المسلات الفرعونية والتي تعد أحد رموز حضارة قدماء المصريين ستجدها أينما ذهبت إلى أحد العواصم الكبرى، ويعود تاريخ إنشاء المسلات إلى نحو 5 آلاف سنة، والتى تعتبر رمزا دينيا وعنصرا جماليا كان يُوضع على يمين ويسار مدخل المعابد، وكانت تزين أوجهها الأربعة اسم الملك، والسبب الذى دعا إلى إقامتها، وأهم إنجازاته، وكانت تصنع من حجر الجرانيت يُحمل على قاعدةٍ مربعةٍ وتنتهى بقمةٍ هرميةٍ.
ومنذ ساعات قامت وزارة السياحة والآثار بتزيين ميدان التحرير خلال عملية تطويره بمسلة الملك رمسيس الثانى، والتى تم ترميمها مؤخرًا، حيث تم تركيب الأجزاء الأخرى من المسلة على قاعدة مرتفعة حتى تكون بعيدة عن أيدى المشاة ومرتادى الميدان، وخضعت جميع أجزاء المسلة إلى أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممى المجلس الأعلى للآثار.
وتلك المسلة تم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية وكانت مقسمة إلى عدة أجزاء، ويبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها حوالى 19 مترًا ويصل وزنها إلى حوالى 90 طنا، وهى منحوتة من حجر الجرانيت الوردى وتتميز بجمال نقوشها التى تصور الملك رمسيس الثانى واقفًا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة له.
ولكن هل تعلم عدد المسلات التي تُزين ميادين ومعابد مصر بلد الحضارة الفرعونية بعد رفع مسلة ميدان التحرير، مقارنة بالمسلات المتواجدة فى ميادين العواصم العالمية.
قال وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى، إن العاصمة الإيطالية روما وحدها بها 13 مسلة، فى حين أن مصر قبل عام واحد لم يكن بها سوى 7 مسلات فقط، اثنتان فى الأقصر، وواحدة فى معبد حتشبسوت، بالإضافة إلى المسلة المتواجدة فى صالة المطار، ومسلة سنوسرت الأول فى المطرية، ومسلة الملك رمسيس الثانى التي كانت بحديقة الأندلس، ومسلة صغيرة فى الفيوم اسمها ابجيج.
وأضاف الوزير أنه في آخر سنة فقط تم وضع مسلتان بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومسلتان فى صان الحجر، وواحدة فى المتحف المصرى الكبير لتكون المسلة الوحيدة المعلقة فى العالم، والمسلة الأخيرة في ميدان التحرير ليكون الإجمالى 13 مسلة فى مصر كلها.
وكانت مدينة أسوان هي مصدر حجر الجرانيت، الذي استخدمه الفراعنة فى تشييد المسلات، وارتفعت المسلات فى أيونو وهليوبوليس والفيوم، وتانيس فى الدلتا، وبمعبدى الأقصر والكرنك.
كان المصريون القدماء يقومون بقطع صخور من قطعة واحدة ضخمة من محاجر الجرانيت، ثم ينقلونها إلى حيث تقرر أن تقام، ويصقلونها وينقشونها ثم يرفعونها بدقة على قواعدها.
ومن أشهر المسلات فى خارج مصر مسلتي لندن ونيويورك "تحتمس الثالث"، أقامهما الملك تحتمس الثالث قبل أكثر من 3500 سنة، أمام معبدعين شمس، ثم نقلهما الإمبراطور أغسطس إلى أمام معبد قيصر في السنة العاشرة ق.م.
و مسلات باريس لـ"رمسيس الثانى" هم 4 مسلات، إحداهما في وسط ميدان «الكونكورد» بباريس، ومسلة القسطنطينية "تحتمس الثالث" في العاصمة الإيطالية روما، ومسلة اللاتيران «تحتمس الرابع» أمام كنيسة القديس جيوفاني في روما، ومسلة الفاتيكان «أمنحتب الثاني»، بالإضافة إلى مسلات فلامينيو «سيتي الأول - رمسيس الثانى»، ومسلة سولاري «بسامتيك الأول»، ومسلة دوجالي «رمسيس الثانى»، ومسلة ماتشوتيو «رمسيس الثانى»، ومسلة ماتيانو «رمسيس الثانى»، ومسلة مينيرفيو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة