالمى لآثار ما قبل التاريخ، وعضو المؤتمرات العالمية للآثار النوبية والمروية، وعضو (من الخارج) بالمعهد الألماني للآثار ببرلين الغربية، وعضو لجنة المتاحف العالمية باليونسكو (ICOM) باريس، وعضو لجنة الآثار والمواقع الأثرية (ICOMS) باريس، وعضو الشعبة القومية للمتاحف، وعضو الشعبة القومية لليونسكو، ورئيس بعثة جامعة القاهرة فى حفائر منطقة "أبو صير" (شمالى سقارة).
كما كان عالم المصريات على رضوان، عضوًا بالمجمع العلمى المصرى، وعضو لجنة التعليم والبحث العلمى بالحزب الوطنى الديمقراطى، وعضو لجنة الثقافة بالحزب الوطنى الديمقراطى، مقرر الندوة العلمية العالمية التي نظمتها جامعة القاهرة بالاشتراك مع اليونسكو (مشروع طرق الحرير) نوفمبر 1990، مقرر المؤتمر القومى للمتاحف (أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا)، المشرف على أنشاء كلية الآثار بفرع جامعة القاهرة بالفيوم (1992 - 1993).، وعضو معهد الآثار النمساوى – فيينا، ومقرر عام جمعية الآثاريين العرب، كما شارك فى الكثير من المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية.