أحدثت تصريحات الشيخ أبو إسحاق الحوينى، الداعية السلفى، الذى أبدى فيها الندم والاعتذار عما بدر منه في إحدى المسائل الشرعية، وقد انتشر على صفحات التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية، زلزالاً داخل التيار السلفى، حيث سعى عدد من القيادات السلفية لتبرير اعتذارات الشيخ ، بينما دافع ابنه حاتم الحوينى عنه، في الوقت الذى شن فيه عدد من الإعلاميين هجومًا على الداعية السلفى.
وخلال اعترافاته، أكد أبو إسحاق الحوينى، أنه لم يكن من المفترض أن ينشر شيئًا فى سنوات الأولى التى أمضاها طالبًا للعلم، لكن حظ النفس هو ما دفعه لذلك، قال بوضوح: النشر شهوة لما يطلع اسمك على كتاب والناس يتداولونه وتبقى معروفًا ما هى دى حظ النفس عندنا كلنا.
وتعليقا على تلك الاعترافات، قال الشيخ مدحت أبو الدهب، الداعية السلفى، في تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": رؤية شيخنا الحويني في حديثه الأخير وكأنه يودعنا بقلب حي نابض لا يعرف غل ولا بغضاء ولا كبر ولا استعلاء ويخشى علينا ويذكرنا بما يجب أن نفعله تجاه أنفسنا، اللهم احفظ شيوخنا جميعا ومتعنا بهم".
الداعية السلفى مدحت ابو الدهب
كما علق الداعية السلفى، تامر عزت، على هذه الاعترافات قائلا عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": الشيخ الحويني كان يتكلم عن بداية دعوته، وكان صغيرا لا يفهم الدين فهمًا صحيحًا، يعني يحكي مرحلة من مراحل دعوته.
ووجه الداعية السلفى رسالة إلى الشيخ محمد حسان قائلاً: الشيخ محمد حسان هو الصندوق الأسود لفترة ما قبل فض اعتصام رابعة وما بعدها، وسكوته ستر للإخوان ووساختهم كم أتمنى أن يكتب الشيخ مذكراته ويذكر فيها كل شيء، ستري عجبًا.
فيما دافع حاتم الحوينى، نجل الشيخ أبو إسحاق الحوينى، عن اعترافات والده قائلاً عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "طريق الدعوة كله متاعب لكنه بالله يخفُّ".
نجل الحوينى
وشن عدد من الإعلاميين هجومًا عنيفا على أبو إسحاق الحوينى، حيث قال الدكتور محمد الباز، إن الشيخ أبو إسحاق الحويني من كهنة السلفية في مصر، وواحد من أخطر العناصر التى تحرض على الإرهاب، مضيفًا أن الحوينى قام بتزكية العديد من الشباب الذين انضموا لداعش، وأنه كان يمثل جهة موثوقة للتنظيم الإرهابي داعش فيمن يأتي من الحويني للانضمام لداعش.
وأضاف الباز خلال تقديمه برنامج 90 دقيقة على شاشة المحور، أن على كهنة السلفية، أن يتركوا الناس، مردفاً: "بلاش فتاوي وكأنكم تتحدثون بإسم الدين"، متابعًا: "أنهم يشكلون خطرًا على المجتمع فيما يقومون به"، مطالبًا بمعاقبة كل هؤلاء السلفيين الذين يحرضون الشباب، ولا يزالون يواصلون حلقات التكفير وخطب التطرف في مصر.
واستعرض الباز مقطع فيديو للشيخ أبو إسحاق الحويني يؤنب فيها نفسه على فترة الانفلات في الأحكام الشرعية، قائلًا: "كل سُنة كنا نعرفها نعتقد أنها واجبة، ولم نكن نفهم الواجبة من المستحبة، وأن هناك درجات في الأحكام الشرعية، ولم نكن نعرف كل هذا، وعرفت كيف أننا عندما لم نراعَ تدرج الأحكام الشرعية جنينا على الناس، لم نكن ندري درجات الأحكام الشرعية فأفسدنا حماس الشباب".
وذكر الدكتور محمد الباز، إننا نحارب الإرهاب والتطرف، وما يقوم به الداعية السلفى حازم شومان هو فكر متطرف، ولا يزال يتحدث باسم الله، ونحن في دولة والمفروض من يصعد على المنبر أن يكون معه تصريح من وزارة الأوقاف.
كما عقب الإعلامى نشأت الديهى، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية "TeN"، على فيديو أبو إسحاق الحوينى قائلاً: "إنني أخجل كمسلم أن أسمع مثل هذا الحديث، هل هذا روح الدين الإسلام، والله مقاصد الشرع الخمس ما تتضمن سوى عكس ذلك، حيث إن مقاصد الشرع تتمثل في حماية الروح والعرض والدين والوطن والمال".
وتابع: "والله لو كان محمد -صلى الله عليه وسلم- ما قبل هذا ولا سكت عليه، هؤلاء ضلوا وأضلوا"، معقبًا: "لا أقبل أن يتحدث أحد عن أنه يتحدث عن أيام النبي – صلى الله عليه وسلم ، فالحويني بعد أن أصبح قعيد، وسافر للعلاج واستقر في الدوحة والآن يجلس على كرسي متحرك، يعتذر عما قام به، اعتذارك مرفوض وغير مقبول؛ لأن فتاويك ارتبطت بدم، وأودت بعقول إناس كانوا أسوياء".