افتتحت الجامعة الأمريكية بالقاهرة أمس الأربعاء، 3 معارض تطرح تساؤلات عدة عن علاقة الفن بالتكنولوجيا والمجتمع في مركز التحرير الثقافي.
ويشترك مجموعة من الفنانين العالميين في قاعة عرض مارجو فيون في معرض Glitch بمجموعات فنية تستكشف الطرق التي نفهم بها الماضي والحاضر والمستقبل من خلال التكنولوجيا. وفي قاعة عرض فيوتشر تشارك الفنانة المصرية الأمريكية وعضو هيئة التدريس في جامعة كاليفورنيا بسانتا باربرا، ليلى شيرين صقر، والمعروفة ب "فيجاي أم أمل"، بمعرضها الفردي الأول في العالم العربي: بعنوان "بيت أم أمل". وفي قاعة عرض ماريوت، يقام معرض الفنانة بهية شهاب، أستاذ الفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، "على ناصية الحلم". قامت شيفا بلاغي، مستشارة رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة والرئيس الأكاديمي للفنون والبرامج الثقافية، بتنظيم المعارض.
تبحث هذه المعارض عن الإمكانيات والفرص الإبداعية التي أتاحتها التكنولوجيا، والتي تساعد على خلق فرص لتقديم أنواعجديدة إبداعية من الفنون وتداولها ورؤيتها، بينما يعمل الخيال الفني على زيادة قدرة التكنولوجيا على التغيير الاجتماعي. في الوقت نفسه، يمكن للتكنولوجيا إقامة أنواع أخرى من الحواجز، والتي يمكن أن تظل آثارها غامضة. في هذه المعارض، يتمكن الزوار من رؤية إنعكاس وتأثير اللغة البصرية للفنانين على العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع.
وتقول شيفا بلاغي: "يوجد اهتمام متزايد بالتغيير الذي تشهده الفنون بسبب تأثير التكنولوجيا، حيث يغير الفنانون من الإطار الحدودي للتكنولوجيا من خلال إبداعتهم الفنية. في هذه المعارض الثلاثة، جمعنا مجموعة دولية من الفنانين للنظر في العلاقة المعقدة بين الفن والتكنولوجيا والمجتمع، حيث يستخدم البعض الرسم والألوان، ويستخدم البعض الآخر أشكال الفن الرقمي الجديد. كلهم، بطرقهم الفريدة، يلقون الضوء على الطرق التي تؤثر بها التكنولوجيا على الإنسان."
معرض Glitch
في هذا المعرض، يستخدم مجموعة من الفنانين العالميين فن الفيديو، واللوحات الرقمية، والصور الفوتوغرافية، والمعروضات متعددة الوسائط، والرسومات، واللوحات والمنحوتات لاستكشاف الطرق التي نفهم بها الماضي والحاضر والمستقبل من خلال التكنولوجيا، ويضم المعرض الفنانين أم أمل، بترا كورترايت،شادي النشوقاتي، ومنير فاطمي، جوناثون هكسنر، بوران جينتشي، باسم مجدي، هيثم نوار، منى عمر، كور بور، شازيا سيكندر، وتاليسكر.
يقول باسم مجدي، المشارك في المعرض: "في عام 2003، أقمت أول معارضي الفنية المنفردة في جاليري الفلكي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والذي نظمته علية حمزة. وأنا سعيد بالعودة إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة في عام 2020 لعرض أعمالي الفنية في مركز التحرير الثقافي."
معرض "بيت أم أمل"
في معرضها الفردي الأول في العالم العربي، تشير فيجاي أم أمل، إلى أنه لم يعد هناك فجوة رقمية بين النظرية والتطبيق، وأن دمج التكنولوجيا في حياتنا اليومية يعني أننا جميعًا نعيش بالفعل تجربة رقمية غامرة. تمزج أم أمل بين شخصيتي السيبورغ والأم في قاعة عرض فيوتشر والتي تحولها إلى منزلها تحت مسمى "بيت أم أمل". بعد الترحيب بالزائرين فيمنزلها، تطلب سايبورغ أن يتنقل الزوار بين المناظر الطبيعية المتغيرة باستخدام التكنولوجيا بنظرة اهتمام، ووعي وتحلي بالأمل.
"تقول فيجاي أمل: "إن كتابتي العلمية وممارستي الفنية مرتبطة للغاية بجماليات فن الخلل Glitch Aesthetics ومصر.
على ناصية الحلم
اشتهرت بهية شهاب بعملها الرائد الذي يجمع بين الخط العربي والجرافيتي، وتقوم في هذا المعرض باستكمال تصورها البصري الشاعري من خلال مقاطع فيديو قصيرة مستوحاة من شعر الشاعر الفلسطيني محمود درويش. تزور شهاب المواقع السابقة لمشروعات الجرافيتي الخاصة بها مرة أخرى، وتصور فيديوهات عن الجدران التي رسمتها في بيروت ونيويورك ومراكش وجزيرة كيفالونيا اليونانية. يمثل التحول من الجرافيتي إلى الفيديو تغيراً في عمل شهاب ويعكس تحولات أكبر في العلاقة بين الفنانين والمجتمع في مصر.
تمنح فيديوهات شهاب المثيرة للذكريات عرضًا للتبعات المستمرة للاضطرابات الاجتماعية. تصف الفنانة جدرانها المزينة بالجرافيتي بأنها "نقاط التقاء" تعكس وحدة الإنسانية. وعن معرضها، تقول شهاب: "المعرض يستخدم الفيديو لعرض أربع مقاطع شعريةلمحمود درويش. القصائد هي: "وطني ليس حقيبة"، "من لا برله لا بحر له"، "كان لي يومٌ يكون و فراشةٌ بنت السجون"، "نحن نحب الحياة إذا ما إستطعنا إليها سبيلا". إن قصائدي البصرية تدور حول الهوية والانتماء وهي تذكير بإنسانيتنا الجماعية."