كان لدى الزعيم الألماني الراحل أدولف هتلر حلما ظل يراوده طيله أيامه على مقعد الرئاسة الألمانية وهو احتلال المملكة البريطانية، وإخضاع "المملكة التي لا تغيب عنها الشمس" إلى إرادته واحتلالها وضمه ضمن إمبراطورتيه التي طالما حلم بها، وكاد يتحقق ذلك من خلال عملية "أسد البحر" التي أعدها الفوهرر الألماني من أجل غزو إنجلترا.
تمر اليوم الذكرى الـ78، على قرار الزعيم النازي أدولف هتلر بالتراجع عن فكرة غزو بريطانيا والمعروفة باسم "أسد البحر"، بسبب الصعوبات التي واجهت القوات الألمانية وضعف التمويل، إلا أن هناك من يرى أن هتلر لم يكن جادا في خطوته، وإنه كانت مجرد خطة دعائية هدفها استعراض قوته على الجانب البريطاني.
بحسب كتاب "تاريخ العالم المعاصر" تأليف محمد حمزة حسين الدليمي، لبنى رياض عبد المجيد الرفاعي، فإن عملية أسد البحر تتخلص في عملية أنزال على جبهة واسعة تمتد من مضيق دوفر في الشرق وحتى النهاية الجنوبية للجزيرة البريطانية في الغرب، ثم احتلال لندن، لفت المؤلفون إلى أن تلك الخطة كانت موضع شك العديد من الباحثين، فقد قبل أن هتلر نفسه إدرك صعوبة تنفيذ الخطة، وهذا ما حمل البعض إلى الاعتقاد بأن الخطة كانت نظرية منها عملية وإن هتلر توخى أغراضا دعائية واستدلوا على ذلك بأن هتلر لو كان قد عقد العزم على غزو بريطانيا بالفعل، لما سمح للقوات البريطانية وحلفائها الذين كانوا محاصرين في دانكرك بالجلاء إلى بريطانيا.
بينما يرى آخرون أن إعلان عملية أسد البحر، كان مجرد خطة من هتلر يخفى بها هدفه الأساسى في تلك الفترة وهو غزو الاتحاد السوفيتى، وهو ما يعتبره المؤرخون "غلطة عمره"، لاستبداله "أسد البحر" بعملية "برباروسا" لغزو روسيا، وهو ما افقدته الكثير من قواته في المعركة الكبرى، وأيضا أخرجت الزعيم السوفيتى سالتين من سياسة الصبر التي كان يلتزم بها طيلة أحداث الحرب العالمية الثانية في بداياته حتى أجبره هتلر على الدخول فيها والدفاع عن نفسه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة